ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 01:00 ص]ـ
مملكة النحل
مَملَكَةٌ مُدَبَّرَه = بِاِمرَأَةٍ مُؤَمَّرَه
تَحمِلُ في العُمّالِ وَالص = صُنّاعِ عِبءَ السَيطَرَه
فَاِعجَب لِعُمّالٍ يُوَل = لونَ عَلَيهِم قَيصَرَه
تَحكُمُهُم راهِبَةً = ذَكّارَةٌ مُغَبِّرَه
عاقِدَةٌ زُنّارَها = عَن ساقِها مُشَمِّرَه
تَلَثَّمَت بِالأُرجُوا = نِ وَاِرتَدَتهُ مِئزَرَه
وَاِرتَفَعَت كَأَنَّها = شَرارَةٌ مُطَيَّرَه
وَوَقَعَت لَم تَختَلِج = كَأَنَّها مُسَمَّرَه
مَخلوقَةٌ ضَعيفَةٌ = مِن خُلُقٍ مُصَوَّرَه
يا ما أَقَلَّ مُلكَها = وَما أَجَلَّ خَطَرَه
قِف سائِلِ النَحلَ بِهِ = بِأَيِّ عَقلٍ دَبَّرَه
يُجِبكَ بِالأَخلاقِ وَه = يَ كَالعُقولِ جَوهَرَه
تُغني قُوى الأَخلاقِ ما = تُغني القُوى المُفَكِّرَه
وَيَرفَعُ اللَهُ بِها = مَن شاءَ حَتّى الحَشَرَه
أَلَيسَ في مَملَكَةِ الن = نَحلِ لِقَومٍ تَبصِرَه
مُلكٌ بَناهُ أَهلُهُ = بِهِمَّةٍ وَمَجدَرَه
لَوِ اِلتَمَستَ فيهِ بَط = طالَ اليَدَينِ لَم تَرَه
تُقتَلُ أَو تُنفى الكُسا = لى فيهِ غَيرَ مُنذَرَه
تَحكُمُ فيهِ قَيصَرَه = في قَومِها مُوَقَّرَه
مِنَ الرِجالِ وَقُيو = دِ حُكمِهِم مُحَرَّرَه
لا تورِثُ القَومَ وَلَو = كانوا البَنينَ البَرَرَه
المُلكُ لِلإِناثِ في الد = دُستورِ لا لِلذُكَرَه
نَيِّرَةٌ تَنزِلُ عَن = هالَتِها لِنَيِّرَه
فَهَل تُرى تَخشى الطَما = عَ في الرِجالِ وَالشَرَه
فَطالَما تَلاعَبوا = بِالهَمَجِ المُصَيَّرَه
وَعَبَروا غَفلَتَها = إِلى الظُهورِ قَنطَرَه
وَفي الرِجالِ كَرَمُ الض = ضَعفِ وَلُؤمُ المَقدِرَه
وَفِتنَةُ الرَأيِ وَما = وَراءَها مِن أَثَرَه
أُنثى وَلَكِن في جَنا = حَيها لَباةٌ مُخدِرَه
ذائِدَةٌ عَن حَوضِها = طارِدَةٌ مَن كَدَّرَه
تَقَلَّدَت إِبرَتَها = وَاِدَّرَعَت بِالحَبَرَه
كَأَنَّها تُركِيَّةٌ = قَد رابَطَت بِأَنقَرَه
كَأَنَّها جاندَركُ في = كَتيبَةٍ مُعَسكِرَه
تَلقى المُغيرَ بِالجُنو = دِ الخُشُنِ المُنَمِّرَه
السابِغينَ شِكَّةً = البالِغينَ جَسَرَه
قَد نَثَرَتهُم جُعبَةٌ = وَنَفَضَتهُم مِئبَرَه
مَن يَبنِ مُلكاً أَو يَذُد = فَبِالقَنا المُجَرَّرَه
إِنَّ الأُمورَ هِمَّةٌ = لَيسَ الأُمورُ ثَرثَرَه
ما المُلكُ إِلّا في ذُرى ال = أَلوِيَةِ المُنَشَّرَه
عَرينُهُ مُذ كانَ لا = يَحميهِ إِلّا قَسوَرَه
رَبُّ النُيوبِ الزُرقِ وَال = مَخالِبِ المُذَكَّرَه
مالِكَةٌ عامِلَةٌ = مُصلِحَةٌ مُعَمِّرَه
المالُ في أَتباعِها = لا تَستَبينُ أَثَرَه
لا يَعرِفونَ بَينَهُم = أَصلاً لَهُ مِن ثَمَرَه
لَو عَرَفوهُ عَرَفوا = مِنَ البَلاءِ أَكثَرَه
وَاِتَّخَذوا نَقابَةً = لِأَمرِهِم مُسَيَّرَه
سُبحانَ مَن نَزَّهَ عَن = هُ مُلكُهُم وَطَهَّرَه
وَساسَهُ بِحُرَّةٍ = عامِلَةٍ مُسَخَّرَه
صاعِدَةٍ في مَعمَلٍ = مِن مَعمَلٍ مُنحَدِرَه
وارِدَةٍ دَسكَرَةً = صادِرَةٍ عَن دَسكَرَه
باكِرَةٍ تَستَنهِضُ ال = عَصائِبَ المُبَكِّرَه
السامِعينَ الطائِعي = نَ المُحسِنينَ المَهَرَه
مِن كُلِّ مَن خَطَّ البِنا = ءَ أَو أَقامَ أَسطُرَه
أَو شَدَّ أَصلَ عَقدِهِ = أَو سَدَّهُ أَو قَوَّرَه
أَو طافَ بِالماءِ عَلى = جُدرانِهِ المُجَدَّرَه
وَتَذهَبُ النَحلُ خِفا = فاً وَتَجيءُ مُوقَرَه
جَوالِبَ الشَمعِ مِنَ ال = خَمائِلِ المُنَوَّرَه
حَوالِبُ الماذِيِّ مِن = زَهرِ الرِياضِ الشَيِّرَه
مَشدودَةٌ جُيوبُها = عَلى الجَنى مُزَرَّرَه
وَكُلُّ خُرطومٍ أَدا = ةُ العَسَلِ المُقَطِّرَه
وَكُلُّ أَنفٍ قانِئٍ = فيهِ مِنَ الشُهدِ بُرَه
حَتّى إِذا جاءَت بِهِ = جاسَت خِلالَ الأَدوِرَه
وَغَيَّبَتهُ كَالسُلا = فِ في الدِنانِ المُحضَرَه
فَهَل رَأَيتَ النَحلَ عَن = أَمانَةٍ مُقَصِّرَه
ما اِقتَرَضَت مِن بَقلَةٍ = أَوِ اِستَعارَت زَهَرَه
أَدَّت إِلى الناسِ بِهِ = سُكَّرَةً بِسُكَّرَه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 07:50 م]ـ
حكاية " الخفاش ومليكة الفراش"
مَرَّت عَلى الخُفاشِ = مَليكَةُ الفَراشِ
تَطيرُ بِالجُموعِ = سَعياً إِلى الشُموعِ
فَعَطَفَت وَمالَت = وَاِستَضحَكَت فَقالَت
أَزرَيتَ بِالغَرامِ = يا عاشِقَ الظلامِ
صِف لي الصَديقَ الأَسوَدا = الخامِلَ المُجَرَّدا
قالَ سَأَلتِ فيهِ = أَصدَقَ واصِفيهِ
هُوَ الصَديقُ الوافي = الكامِلُ الأَوصافِ
جِوارُهُ أَمانُ = وَسِرُّهُ كِتمانُ
وَطَرفُهُ كَليلُ = إِذا هَفا الخَليلُ
يَحنو عَلى العُشّاقِ = يَسمَعُ لِلمُشتاقِ
وَجُملَةُ المَقالِ = هُوَ الحَبيبُ الغالي
فَقالَتِ الحَمقاءُ = وَقَولُها اِستِهزاءُ
أَينَ أَبو المِسكِ الخَصي = ذو الثَمَنِ المُستَرخَصِ
مِن صاحِبي الأَميرِ = الظاهِرِ المُنيرِ
إِن عُدَّ فيمَن أَعرِفُ = أَسمو بِهِ وَأَشرُفُ
وَإِن سُئِلتُ عَنهُ = وَعَن مَكاني مِنهُ
أُفاخِرُ الأَترابا = وَأَنثَني إِعجابا
فَقالَ يا مَليكَه = وَرَبَّةَ الأَريكَه
إِنَّ مِنَ الغُرورِ = مَلامَةَ المَغرورِ
فَأَعطِني قَفاك = وَاِمضي إِلى الهَلاك
فَتَرَكَتهُ ساخِرَه = وَذَهَبَت مُفاخِرَه
وَبَعدَ ساعَةٍ مَضَت = مِنَ الزَمانِ فَاِنقَضَت
مَرَّت عَلى الخُفّاشِ = مَليكَةُ الفَراشِ
ناقِصَةَ الأَعضاءِ = تَشكو مِنَ الفَناءِ
فَجاءَها مُنهَمِكا = يُضحِكُهُ مِنها البُكا
قالَ أَلَم أَقُل لَكِ = هَلكتِ أَو لَم تَهلِكي
رُبَّ صَديقٍ عَبدِ = أَبيَضُ وَجهِ الوُدِّ
يَفديكَ كَالرَئيسِ = بِالنَفسِ وَالنَفيسِ
وَصاحِبٍ كَالنورِ = في الحُسنِ وَالظُهورِ
مُعتَكِرَ الفُؤادِ = مُضَيِّعَ الوِدادِ
جِبالُهُ أَشراكُ = وَقُربُهُ هَلاكُ
¥