تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي يوم من الأيام جاء بعض زملاء رمضان قائلين له: "نُهنئك على النبوغ"، فظنهم يستهزؤون به، وقال: ما الأمر؟ قالوا: قرأنا لك قصيدة في الشهاب، قال: لكني لم أبعث بأي قصيدة للشهاب، فقرأوا عليه القصيدة، فقال: نعم هي لي ولكني لم أرسل بها إلى الشهاب ...

وفهم أن الشيخ حمزة كان يريد أن يفاجئه بهذا النشر ليدفعه إلى الأمام ويحثه على عدم التردد والمبادرة بنشر ما يراه صالحا.

والقصيدة بعنوان: "يا للعجب ما للعرب" وهي منشورة في مجلة الشهاب، الجزء الثاني من المجلد 13 بتاريخ 1 صغر 1356 هـ - 13 أفريل 1937 م.

كان الشيخ الأمين سلطاني يُحيي المناسبات بتكليف طلابه القدماء بإلقاء كلمات أو قصائد.

وفي مناسبة عيد الأضحى ألقى الشيخ رمضان قصيدة بمناسبة أحداث دامية كانت وقعت في بسكرة في تلك الأيام راح ضحيتها مسلمون جزائريون. وكانت القصيدة بعنوان: "الأضحى والتضحية" (أو هو الدم ما أدراك ما الدم يافتى).

فأرسل الشيخ الأمين القصيدة إلى الشهاب فُنشرت في الجزء 12 من المجلد 13 بتاريخ ذي الحجة 1356 هـ - فيفري 1938 م.

ثم أرسل الشيخ رمضان إلى شيخه ابن باديس رسالة يُهنئه فيها بالعي، د وذكر له فيها ثلاثة أبيات من القصيدة:

هنيئا لكم بالعيد إذ عاد بالدما

تراق على حق لنا وعلى الحما

هو العيد عيد النحر قد نحرت له

نفوس أبيّات أبين المظالما

هنيئا وبشرى للجزائر كلها

بمستقبل سعد أغر وأفخما

فلما عاد من الشيخ من الإجازة واستقبله الشيخ ابن باديس (وكان من عادته أن يتسقبل الطلبة العائدين ويسجلهم كما هو الشأن في الطلبة الجدد) قال له: أما وجدت ما تهنئني به غير ذكر الموت؟ فقال له رمضان: لأني رأيت في الموت حياة، فقال ابن باديس: بورك فيك يا بني.

وكان الشيخ رمضان مُعجبا بشعر الشاعر القروي رشيد الخوري. وهذا الشاعر وإن كان نصرانيا فله أبيات جيدة في الثناء على الإسلام، ومنها بيت كان الشيخ رمضان كثيرا ما يردده:

إذا حاولت رفع الضيم فاضرب

بسيف محمد واهجر يسوعا

ومنها بيتان كنت قرأتهما قديما في الرد على دعاة الفرعونية:

من يبك عهد الموامي والدُّمى فأنا

والحمد لله قد حطّمتُ أصنامي

ملأت قلبي بحب المصطفى وغدت

عروبتي مثلي الأعلى وإسلامي

فلعله أسلم في آخر حياته .....

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[11 - 10 - 08, 10:08 ص]ـ

الشيخ محمد الصالح رمضان والتعليم

كان الشيخ محمد الصالح رمضان رحمه الله يفتخر بأنه كان معلما ناجحا، وقد شهد له بذلك كل من عرفه. وقد قضى شطرا كبيرا من حياته في التعليم وأحيل على التقاعد وهو معلم في ثانوية حسيبة بن بوعلي بالجزائر العاصمة.

وكانت بداية الشيخ في مجال التعليم عندما اختاره الشيخ ابن باديس رحمه الله ليكون معلما في مدرسة التربية والتعليم بقسنطينة وهو ما يزال يتتلمذ عليه. وكان الباعث على ذلك الاختيار أن الشيخ أبا بكر الأغواطي انتقل إلى مركز جمعية العلماء بالجزائر العاصمة فبقي مكانه في المدرسة شاغرا.

ولما طلب الشيخ ابن باديس من تلميذه رمضان أن يغلم في المدرسة رفض قائلا: أنا جئت من بلدي لأتعلم لا لأعلم ... فأجابه الشيخ ابن باديس: وما المانع أن تعلم وتتعلم؟ فقال: ليست لي دراية بأساليب التعليم وطرائقه، فطمأنه الشيخ ابن باديس بأنه سيعينه ... ولما رأى الشيخ ابن باديس تردده أخبره بأن الجمعية تنوي أن ترسل بمجموعة من الطلبة إلى المشرق ليتموا تعليمهم وأنه في هذه القائمة ... فأعجب الشيخ رمضان بهذا وبدأ التعليم في مدرسة التربية والتعليم كما أنه صار بعد ذلك من الأساتذة المساعدين لابن باديس في تعليم الكبار في مسجد بومعزة.

وقد بذل الشيخ جهودا كبيرة في تطوير التعليم بالمدرسة، وها هو الشيخ يصف عمله في التعليم:

"فقد كنت بدأت التعليم في مدرسة التربية و التعليم بقسنطينة في سنة 1937 م، وكانت صلتي بمدير المدرسة الشيخ سعيد بن حافظ وثيقة ومهمة، فقد كان يرى أني أحسن معلم في مدرسته، وكان ينقلني مع تلاميذي الناجحين من فصلي إلى السنة الموالية كل عام. وكنت أجهد نفسي في إعداد دروسي في مواد لم تكن مستعملة في المدرسة كالتاريخ والجغرافيا ودروس الأشياء والمحادثة لأني الوحيد في تلك المدرسة الذي عرف التعليم العصري في المدرسة الفرنسية. وكنت أستعمل المناداة وأسجل التخلفات وأخبر الأولياء بتخلف أبنائهم، وكان المدير يأخذ عني هذه المستجدات في مدرسته ويعممها على الفصول. والمدارس الحرة في ذلك الوقت لم تكن لها برامج موحدة تسير عليها بل لم تكن لها أي صلات بينها بل كانت كل مدرسة تجتهد وحدها فيما تقدم لتلاميذها .....

واغتنمت حسن ظن المدير بي في طرق التعليم وأساليبه فاقترحت عليه طلب عدد من معلمي الفرنسية الجزائريين المتخرجين من مدارس تكوين المعلمين ليبصرونا بطرق التعليم وكيفيات الامتحان والتنقل من سنة إلى أخرى، والمواد المطلوب تدريسها في كل سنة وغير ذلك من شؤون التعليم. وبدأنا العمل معهم في ندوات دراسية أسبوعية. وطلبت أن تكون بداية عملهم معي أنا في الاطلاع على كيفية تعليم كل مادة في فصلي مع تلاميذي بحضورهم وحضور معلمي مدرستنا والسيد المدير. ثم يسرح التلاميذ ويجتمع العلمون بعد ذلك لسماع ملاحظات معلمي الفرنسية على درسي وتقديم اقتراحاتهم على تحسين الطريقة واتباع الطريقة المثلى في تلك المادة .... وكان في ذلك تمهيد وتأهيل لبقية المعلمين للقيام بالتعليم العصري الذي جهلوه وبذلك تحسن التعليم في هذه المدرسة وصارت بحق أم المدارس وأحسنها إنتاجا وتعليما والحمد لله".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير