تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ظواهر فى الشعر العربى القديم والحديث]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:38 ص]ـ

لم يزل التراث العربى بحاجة الى تنقيب وبحث فى دقا ئق هذا التراث الذى اعمتدنا فى الوصول اليه على يد المستشرقين الذين اكتشفوا لنا تراثنا برمته ونمنا عن قراءة التراث بكل انواعه وقد اهتم دارسوا الشعر العربى القديم بالمشهورات فى كتب الشعر كالحماسات والمفضليات والمعلقات والاصمعيات واعتبروا أن هذا جُل الشعر العربى القديم وأقاموا على ذلك أحكامهم وتنظيراتهم المختلفة حول الشعر ولذلك لا نستغرب حين نجد أن الدراسات الحديثة للشعر القديم كلها يخرج من رحم بعضها غير أن هناك اشياء يعتبرها البعض من الصغائر فى الشعر القديم وهى ذات قيمة عالية منها نظرة الشاعر القديم إلى (الصلع) ولم يرد فى موضوع الصلع إلا القليل من الشعر الذى يكشف عن الروح الفكهة للشاعر العربى القديم وربما هذه القلة راجعة إلى أن العربي القديم كان يغطِّى الرأس فلم يلفت ذلك نظر الشاعر القديم.

وجاء فى فقه اللغة للثعالبى أن الأصلع هو الذى زاد انحسار الشعر عن نصف رأسه والأقرع الذى ذهبت بشرته مع شعره والشاعر العربى نظر إلى الصلع على أنه يجعل المرأة تزهد فى صاحبها كما قال رؤبة العجاج يصف اندهاش سلمى من صلعه:

قال سليمى: والكبير يصلع؟ = ما رأس ذا الا جبين أجمع

وقال عمرو بن معد يكرب

وسوق كتيبة دلفت لأخرى = كأن زهاءها رأس صليع

وقد تندر عبد الرحمن بن أبى شريح الانصارى من صلع الخطباء والشعراء المعمرين بقوله:

ان قيامة الرجل تقوم اذا حدثت به ثلاث علامات

إذا رأيت صلعا فى الهامة

وحدبًا بعد اعتدال القامة

وصار شعر الرأس كالثغامة

بينما يرى ابن الرومى رأيا آخر فى الصلع إذ يرى أن الرأس الصلعاء تشبه المرآة فى لمعانها وذلك حين يقول فى هجاء أبى حفص:

يا صلعة لأبى حفص ممردة = كأن ساحتها مرآة فولاذ

وهناك من يرى أن الصلع والشيب من علامات الهيبة إلى التدفع أصحابها إلى العز والسيادة مثل قول الشاعر:

فقلت لها لا تنكرينى فقلما = يسود الفتى حتى يشيب ويصلعا

ولذلك فالبقاء للأصلع و مثل هذه الموضوعات خفيفة الظل تثبت لتراثنا خفة الظل وتنفى عنه دعوى التجهم والثقل التى يروج لها من عجزوا عن استيعاب هذا التراث

وسوف نخصص هذه الصفحات للكثير من الظواهر التي طرحها الشعر القديم والحديث.

ـ[محمد العتيبي]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 12:49 م]ـ

جزاكَ اللهُ خيراً أ. محمد سعد على هذا الموضوع الماتع

فإنّي ممن يستفيدون من مواضيعك القيّمة

سر على بركة الله، وفي انتظار المزيد من هذه الظواهر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير