تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[النزعة العقلية في القصيدة العربية]

ـ[عفاف صادق]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 04:06 م]ـ

لقد نزع الشعراء عامة في العصر العباسي للتزود بجميع ألوان المعرفة وما كانوا يجدون في ذلك من لذة عقلية.وقد مضوا يتمثلون كثيرا من هذه الألوان ويحيلونها غذاء شعريا بديعيّا، سواء منها الهندي والفارسي واليوناني، وما لم يحيلوه تأثروا به من قريب أو بعيد، ولنقف قليلا عند الثقافة الهندية في قول أبي نواس في بعض

قل لزهير إذا حدا رشدا=أقلل أو أكثر فأنت مهذار

سخنت من شدة البرودة=حتى صرت عندي كأنك النار

لا يعجب السامعون من صفتي=كذلك الثلج بارد حار المغنيين هاجيا:

وهذا الشعر دليل على نظرة أبي نواس في علم الطبائع، لأنّ الهند تزعم أن الشيئ إذا أفرط في البرد عاد حارا مؤذيا ... وكان تأثير الثقافة الفارسية في الشعر والشعراء أشد وأقوى من تأثير الثقافة الهندية،إذ كان كثير من الشعراء يتقنون اللغة الفهلوية، وقد مضى الشعراء منذ ظهور كتابي الأدب الكبير والأدب الصغير لابن المقفع يتأثرون بما نقله فيهما من تجارب الفرس وحكمهم ووصاياهم في الصداقة والمشورة وآداب السلوك والسياسة ومن يرجع إلى بشار يجده يفرد للمشورة قطعة طويلة في إحدى مدائحه:

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن=برأي نصيح أو نصيحة حازم

ولا تجعل الشورى عليك غضاضة=فإنّ الخوافي قوة للقوادمولا ريب في أنّ الثقافة اليونانية كان تأثيرها في الشعر والشعراء أعمق وأبعد غورا، بما فتحت أمامهم من أبواب الفكر الفلسفي وأبواب المنطق ومقاييسه.

وأدلته، وما بعثت فيهم من محاولات استكشاف دفائن المعاني واستخراج دقائقها.

يتبع .................

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 11:33 م]ـ

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن=برأي نصيح أو نصيحة حازم

ولا تجعل الشورى عليك غضاضة=فإنّ الخوافي قوة للقوادم

.

دعيني هنا أختي الكريمة " عفاف صادق " أن أخالفك الرأي ...

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس رأيًا فضلاً عن كونه مؤيدًا بالوحي الإلهي فقد أمره الله تعالى بمشاورة أصحابه ليعلم الأمة ما في المشاورة من الفضل، ولتقتدي به أمته من بعده، حيث يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وشاورهم في الأمر} [آل عمران:159].

فهل أخذ الرسول الكريم:= الشورى عن الفرس؟؟ وهو الذي لا ينطق عن الهوى.

(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) صدق الله ورسوله

كما وصف الله تبارك وتعالى مجتمع المؤمنين بالعديد من الصفات الكريمة التي كان من أهمها: قيام المجتمع على أساسٍ من الشورى: {وأمرهم شورى بينهم} [الشورى:38].

قال ابن عطية: والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام، مَن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب، هذا ما لا خلاف فيه، وقد مدح الله المؤمنين بقوله: {وأمرهم شورى بينهم}. قال أعرابي: ما غُبنتُ قط حتى يُغْبن قومي. قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا أفعل شيئًا حتى أشاورهم.

وقال ابن خُوَيْز مَنْدَادَ: واجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون وما أشكل عليهم من أمور الدين، ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح، ووجوه الكتاب والوزراء والعمال فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها، وكان يقال: ما ندم من استشار، وكان يقال: من أُعجب برأيه ضل.

ـ[ضاد]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 11:37 م]ـ

لم أر فيما ذكرت استئثارا لحضارة دون أخرى بالمعاني المقولة, فهذه حكم ومعان مشاعة بين الأمم. ولعل فيما يتبع تحديد للنزعة العقلية والتأثر بالحضارات الأخرى. شكرا.

ـ[عفاف صادق]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 11:45 م]ـ

دعيني هنا أختي الكريمة " عفاف صادق " أن أخالفك الرأي ...

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس رأيًا فضلاً عن كونه مؤيدًا بالوحي الإلهي فقد أمره الله تعالى بمشاورة أصحابه ليعلم الأمة ما في المشاورة من الفضل، ولتقتدي به أمته من بعده، حيث يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وشاورهم في الأمر} [آل عمران:159].

فهل أخذ الرسول الكريم:= الشورى عن الفرس؟؟ وهو الذي لا ينطق عن الهوى.

(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) صدق الله ورسوله

كما وصف الله تبارك وتعالى مجتمع المؤمنين بالعديد من الصفات الكريمة التي كان من أهمها: قيام المجتمع على أساسٍ من الشورى: {وأمرهم شورى بينهم} [الشورى:38].

قال ابن عطية: والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام، مَن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب، هذا ما لا خلاف فيه، وقد مدح الله المؤمنين بقوله: {وأمرهم شورى بينهم}. قال أعرابي: ما غُبنتُ قط حتى يُغْبن قومي. قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا أفعل شيئًا حتى أشاورهم.

وقال ابن خُوَيْز مَنْدَادَ: واجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون وما أشكل عليهم من أمور الدين، ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح، ووجوه الكتاب والوزراء والعمال فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها، وكان يقال: ما ندم من استشار، وكان يقال: من أُعجب برأيه ضل.

شتان بين الثرى والثريا فكلام الرسول عليه الصلاة والسلام لا شك فيه أخي رعد، أماعن ما ذكرته يدور حول النواحي الأدبية،والإشارة أيضا إلى التمازج الثقافي الذي عرفه العصر العباسي. شكرا على التعليق الطيب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير