[أعداء المروءة]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 02:13 ص]ـ
فما أعداء المروءة؟ قال: بنو عمّ السوء، إن رأوا خيراً ستروه، وإن رأوا شراً أذاعوه. أنشد أبو العباس محمد بن يزيد المبرد:
عين الحسود عليك، الدهر، حارسة =تبدي المساوئ، والإحسان تخفيه
يلقاك بالبشر يبديه مكاشرة =والقلب مضطغن فيه الذي فيه
إن الحسود بلا جرم عداوته =فليس يقبل عذراً في تجنيه
وأنشد أبو جعفر في مثل ذلك:
إن يعلموا الخير يخفوه، وإن علموا =شراً أُذيع، وإن لم يعلموا كذبوا
وأنشد محمد بن إبراهيم القارئ:
وترى اللبيب مُحسداً لم يجترم =شتم الرجال وعرضه مشتوم
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه =فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها =حسداً وبغياً إنه لدميم
وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
ما ضرني حسد اللئام، ولم يزل =ذو الفضل يحسده ذوو النقصان
يا بؤس قوم ليس جرم عدوهم =إلا تظاهر نعمة الرحمان
وقال المنصور لبعض ولد المهلب بن أبي صفرة: ما أسرع الناس إلى قومك! فقال: يا أمير المؤمنين
إن العرانين تلقاها محسدَّة، =ولا ترى للئام الناس حسادا
كم حاسد لهم قد رام سعيهم، =ما نال مثل مساعيهم، ولا كادا
ويروى أن عمر بن الخطاب،: r كان يتمثل بهذين البيتين:
قوم سنان أبوهم حين تنسبهم =طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا
محسودون على ما كان من نعم.= .. لا ينزع الله منهم ما له حسدوا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 02:59 ص]ـ
بَلَغتَ بي فَوقَ غايَةِ الكَمَدِ = أَبكَيتَ عَينَيَّ آخِرَ الأَبَدِ
واكَبِدي يوشِكُ الرَقيبُ بِأَن = يَمنَعُني أَن أَقولَ واكَبِدي
لَستُ أَلومُ الحُسّادَ يا أَملَحَ النا = سِ لِإِجماعِهِم عَلى حَسَدي
كَيفَ أَلومُ الحَسودَ فيكَ وَقَد = رَأى هِلالَ السَماءِ طَوعَ يَدي
أبو تمام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 03:05 ص]ـ
شكرا لمرورك العطر أخي رعد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 03:27 ص]ـ
يسوء دعاة العلم رعدا أزرقا = كم أخروه وقدموا عصفورة
رمت المعالي كلها وحملتها= وبعثتها كالؤلؤ المنثورا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 04:01 م]ـ
وقيل لبعض حكماء الفرس: أي شيء للمروة أشد تهجيناً؟ فقال: للملوك صغر في الهمة، وللعامة الصَّلف، وللفقهاء الهوى، وللنساء قلة الحياء، وللعامة الكذب، والصبر على المروة صعب، وتحملها عبء.
وقد قال خالد بن صفوان: لولا أن المروة اشتدت مؤونتها، وثقل حملها ما ترك اللئام للكرام منها شيئاً، ولكنه لما ثقل محملها، واشتدت مؤونتها حاد عنها اللئام، فاحتملها الكرام.
وقال بعضهم: المكارم لا تكون إلا بالمكاره، ولو كانت خفيفة لتناولها السفلة بالغلبة.
وقال ابن عمر: ما حمل رجل حملاً أثقل من المروة، فقال له أصحابه: صف لنا ذلك! فقال: ما له عندي حد أعرفه، إلا أني ما استحييت من شيء قط علانية، إلا استحييت منه سراً.
وقام رجل من بني مجاشع إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ألست أفضل قومي؟ فقال: إن كان لك عقل، فلك فضل، وإن كان لك خلق، فلك مروة، وإن كان لك مال، فلك حسب، وإن كان لك دين، فلك تقى، وإن كان لك تقى، فلك دين.
وروى الهلالي قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لرجل من ثقيف: ما المروة فيكم؟ قال: الصلاح في الدين، وإصلاح المعيشة، وسخاء النفس، وصلة الرحم. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: كذلك هي فينا.
وقال عمر بن الخطاب: المروة الظاهرة الثياب الطاهرة، يعني النقية من الذنوب