[جرير والفرزدق يتفقان على من أشعر العرب]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 09:11 م]ـ
سئل الفرزدق مرة: من أشعر العرب؟ فقال: بشر بن خازم؛ قيل له: بماذا؟ قال بقوله:
ثوى في ملحد لا بد منه =كفى بالموت نأياً واغترابا
ثم سئل جرير فقال: بشر بن خازم، قال: بماذا؟ قال: بقوله:
رهين بلى، وكل فتىً سيبلى =فشقي الجيب وانتحبي انتحاباً
فاتفقا على بشر بن أبي خازم كما ترى.
وهذه هي القصدة
1
- أسائلة عميرة عن أبيها =خلال الجيش تعترف الركابا
2 تؤمل أن أؤوب لها بنهب =ولم تعلم بأن السهم صابا
3 فإن أباك قد لاقى غلاما = من الأبناء يلتهب التهابا
4 وإن الوائلي أصاب قلبي =بسهم لم يكن يكسى لغابا
5 فرجي الخير وانتظري إيابي =إذا ما القارظ العنزي آبا
6 فمن يك سائلا عن بيت بشر = فإن له بجنب الرده بابا
7 ثوى في ملحد لا بد منه = كفى بالموت نأيا واغترابا
8 رهين بلى وكل فتى سيبلى =فأذري الدمع وانتحبي انتحابا
9 مضى قصد السبيل وكل حي =إذا يدعى لميتته أجابا
10 فإن أهلك عمير فرب زحف =يشبه نقعه عدوا ضبابا
11 سموت له لألبسه بزحف =كما لفت شآمية سحابا
12 على ربذ قوائمه إذا ما =شأته الخيل ينسرب انسرابا
13 شديد الأسر يحمل أريحيا =أخا ثقة إذا الحدثان نابا
14 صبورا عند مختلف العوالي =إذا ما الحرب أبرزت الكعابا
15 وطال تشاجر الأبطال فيها =وأبدت ناجذا منها ونابا
16 فعز علي أن عجل المنايا =ولما ألق كعبا أو كلابا
17 ولما ألق خيلا من نمير =تضب لثاتها ترجو النهابا
18 ولما تلتبس خيل بخيل =فيطعنوا ويضطربوا اضطرابا
19 فيا للناس إن قناة قومي =أبت بثقافها إلا انقلابا
20 هم جدعوا الأنوف فأوعبوها =وهم تركوا بني سعد يبابا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 10:23 م]ـ
قصية رائعا حقا أخي الحبيب " محمد سعد "
انتقاء مميز كما عهدنا منك دائما ..
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
وأضم صوتي لجرير والفرزرق.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 02:49 م]ـ
حقا انه شاعر باتفاق الشاعرين عليه
لقد اقتطفت من كتاب جمهرة اشعار العرب
مجمهرة بشر بن أبي خازم
لمَنِ الدّيَارُ غَشَيْتَها بالأنْعُمِ = تَغْدو مَعضالِمُها كَلَوْنِ الأرْقَمِ
لَعِبَتْ بِهَا رِيحُ الصَّبا فَتَنَكّرَتْ = إلاّ بَقِيّةُ نُؤْيِهَا المُتَهَدِّمِ
دارٌ لِبَيضَاءِ العَوَارِضِ طَفْلَةٍ = مَهْضُومَةِ الكَشْحَينِ رَيّا المِعْصَمِ
سَمِعَتْ بِنَا قوْلَ الوُشَاةِ فَأَصْبَحَتْ = صَرَمَتْ حِبَالَكَ في الخَليطِ المُشِئمِ
فظَلَلَتَ من فَرطِ الصّبابةِ والهَوَى = طَرِباً فُؤادُكَ مِثْلُ فِعْلِ الأهيَمِ
لولا تَسَلّي الهَمّ عَنْكِ بِجَسْرَةٍ = عَيْرَانَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُكَدَمِ
زَيّافَةٍ بالرّحْلِ صادِقَةِ السُّرَى = خَطّارَةٍ تَنْفِي الحَصَى بِمُثَلَّمِ
سَائِلْ تَمِيماً في الحُرُوبِ وعامِراً = وهَلِ المُجَرِّبُ مِثْلُ مَنْ لَمْ يَعْلَمِ؟
غَضِبَتْ تَميمٌ أَنْ تُقَتَّلَ عَامِرٌ = يَوْمَ النِّسارِ، فَأَعْتَبُوا بالصّيْلَمِ
إنَّا إذا نَعَرُوا الحُرُوبَ بِنَعْرَةٍ = تُشْفَى صُدُورُهُمُ بِرَأْسِ مُصَدَّمِ
نَعْلُو الفَوارِسَ بِالسّيوفِ وَنَعْتَزِي، = والخَيْلُ مُشْعَلَةُ النّحُورِ مِنَ الدّمِ
يَخْرُجْنَ مِنْ خَلَلِ العَجَاجِ عَوابِساً = خَبَبَ السِّبَاعِ بِكُلّ أَكْلَفَ ضَيْغَمِ
مِنْ كُلّ مُسْتَرخي النِّجادِ، مُنازِلٍ، = يَسْمُو إلى الأقرانِ غَيْرَ مُقَلَّمِ
فَهَزَمْنَ جَمْعَهُمُ وأُفْلِتَ حَاجِبٌ = تَحْتَ العَجَاجَةِ في الغُبَارِ الأُقْتَمِ
وعلى عِقَابِهِمُ المَذَلّةُ أَصْبَحَتْ = نُبِذَتْ بِأَفْصَحَ ذي مَخَالِبَ جَهْضَمِ
أُقْصِدْنَ حَجْراً قَبْلَ ذلكَ والقَنَا = شُرَعٌ إلَيْهِ، وقد أَكَبَّ على الفَمِ
يَنْوِي مُحَأوَلَةَ القِيَامِ، وقد مَضَتْ = فيهِ مَخَارِصُ كلِّ لَدْنٍ لَهْذَمِ
وَبَنُو نَمِيرٍ قَدْ لَقِينَا مِنْهُمُ = خَيْلاً تَضُبّ لِثَاتُها للمَغْنَمِ
فَدَهَمْنَهُمْ دَهْماً بِكُلّ طِمِرّةٍ = وَمُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالَةِ مِرْجَمِ
وَلَقَدْ خَبَطْنَ بَني كِلابٍ خَبْطَةً = أَلْحَقْنَهُمْ بِدَعَائِمِ المُتَخَيِّمِ
وسَلَقْنَ كَعْبَاً قَبْلَ ذَلِكَ سَلْقَةً = بِقَناً تَعَاوَرُهُ الأكُفّ مُقَوَّمِ
حتى سَقَيْنَاهُمْ بِكَأْسٍ مُرّةٍ = مَكْرُوهَةٍ، حَسَواتُها كَالعَلْقَمِ
قُلْ للمُثَلَّمِ وابنِ هِنْدٍ بَعْدَهُ: = إن كُنْتَ رَائِمَ عِزّنَا فاسْتَقْدِمِ
تَلْقَ الذِي لاَقَى العَدُوُّ، وَتُصْبَحُ = كأساً، صُبَابَتُهَا كَطَعْمِ العَلْقَمِ
نَحبُو الكَتِيبَةَ حِينَ تَفْتَرِشُ القَنَا = طَعْنَاً كإلهابِ الحَرِيقِ المُضْرَمِ
وَلَقَدْ حَبَوْنَا عَامِراً مِنْ خَلْفِهِ، = يَوْمَ النِّسارِ، بِطَعْنَةٍ لَمْ تُكَلَمِ
مَرَّ السِّنانُ على أَسْتِهِ فَتَرَى بِها = مِنْ هَتْكِهِ ضَجماً كَشِدْقِ الأعْلَمِ
مِنّا بِشِجْنَةَ والذُّبَابِ فَوَارِسٌ = وَعَتَائِدٌ مِثْلُ السّوَادِ المُظْلِمِ
وَبِضَرْغَدٍ وَعَلى السّدِيرَةِ حَاضِرٌ، = وَبِذِي أَمَرّ حَريمُهُمْ لَمْ يُقْسَمِ
¥