تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وصْفُ الهاجرةِ كما تمثلها الشعراء

ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:26 م]ـ

لِكَيْ تَتَمَثَّلَ مَعْنَى الْهاجِرَةِ كَما يُعانيها مَنْ يَقْطَعُ الْبَواديَ في زَمانِ الْقَيْظِ، فَانْظُرْ إِلى ما وَصَفَ ذُو الرُّمَّةِ إِذْ قالَ:

وَهاجِرَةٍ شَهْباءَ ذاتِ وَديقَةٍ= يَكادُ الْحَصى مِنْ حَمْيِها يَتَصَدَّع

نَصَبْتُ لَها وَجْهي وَأَطْلالَ بَعْدَ ما =أَزَى الظِّلُّ وَاكْتَنَّ اللَّياحُ الْمُوَلَّع

وَالشَّهْباءُ الْبَيْضاءُ مِنْ شِدَّةِ الْتِهابِ الشَّمْسِ، وَ" ذاتِ وَديقَةٍ "، الوَديقَةُ شِدَّةُ وَدُنوُّ حَمْيِ الشَّمْسِ - " شِدَّةُ دُنوِّ حَمْيِ الشَّمْسِ " - كَأَنَّ حَرَّها يَنْدَلِقُ عَلَى الْأَرْضِ، وَيَنْصَبُّ مِنْ قَريبٍ. وَأَطْلالُ ناقَةُ ذِي الرُّمَّةِ، و" أَزَى الظِّلُّ "، تَقَبَّضَ، وَقَلَصَ؛ فَلا يَكادُ يوجَدُ لِشَيْءٍ ظِلٌّ، وَذلِكَ في وَقْتِ الزَّوالِ. وَ" اللَّياحُ الْمُوَلَّع "، الثَّوْرُ الْوَحْشيُّ الْأَبْيَضُ الَّذي في قَوائِمِه سَوادٌ - وَهُوَ التَّوْليعُ - يَلوذُ بِالِكِنِّ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ.

وَانْظُرْ ما يَقولُ أَيْضًا مِسْكينٌ الدّارِميُّ في وَصْفِها، وَكُلُ حَيٍّ يُسْرِعُ مِنْ وَقْدَتِها، كَأَنَّه مُطارَدٌ بِأَسِنَّةِ الرِّماحِ، وَذلِكَ حَيْثُ يَقولُ:

وَهاجِرَةٍ ظَلَّتْ كَأَنَّ ظِباءَها= إِذا مَا اتَّقَتْها بِالْقُرونِ سُجود

تَلوذُ بِشُؤْبوبٍ مِنَ الشَّمْسِ فَوْقَها =كَما لاذَ مِنْ حَرِّ السِّنانِ طَريد

فَالظِّباءُ تَتَّقي نارَهُ الْمُرْسَلَةَ بِما لا يَكادُ يَقي، بِالْقُرونِ، تُطَأْطِئُ لِيُصيبَ أَبْدانَها بَعْضُ الظِّلِّ الَّذي لا يُغْني

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:35 م]ـ

قمة البلاغة في الوصف ..

اختيار موفق وممتع حقا يستحق الوقوف و التمعن ..

بوركت أخي " محمد سعد ".

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير