تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من رثي نفسه , ووصف قبره وما يكتب على القبر]

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 10:04 م]ـ

[من رثي نفسه , ووصف قبره وما يكتب على القبر]

قال قال ابن قتَيْبة: بلغني أن أوّل مَنْ بكى على نفسه وذكرَ الموت في شِعْره يزيدُ بن خَذّاق،

فقال:

هَل للفتى من بنات الدهر مِن وَاقِي = أم هل له من حِمام المَوْتِ من رَاقِي

قد رَجَّلوني وما بالشَّعر من شَعَثٍ = وألبَسوني ثِيَاباً غيرَ أخْلاق

وطَيَّبوني وقالوِا أيما رَجُلٍ = وأدرَجوني كأنّي طيّ مخْرَاق

وأرسَلوا فِتْيَةً من خيْرِهِمْ حَسَباً = لِيُسْنِدُوا في ضرَيح القَبْر أطباقي

وقَسمُوا المال وارفضّت عوائدُهم = وقال قائلُهُم مات ابن خَذّاق

هَوِّن عليك ولا تُولَع بإشفاق = فإنّما مالُنا للوارث الباقي

وقال أبو ذُؤيب الهُذليّ يَصِفُ حُفرته:

مُطأْطَأةً لم ينبطوها وإنها = لَيَرْضى بها فُرَّاطها أُمَّ واحدِ

قَضَوْا ما قَضَوْا من رَمِّهَا ثم أقبلوا =إلى بِطَاءَ المَشيْ غبْر السَّواعِد

فكنتُ ذَنُوبَ البِئر لما تَبَسَّلت = وأدرجتُ أكفاني ووُسَدْت ساعدي

وقال عُروة بن حِزام لما نَزل به الموتُ:

مَن كان مِن أخَوَاتي باكياً أبداً = فاليومَ إني أُراني اليوْمَ مَقْبُوضَا

يُسْمِعْنَنِيه فإنّي غيرُ سامِعِه = إذا علوتُ رِقابَ القول مَعْروضا

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 10:12 م]ـ

وقال الطرمِّاح بن حَكِيم:

فيا رَبّ لا تَجعل وَفاتِيَ إن أتَتْ = على شَرْجَعٍ يُعْلَى بخُضْر المَطَارفِ

ولكنْ شهيداً ثاوياً في عِصابة = يُصابون في فَجٍّ من الأرْض خائف

إذا فارَقُوا دًنْياهُم فارَقُوا الأذىَ = وصارُوا إلى مَوْعُود ما في الصَّحَائف

فأقْتَلَ قَعْصاً ثم يُرْمى بأعْظُمِي = مُفَرقةً أوصالُها في التَنَائف

ويُصْبِحَ لَحْمِي بَطْنَ نَسْر مقيلُه=بجَوَ السماءِ في نُسورعواكف

وقال مالك بن الرّيْب يَرْثى نَفْسه ويصِف قَبْرَه، وكان خرَج مع سَعيد بن عثمان بن عفّان لما وَليَ خُراسان، فلما كان ببعض الطَّريق أراد أن يَلْبَس خُفَّه، فإذا بأفعى في داخلها فلسعَتْه، فلما أحسّ الموت استلقى على قَفاه،

ثم أنشأ يقول:

دَعاني الهَوَى من أهل أودَ وصُحْبَتي = بذِي الطَّبَسينْ؟ فآلتفتُّ ورَائِياً

فما رَاعني إلا سَوَابقُ عَبْرَة = تقَنَعتُ منها أنْ ألام ردائيا

ألم تَرَني بِعْتُ الضلالةَ بالهدَى = وأصبحتُ في جَيْش ابن عَفّان غازيا

فللّه درِّى حين أَتْرُك طائعاً = بَنيَّ بأعْلَى الرقْمَتين وماليا

ودَرّ كبيرَىَّ اللذين كِلاهما = علَيَّ شفيقٌ ناصح لو نهانيا

ودرُّ الظِّبَاء السانحات عَشيةً = يُخَبَرْن أني هالكٌ من أماميا

تقول ابنتي لما رأت وَشْك رِحْلتي = سِفَارُك هذا تارِكي لا أباليا

ألا ليتَ شِعْري هل بَكتْ أمالك =كما كنتُ لو عالَوْا نَعِيك باكيا

على جَدَث قد جرَّت الرِّيح فوقَه = تُرَابا كسَحْق المَرْنبانيّ هابيا

فيا صاحَبيْ رَحْلِي دَنا الموت فاحفِرَا = برابية إنّي مُقيم لياليا

وخُطّا بأطراف الأسِنَّة مَضْجعِي = ورُدَّا عَلَى عَيْني فَضْلَ رِدَائيا

ولا تَحْسداني بارَك الله فيكما = من الأرض ذاتِ العَرْض أن توسِعاليا

خُذَاني فَجُراني بِبُرْدِي إليكما = وقد كنت قبلَ اليوم صَعْباً قيَاديا

تفَقَّدْت مَنْ يَبكى عليّ فلم أجد = سوى السَّيف والرُّمح الردَيّنيِّ باكيا

وأدْهَم غِرْبيب يجرُّ لِجَامَه = إلى الماء لم يَترك له الموت ساقيا

وبالرمل لو يَعْلمَنْ علْمِي نِحسوَةٌ = بَكَين وفَدَّيْن الطبيبَ المُدَاوِيا

عَجُوزِي وأخْتاي اللَّتان أصِيبتا = بِمَوتي وبِنْت لي تَهِيج البَوَاكيا

لعمري لَئِن غالت خُراسانُ هامتي=لقد كنتُ عن بابَيْ خرَاسان نائيا

تَحَمَّل أصحابي عِشَاءَ وغادَرُوا = أخا ثِقَةٍ في عَرْصَة الدَار ثاوِيا

يَقُولون لا تَبْعَد وهم يَدْفِنُونني = وأينَ مَكان البُعْدِ إلا مَكانيا

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 10:15 م]ـ

بارك الله فيك يا رعد ...

وممن يرثي نفسه ...

شعية بن عريض وينسب لأبيه

يا ليت شعري حين يذكر صالحي = ماذا يؤبنني به أنواحي

أيقلن: لا تبعد، فرب كريهة = فرجتها بشجاعة وسماح

ولقد ضربت بفضل مالي حقه = عند الشتاء وهبة الأرياح

ولقد أخذت الحق غير مخاصم = ولقد رددت الحق غير ملاح

وإذا دعيت لصعبة سهلتها = أدعى بأفلح تارة ورباح

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 10:18 م]ـ

ولا ننسى السنجاني من هذا الأمر

فرثى نفسه وقال فيها:

دبت إلي بنات الأرض مسرعةً = حتى تمشين في قلبي وفي كبدي

والعين مني فويق الخد سائلة = وطالما كنت أحميها من الرمد

محزن اليس كذلك ... ؟

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 10:22 م]ـ

قال ابن الأعرابي:

مرض مالك بن الريب عند قفول سعيد بن عثمان من خراسان في طريقه؛ فلما أشرف على الموت تخلف معه مرة الكاتب ورجل آخر من قومه من بني تميم وهما اللذان يقول فيهما:

أيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا = برابية إني مقيم لياليا

وخطا الأسنة مضجعي = ورداً على عيني فضل ردائيا

ولا تحسداني بارك الله فيكما = من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

لعمري لئن غالت خراسان هامتي = لقد كنت عن بابي خراسان نائيا

فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة = بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

ومات في منزله ذلك، فدفناه، وقبره هناك معروف إلى الآن، وقال قبل موته قصيدته هذه يرثي بها نفسه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير