تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنَ المُعَمِّرين

ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 08:38 م]ـ

قالوا: وعاش عدي بن واع بن العقي، الحارث بن مالك بن فهم بن غنم ابن دوس بن عبد الله، من الأزد، ثلاثمائة سنة، فأدرك الإسلام، وأسلم، وغزا.

وقال في ذلك:

لا عيش إلاَّ الجنَّة المخضرَّة =من يدخل النَّار يلاق ضرَّه

وقال:

أَعلم أَنَّ كلَّ فتى مرَّة =للتراب أَو بيت من الجندل

ذلك مكروه وأدعى، فإن =أُحمل على الثِّقلة لا أَثقلُ

ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 08:49 م]ـ

قال: أعجب شيء رأيته، أني نزلت بحي من قضاعة، فخرجوا بجنازة رجل من عذرة، يقال له، حُريث بن جبلة، فخرجت معهم حتى إذا واروه انتبذت جانبا عن القوم، وعيناي تذرفان، ثم تمثلت شعرا كنت رويته قبل ذلك:

يا قلب إِنَّك في أسماء مغرور =اذكر، وهل ينفعك اليوم تذكيرا؟

قد بحت بالحب ما تخفيه =حتَّى جرت بك إطلاقا محاضير

تبغي أمورا فما تدرس أَعاجلها =خير لنفسك أَم ما فيه تأخيرُ

فاستقدِرِ الله خيرا، وارضينَّ به =فبينما العسر إِذا دارت مياسير

وبينما المرء في الأحياء مُغتبطا =إِذ صار في الرَّمس تعفوه الأعاصير

حتَّى كأَن لم يكن إلاَّ تذكرُّه =والدَّهرُ أيَّة ما حالٍ دهارير

يبكي الغريب عليه ليس يعرفه =وذو قرابته في الحيّ مسرور

وذاك آخر عهد من أَخيك إِذا =ما المرء ضمنَّه اللحد الخناسير

الخنسير والجمع الخناسير، ويقال الخناسرة، وهم الذي شيعوا الجنازة.

فقال رجل إلى جانبي يسمه ما أقول: يا عبد الله، من قال هذه الأبيات؟ قلت: والذي أحلف به، ما أدري أني قد رويتها منذ زمان.

قال: قائله الذي دفناه آنفا، وإن هذا ذو قرابته أَسرُّ الناس بموته، وإنك للغريب الذي وصف تبكي عليه. فعجبت لما ذكر في شعره والذي صار إليه من قوله، كأنه كان ينظر إلى موضع قبره.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 08:56 م]ـ

قالوا: وأوصى الحارث بن الحكم آكل الذراع بنيه، فقال: " يا بنيّ، لا تبكوا على الزمان فإنه لا يزداد على رجل على السن من أهله قربا إلا ازدادوا منه بعدا، استأنوا العشيرة، ولا تمشوا بينها بالنميمة، وكونوا لقومكم أتباعا، وإيّاكم والبغي، فإنه آخر مدة القوم، وجازوا بالحسنة، ولا تكافئوا بالسيئة ولا تردّوا الكرامة، ولا تبغوا، غنيتم وبقيتم " قوله هذا دعاء لهم ".

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 09:09 م]ـ

وعاش حسان بن ثابت مئة وعشرين سنة نصفها في الجاهلية ونصفها في الإسلام

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 11:39 م]ـ

ومن المعمرين لبيد بن ربيعة العامري وقد طال به الزمن وكان من المخضرمين حضر الجاهلية ومات في زمن معاوية رضي الله عنه فياله من غريب حين أودى بنو جيله وحق له أن يقول:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم=وبقيت في خلف كجلد الأجرب

وهو القائل:

ولقد سئمت من الحياة وطولها=وسؤال هذا الناس كيف لبيد

ورحم الله أحمد شوقي حين قال فأجاد:

أبا الهول ماذا وراء البقا=ء إذا ما تطاول غير الضجرْ

عجبت للقمان في حرصه=على لُبَد والنسور الأخرْ

وشكوى لبيد لطول الحيا=ة ولو لم تطل لتشَّكى القصرْ

ولو وجدت فيك يا ابن الصَّفا=ة لحقت بصانعك المقتدرْ

فإن الحياة تَفُلُّ الحديـ=ـد إذا لبسته وتبلي الحجرْ

فالحياة سبب الموت والله يتوفى الأنفس.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 07 - 2008, 12:15 ص]ـ

الشكر الكبير لكل من شارك هنا ونأمل بالمزيد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير