[الأمثال في كتاب البيان والتبيين للجاحظ]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 09:56 ص]ـ
الأمثال هي ميراث لتواصل الشعوب, ولا تقتصر على أمة دون أخرى, بل تتسع وتضيق لتشمل البلدان, وقد تختص بالمدن أو المناطق والقرى. وقد كان للأمثال مساحة كبيرة ليس في الذاكرة الشعبية و التراثية فقط، بل وفي الذاكرة اللغوية والنحوية حيث استشهد بها لإثبات قاعدة ما أو نفيها، ذلك لأنها في شكلها الفصيح صدرت عن فصحاء من العرب.
(هذه مجموعة كبيرة من الأمثال حواها كتاب البيان والتبيين للجاحظ، نوردها لبيان درجة أهمية المثل"
إنّّ الجياد نضَّاحة بالماء
قال أبو الحسن: قال سفيان بن عُييْنة: تكلَّم صعصعة عند معاوية فعرِقَ، فقال معاوية: بهرك القول! فقال صعصعة: " إنّّ الجياد نضَّاحة بالماء"
والفرس إذا كان سريع العرق وكان هشَّا، كان ذلك عيبا وكذلك هو في الكثرة، فإذا أبطأ ذلك وكان قليلا قيل: قد كبا وهو فرس كاب.
وشبيه بذلك قول أبي مسمار العكلي:
لله درُّ عامر إذا نطق= في حفل إملاك وفي تلك الحِلّقْ (1)
ليس كقوم يُعرفون بالسَّرَق (2) = من خُطَب الناس ومما في الورق
يلفِّقون القول تلفيق الخَلَق (3) = من كل نضَّاح الذفارى بالعرق
إذا رمته الخطباء بالحَدَق = ..........................
الذفارى: يعني بدن الخطيب. والذفريان للبعير وها اللحمتان في قفاه
ــــــــــــــ
1 - الإملاك: التزويج وعقد النكاح وحلقة القوم، تقال بالفتح، وبالتحريك، وبالكسر؛ وجمعها حلق، بالتحريك، وبكسر ففتح
2 - السرق: بالتحريك، ويفتح فكسر، هو السرقة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 10:11 ص]ـ
الحُرُّ يُلحى والعصا للعبد
وأنشد عقبة بن رؤبة عقبة بن سلم رجزا يمتدحه به وبشَّار حاضر فأظهر بشار استحسان الأرجوزة، فقال له عقبة بن رؤبة: هذا طراز يا أبا معاذ لا تحسبه. فقال بشار ألمِثلي يُقال هذا الكلام؟ أنا والله أرجز منك ومن أبيك ومن جدك. ثم غدا على عقبة بن سلم بأرجوزته التي مطلعها:
يا طلل الحيّ بذات الصَّمد= بالله خبِّر كيف كُنت بعدي
وفيها يقول:
اسْلَمْ وحُيِّيت أبا المِلَدِّ= لله أيامك في معدِّ
وفيها يقول:
الحُرُّ يُلحى والعصا للعبد= وليس للمُلْحِف مثل الرَّدّ