ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[03 - 09 - 08, 12:20 م]ـ
التعليم عند ابن باديس (تابع):
دراسة التوحيد: يتبع فيها طريقة السلف الصالح في الاعتماد على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بعيدا عن تعقيدات المتكلمين والتأثر بالمذاهب الفلسفية وله إملاءات لطلابه في ذلك بعنوان: "العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية" نشرناها وعلقنا عليها بما يناسب طريقته في تعليم هذا الفن بلا تفلسف أو تكلف بما لا يعقل من نظريات يقال إنها منطقية وهي لا تخضع لمنطق أو عقل سليم.
وفي موضوع التوسل والوسيلة يرى أنه لا يجوز الاعتماد على غير ما يقوم به الإنسان من عمل صالح ينتفع به في دنياه ويتقرب به إلى الله في أخراه، ثم يسوق كدليل على ذلك حديث النفر الثلاثة أصحاب الغار المروي في الصحيحين وخلاصته أن هؤلاء الثلاثة كانوا نائمين في غار فانحدرت صخرة وسدت عليهم الغار فقالوا إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، وقال كل واحد في دعائه: اللهم إن كنت فعلت ما فعلت ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة شيئا فشيئا وخرجوا من الغار. وهكذا استجاب الله دعاءهم بصالح أعمالهم.
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[03 - 09 - 08, 01:15 م]ـ
التعليم عند ابن باديس (تابع):
التاريخ والجغرافيا: كانت له إملاءات وملخصات فيهما لطلابه يتوسع في شرحها وتفهيمها لهم بما يتيسر له من وسائل إيضاح كاستعمال السبورة والخريطة مثلا. وللطلاب المتقدمين دراسة بعض الفصول من مقدمة ابن خلدون يشرحها ويحللها لهم بما يناسب، وقد يرد على ابن خلدون في بعض ما يذهب إليه من وجهة نظره ويدعم رأيه عادة بالاستدلال بالآيات القرآنية وما يصح من الأحاديث المتفق عليها، ويقول مع علمنا بتمكن ابن خلدون من علم الاجتماع والتاريخ وتضلعه فيهما ولكنه في بعض الأحيان يغفل عن حقائق ثابتة في القرآن والسنة النبوية مما يشعر بعدم تمكنه من استيعاب ما في القرآن والسنة، وسبحان من لا يغفل عن شيء.
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[03 - 09 - 08, 01:48 م]ـ
التعليم عند ابن باديس (تابع):
وحصة الدرس منه لا تزيد غالبا عن نصف ساعة يستوعب فيها الدرس بلا حشو ولا ملل.
ويستغرق عمله اليومي في التدريس النهار وزلفا من الليل. يشرع في الدرس الأول عادة مباشرة بعد صلاة الصبح في الجامع الأخضر (ابتداء يدرس الفقه من كتاب الشيخ خليل أو أقرب المسالك)، ويستمر إلى منتصف النهار، ثم يستأنف التعليم بعد صلاة الظهر إلى العصر. وبعد صلاة العشاء يتفرغ لدرس التفسير لجميع الطلبة وعامة الناس، ويكتظ الجامع ودرجاته وسدته بالمقبلين على الدرس من جميع فئات الناس كل ليلة ما عدا يوم العطلة الأسبوعية، الطلبة في الصفوف الأولى وبقية الجماهير خلفهم.
وكان عدد الدروس التي يلقيها يوميا على مختلف طبقات طلابه عشرة دروس في اليوم وقد ترتفع في الربيع والصيف وفي رمضان إلى 13 درسا، بما فيها درس التفسير ليلا وبعض الدروس التي كان يلقيها قبل صلاة الفجر في التاريخ والجغرافيا لبعض الطبقات مرة في الأسبوع لأن هاتين المادتين محظورتان على الجزائريين فكان يختار لهما هذا الوقت من آخر الليل.
وفي شهر رمضان يزداد الشيخ نشاطا وحيوية عن ذي قبل فيضيف إلى دروسه المعتادة المألوفة درسا في شرح صحيح البخاري قبيل صلاة الظهر حرصا على إفادة جمهور المصلين والطلاب كل يوم ما عدا يوم العطلة الأسبوعية.
فدروسه العامة من غير الدروس الخاصة للطلبة هي زيادة عن المحاضرات في المناسبات: درس التفسير يوميا بعد صلاة العشاء، درس الحديث في رمضان قبيل الظهر من صحيح البخاري، درس للشبان والعمال في جمعية التربية والتعليم مساء الأحد من كل أسبوع، ودرس للنساء بالجامع الأخضر بعد العصر من يوم الجمعة.
¥