[أشعر المقلين في الجاهلية ثلاثة]
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:38 م]ـ
قال ابن قتيبة: وقال أبو عبيدة اتفقوا على أن أشعر المقلين في الجاهلية ثلاثة:
المُسَيِّبُ بن عَلَس
والمُتَلَمِّس
وحُصَين بن الحُمَام
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:45 م]ـ
المُسَيِّبُ بن عَلَس
واسمه زهير بن علس وإنما لقب المسيب ببيت قاله ويكنى أبا الفِضَّة وهو خال الأعشى أعشى قيس وكان الأعشى راويته وهو من شعراء بكر بن وائل المعدودين وهو جاهلي لم يدرك الإسلام وكان امتدح بعض الأعاجم فأعطاه ثم أتى عدوا له من الأعاجم يسأله فسمَّه فمات ولا عقب له.
وهو القائل:
ولقد بلوت الفاعلين وفعلهم=فلِذي الرُّقيبة ماله مثل
كَفَّاه مُخْلِفةٌ ومُتْلِفَةٌ = وعطاؤه مُتَخَرِّقٌ جزل
ويستحسن قوله:
تبيت الملوك على عَتْبها= وشيبان إن غَضِبت تُعتَبُ
وكالشهد بالراح أخلاقهم=وأحلامهم منهما أعذب
وكالمسك ترب مناماتهم=ورَيَّا قبورهم أطيب
ومما سبق إليه فأخذ منه قوله يذكر ثغر المرأة:
كأن طعم الزنجبيل به=إذ ذقته وسُلافة الخمر
شرق بماء الذوب أسلمه=لمُبْتغيه معاقلُ الدَّبْر
وقوله في الناقة:
مَرِحَت يداها للنَّجاء كأنما=تكرو بكَفَّي ماقِطٍ في قاعتَكْرو: تلعب بالكرة
الماقط: الذي يضرب بالكُرَة الحائط ثم يأخذها
ويستجاد له قوله:
لو كنت من شيء سوى بشر= كنت المُنَوِّرَ ليلة البدر
ويستجاد له قوله في المرأة:
تامت فؤادَكَ إذ له عرضت=حسنٌ برأي العين ما تمِقُ
بانت وصدع في الفؤاد بها=صدع الزجاجة ليس يتفق
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الموضوع الجميل.
وننتظر طائفة من شعر الشاعرين الآخرَين.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الموضوع الجميل.
وننتظر طائفة من شعر الشاعرين الآخرَين.
أبشر ياعزيزي
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:48 م]ـ
المُتَلَّمِسُ
هو جرير بن عبد المسيح من بني ضبيعة وأخواله بنو يشكر وسمي المتلمس بقوله:
فهذا أوان العرض جُنَّ ذُبابُهُ=زنابيرُُهُ والأزرق المُتَلَّمِسُالعِرْض: الوادي
ويروى البيت " حيا ذبابه"
وكان ينادم عمرو بن هند ملك الحيرة هو وطرفة بن العبد فهجواه فكتب لهما إلى عامله بالبحرين كتابين أوهمهما أنه أمر لهما فيهما بجوائز وكتب إليه يأمره بقتلهما فخرجا حتى إذا كانا بالنجف إذا هما بشيخ على يسار الطريق يُحْدِث ويأكل من خبز في يده ويتناول القمل من ثيابه فيقصعه فقال المتلمس: ما رأيت كاليوم شيخا أحمق. فقال الشيخ: وما رأيت من حمقي أُخرج خبيثا وأُدخل طيبا وأقتل عدوا، أحمقُ مني والله مَن حامل حتفه بيده فاستراب المتلمس بقوله وطلع عليهما غلام من أهل الحيرة فقال له المتلمس: أتقرأ يا غلام، قال: نعم، ففكَّ صحيفته ودفعها إليه فإذا فيها: أما بعد فإذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حيا. فقال له: أنت المتلمس؟ قال: نعم قال: فالنجاء النجاء فقد أمر بقتلك فنبذ الصحيفة في نهر الحيرة وقال:
ألقيتها بالثني من جنب كافر=كذلك أُفني كلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ
رضيت لها بالماء لما رأيتها=يجول بها التيار في كل جدول
ثم قال لطرفة: ادفع إليه صحيفتك يقرأها ففيها والله ما في صحيفتي فقال طرفة: كلا لم يكن ليجترئ علي. ثم أخذ المتلمس نحو الشام وأخذ طرفة نحو البحرين فقتل وقال المتلمس:
من مبلغ الشعراء عن أخويهم=خبرا فتصْدُقَهم بذاك الأنفس
أودى الذي علق الصحيفة منهما=ونجا حذار حبائه المتلمس
ألق الصحيفة لا أبا لك إنه=يخشى عليك من الحباء النقرس
وأتى المتلمس بصرى فهلك بها وكان له ابن يقال له عبد المدان أدرك الإسلام وكان شاعرا وهلك ببصرى ولا عقب له.
ومن جيد شعره قوله:
وما كنتُ ألا مثل قاطع كفه=بكف له أخرى فأصبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه=فلم تجد الأخرى عليها مقدما
فلم استقاد الكف بالكف لم يجد=له دركا في أن تبينا فأحجما
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى=مساغا لناباه الشجاع لصمما
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا=وما علم الإنسان إلا ليعلماويُتمثل من شعره بقوله:
وأعلمُ علمَ حقٍّ غير ظنٍّ=وتقوى الله من خير العتاد
لحِفْظُ المال أيسرُ من بُغاهُ=وضرب في البلاد بغير زاد
وإصلاح القليل يزيد فيه=ولا يبقى الكثير على الفساد
ومن إفراط قوله:
أحارث أنا لو تُساط دماؤنا=تزايلن حتى لا يمس دم دما
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 09:50 م]ـ
حُصَيْنُ بن الحُمَامِ
هو من بني مُرَّة جاهلي ويعد من أوفياء العرب
وهو القائل:
نُفَلِّقُ هاما من رجال أعِزَّةٍ=علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما
نحاربهم نستودع البيض هامهم=ويستودعونا السَّمْهريَّ المقوما
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا=ولكن على أقدامنا تقطر الدَّما
وفيها يقول:
فلوذوا بأدبار البيوت فإنما=يلوذ الذليل بالعزيز ليعصما