ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[18 - 10 - 08, 10:02 م]ـ
ذكريات الشيخ رمضان عن الشيخ البشير الإبراهيمي:
تحدث الشيخ رمضان رحمه الله عن الشيخ البشير الإبراهيمي ونشاطه في تلمسان عندما حل بها لأول مرة، وهي فترة لم يدركها الشيخ بنفسه ولعله أخذ أخبارها من قدماء التلمسانيين الذين عرفهم فيما بعد.
عندما زار الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تلمسان سنة 1931 م، طلب منه أهلها أن يبقى معهم يعلمهم أمور دينهم وينشر دعوة الحق بينهم، فاعتذر الشيخ ابن باديس بأن له تلاميذ في مدينة قسنطينة لا يمكن أن يتخلى عنهم إضافة إلى مهام أخرى كإدارة الشهاب وغيرها. لكنه وعدهم بأنه سيرسل إليهم عالما يفوقه علما ومعرفة. فتعجب التلمسانيون: من يكون هذا الرجل الذي هو أعلم من ابن باديس؟
وفي السنة الموالية سنة 1932 م، أرسل الشيخ ابن باديس الشيخ البشير الإبراهيمي إلى مدينة تلمسان. وفور وصوله إلى المدينة بدأ بإلقاء الدروس العلمية في الجامع الكبير وفي النوادي وغيرها. لكن الشيخ البشير كان بسيط الزي لا يظهر عليه سمت أهل العلم، فلم يقدره الناس آنذاك حق قدره. لكنهم وجدوا في دروسه علما جما وتمكُّنًا في كثير من العلوم الشرعية. فقال بعضهم: إن هذا الرجل يحضر درسه جيدا وذو حافظة قوية، فلنسلك معه طريقة ذكية هي أن نسأله في آخر الدرس عن أمور ليست لها علاقة بموضوع الدرس إطلاقا ....
فكان الأمر كذلك، فكانوا يسألونه عن الفقه في درس السيرة وعن القرآن في درس الحديث وهكذا ينوعون الأسئلة حتى يختبروا علمه. وعند ذاك رأوا عجبا، ففي أي علم يسألونه يجيب الشيخ ويستطرد في الإجابة كأنه السيل الجرار ... فعرفوا قيمة الشيخ البشير وسلموا له، وفهموا حقيقة ما قاله فيه الشيخ ابن باديس رحمه الله.
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:35 ص]ـ
ذكريات الشيخ رمضان عن الشيخ الإبراهيمي (تابع):
أما الفترة التي أدركها الشيخ وكان كثير الحديث عنها هي بعد وفاة الشيخ ابن باديس رحمه الله. قال لي الشيخ رمضان رحمه الله:
عند وفاة الشيخ ابن باديس رحمه الله، كان الشيخ البشير الإبراهيمي في المنفى بمدينة آفلو. وبما أن الحرب العالمية الثانية كانت قائمة لم يكن من المناسب اجتماع المجلس الإداري لجمعية العلماء لاختيار خلف لابن باديس. فقرر أغضاء الجمعية البارزون أن الرئيس يخلفه نائب الرئيس وهو الإبراهيمي، فأُخبر الشيخ بذلك وجرت بعد ذلك مراسلات بينه وبين أعضاء الجمعية تعرف الشيخ من خلالها على الأوضاع.
وانتشر خبر في تلك الفترة وهو أن الإبراهيمي شرع في تأليف كتاب حول حياة ابن باديس (وهو ما جعل كثيرا من الناس يحجمون عن الكتابة عن الشيخ ابن باديس)، ولا أدري ماذا تم من هذا العمل؟ وقد سألت ابنه فأجاب بأنه لا يعلم من ذلك شيئا ... فلعله ضاع ضمن ما ضاع من آثاره ... ولو تم مثل هذا الكتاب لكان كتابا عظيما لأن الإبراهيمي هو أعرف الناس بابن باديس وأقدرهم على الكتابة عنه.
ولما رجع الإبراهيمي من منفاه، اتجه مباشرة إلى قسنطينة قبل أن يعرج على أهله في تلمسان. فأكد على ضرورة بعث نشاط الجمعية من جديد، وقال بأن ابن باديس لا يخلفه أحد وعلينا أن نتعاون جميعا لخلافة ابن باديس. واشترط على الجمعية أن توضع سيارة تحت تصرفه مع سائق حتى يتمكن من القيام بأعباء رئيس الجمعية، والاتصال بالجماهير والمنظمات فوافق أعضاء الجمعية على ذلك. لكنه قال بأنه لا يستطيع أن يقوم بالتعليم وإدارة الصحافة (وهي الأعمال التي كان ابن باديس يقوم بها إضافة إلى رئاسة الجمعية).
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[21 - 10 - 08, 01:20 ص]ـ
ذكريات الشيخ رمضان عن الشيخ الإبراهيمي (تابع):
ويتابع الشيخ رمضان حديثه عن الشيخ البشير الإبراهيمي قائلا:
ثم ذهب الشيخ البشير إلى تلمسان لرؤية أهله والاطمئنان عليهم، ثم رجع إلى قسنطينة. واختار مجموعة من أفضل معلمي مدرسة التربية والتعليم بقسنطينة لإدارة مدارس الجمعية بالغرب الجزائري، وهم محمد العابد الجلالي ومحمد الغسيري وأنا محمد الصالح رمضان. فرفض أحمد بوشمال قائلا: "ذهاب مجموعة من خيرة المعلمين يعني توقف المدرسة"، فأجابه الإبراهيمي بأن تلاميذ ابن باديس كثر في الشرق الجزائري أما في الغرب فلا توجد مثل هذه الكفاءات.
¥