تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رسالة الغفران لأبي العلاء المعري: منزلة الرحلة من الرسالة]

ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:42 م]ـ

أبو العلاء المعرى:

•.اسمه: أحمد و كنيته أبو العلاء و اسم أبيه: عبد الله بن سليمان المعرى، بلده: معرة النعمان شمال سوريا

• مولده: مغرب يوم الجمعة 28 ربيع الأول سنة 363 هـ (970 م)

• فى سن الرابعة: (367 هـ) أصيب بالجدرى الذى ذهب بعينيه.

• ذهب إلى الدراسة فى حلب بعد أن أتم التعليم على يد أبيه، ثم إلى أنطاكية.

• ثم سافر إلى طرابلس الشام و مر باللاذقية و نزل بـ (دير) فيها و أخذ عن راهب كان دارسا لعلوم الفلسفة، و اشتدت الصلة بينه و بين النصارى و اليهود حتى تمكن من دراسة أديانهم و مناقشتهم فيها. ثم عاد إلى معرة النعمان.

• مات أبوه و هو فى الرابعة عشرة من عمره سنة 377 هـ فرثاه بقصيدته المسماة النونية المثبتة فى ديوانه " سقط الزند "

• رحل إلى بغداد سنة 398 و ذاع صيته فيها – و لكنه غادرها سنة 400 هـ بسبب مرض أمه و فقره.و احتفل أهل بغداد بتوديعه و حزنوا على رحيله.

• و هو فى طريقه إلى المعرة بلغه نبأ وفاة أمه، فتمت نقمته على الدنيا فاعتزل الناس.

• كان فقيرا، متقشفا لم يتكسب بشعره، يلبس الصوف الغليظ و يأكل الشعير، و كان له وقف يحصل منه سنويا على ثلاثين دينارا يعطى لخادمه نصفها و يصرف النصف الأخر على نفسه.

• مات عن نيف و ثمانين عاما بعد مرض دام ثلاثة أيام و كانت وفاته فى العاشر من ربيع الأول سنة 449 هـ.

• مؤلفاته: عديدة فقد معظمها و قد بقى منها:

- سقط الزند و يحتوى على أشعاره فى عهد الشباب

- اللزوميات: و يعد أنفس الدواوين العربية – يتضمن فلسفته.

- الدرعيات: ديوان شعر خاص بوصف الدروع.

- رسالتا الغفران و الملائكة.

- كتاب الأيك و الغصون – زادت أجزاؤه على المائة – و قد فقد كله.

رسالة الغفران

هى عمل أدبى يصور مقابلة الشاعر لبعض الأشخاص فى العالم الآخر ممن نعموا بالغفران أو حرموا منه فى تصوره، و هو يناقش كل واحد منهم فيسأل أصحاب الفريق الناجى " بم غفر لك " فيجيب كل واحد منهم بما نجاه من العذاب و يشرح له السبب فى دخوله الفردوس، و يصف له كيف يتمتع به، و يسأل أفراد الفريق الثانى ممن كتب عليهم الشقاء " لم لم يغفر لك "؟ .. فالرسالة حوارات تجرى فى الآخرة كما يصورها خيال الشاعر، و قد كتبها ردا على رسالة ابن القارح – على بن منصور الملقب بدوخلة – و الذى كان قد أرسل إليه هذه الرسالة طالبا الرد عليها .. و فى رده عليها تمثل قول الحق: " ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها " – ابراهيم 24

و بناء على هذه الآية تمثل الأشجار قد غرست فى الفردوس بعدد كلمات تلك الرسالة.

ثم تناول أنهار الجنة و ما فيها من الخمر – و تنزه ابن القارح فيها و تمتعه بنعيمها الخالد و تعرفه بأهلها، ثم جره ذلك إلى وصف دخوله و دخول غيره من المغفور لهم الجنة، ثم زيارته أهل النار و سؤالهم عن سبب هذه العاقبة السيئة.

و الرسالة تتكون من:

• تمهيد لرسالة الغفران (كوميديا إلهية مسرحها الجنة و النار) - ثم ستة فصول:

• الفصل الأول: الفردوس:

و به أحاديث مع الأعشى , زهير بن أبى سلمى، عبيد، عدى بن زيد، أبى ذؤيب الهذلى، النابغتين .... الخ

• الفصل الثانى: يوم الموقف:

و به أحاديث مع رضوان، حمزة بن عبد المطلب، على بن أبى طالب، فاطمة الزهراء، النبى (ص) .. عبور الصراط، حواره مع رضوان، دخوله الجنة.

• الفصل الثالث: نعيم الفردوس:

أحاديث مع حميد بن ثور، لبيد، مأدبة فى الجنة، مجلس أنس و غناء ...... الخ

• الفصل الرابع: جنة العفاريت.

• الفصل الخامس: الجحيم:

أحاديث مع العديد من الشعراء الجاهليين من أمثال عنترة و عمرو بن كلثوم و طرفة .... الخ، و بعض الشعراء المخضرمين، و كذلك مع إبليس.

• الفصل السادس: عودة إلى الفردوس:

حديث مع آدم، مع ذات الصفا، عودة إلى حوريته، جنة الرجاز، نعيم الخلد.

يتبع ..............

ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 08:08 م]ـ

منزلة الرحلة من الرسالة

القراءة المنهجية لرسالة ابن القارح،ولردّ المعري تبين أنّ النصين في علاقة توافقية. ويتمثل هذا التوافق في تضمن الرسالة والردّ لنفس المسائل،وفي ورود هذه المسائل في الردّ على النظام الذي وردت عليه في الرسالة:

رسالة ابن القارح:_الفاتحة

_جعلني الله فداه

_وردت حلب ظاهرها

_كان أبو القطران

_كان أبو الفرج الزهرجي

_ولكني اغتاظ على الزنادقة

_ومن ظريف الأخبار أن بنت أختي سرقت لي ثلاثة وثمانين دينارا

رد المعري:_الفاتحة

_فهت قوله"جعلني الله فداه"

_وأما وروده حلب حرسها الله

_وأما أبو القطران

_وأما أبو الفتح الزهرجي

_وأما غيظه على الزنادقة

_وسرتني فياة الدنانير اليه

من هذا التوافق نستخلص أنّ رسالة ابن القارح تضمنت برنامجا سار عليه المعري في ردّه. ومن هذا التوافق أيضا نستنتج أنّ الرحلة زائدة في رسالة الغفران،إذ ليس لها ما يقابلها في رسالة ابن القارح،أو بتعبير آخر خروج من طرف المعري عن البرنامج الذي رسمته له رسالة ابن القارح، وهو برنامج اتّبعه اتّباعا أمينا في ما عدا هذه الرحلة.

لكنّ النظر إلى الرحلة من خلال الردّ الذي جاءت فيه يدلنا على أنّها كانت عملا واعيا قام به أبو العلاء عن قصد، والدليل على ذلك موطنان من الرد، جاء فيهما ذكر الرحلة:" .... ولا أحكم عليه (بشار) بأنّه من أهل لنار،وإنّما ذكرت ما ذكرت فيما تقدم لأنّي عقدته بمشيئة الله"

يشير الإستهاد الأول بكثير من الوضوح،إلى أنه ليس في رسالة ابن القارح ما يقابل الرحلة،وإلى أنّ المعري كان شاعرا بخروجه في ذلك الفصل عن البرنامج الذي رسمته له الرسالة، ويشير كذلك إلى أنّ الإطالة كانت عفوية.

يتبع .................

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير