[من أخبار البخلاء]
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:50 ص]ـ
[من أخبار البخلاء]
أجمع الناس على بخل أهل مرو ثم أهل خراسان.
قال ثمامة بن أشرس:
ما رأيت الديك قط في بلدة إلا وهو يدعو الدجاج، ويثير الحب إليها، ويلطف بها، إلا في مرو، فإني رأيته يأكل وحده، فعلمت أن لؤمهم في المآكل.
ورأيت فيمرو طفلاً صغيراً في يده بيضة، فقلت له: أعطني هذه البيضة، فقال: ليس تسع يدك. فعلمت أن اللؤم والمنع فيهم بالطبع المركب، والجبلة المفطورة.
واشتكى رجل مروزي ضرراً من سعال، فدلوه على سويق اللوز، فاستثقل النفقة، ورأى الصبر على الوجع أخف عليه، فلم يزل يماطل الأيام ويدافع الألم حتى أتيح له بعض الموفقين، فدله على ماء النخالة، وقال له: إنه يجلو الصدر. فأمر بالنخالة، فطبخت له وشرب ماءها، فجلا صدره. ووجده بعضهم، فلما حضر غداؤه أمر به فرفع إلى العشاء، وقال لأم عياله: اطبخي لأهل بيتنا النخالة، فإني وجدت ماءها يعصم ويجلي الصدر. فقالت له زوجته: قد جمع الله في هذا الدواء دواء وغذاء.
وقال خاقان بن صبيح: دخلت على رجل ليلاً من أهل خراسان، فإذا هو قد أتى بمسرجة فيها فتيل دقيق، وقد ألقى في دهن المسرجة شيئاً من ملح، وقد علق فيها عودا بخيط معقود إلى المسرجة، فإذا عشي المصباح أخرج به رأس الفتيل، فقلت: ما بال هذا العود مربوطاً؟ فقال: هذا عود قد شرب الدهن، فإذا لم نحفظه وضاع احتجنا إلى غيره فلا نجده إلا عطشان، فإذا كان هذا دأبنا ضاع من دهننا في الشهر بقدر كفايتنا ليلة. قال: فبينا أنا أتعجب واسأل الله العافية إذ دخل علينا شيخ من أهل مرو، ونظر إلى العود، فقال: أبا فلان، فررت من شيء ووقعت فيما هو شر منه، أما علمت أن الشمس والريح تأخذان من سائر الأشياء، أو ليس كان البارحة هذا العود عند إطفاء السراج وأروى، وهو عند إسراجك الليلة أعطش؟ قد كنت أنا جاهلاً مثلك زماناً، حتى وفقني الله إلى ما هو أرشد، اربط عافاك الله مكان العود إبرة كبيرة، أو مسلة صغيرة، فإن الحديد أبقى، وهو مع ذلك غير نشاف، والعود والقصبة ربما تعلقت بهما الشعرة من قطن الفتيلة فتشخص لها، وربما كان ذلك سبباً لإطفائها. قال الخراساني: ألا وإنك تعلم أنك من المسرفين حتى
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 01:17 م]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من الجبن والبخل
قبحهم الله ألا يعلمون أن مصير ذاك إلى زوال
شكرا جزيلا لك أخي على هذه الطرف.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 03:30 م]ـ
وهذه نادرة أوردها الجاحظ في كتابه:
قصة أهل البصرة من المسجديين
قال أصحابنا منة المسجديين: اجتمع ناس في المسجد ممن ينتحل الاقتصاد في النفقة والتنمية للمال من أصحاب الجمع والمنع.
وقد كان هذا المذهب صار عندهم كالنسب الذي يجمع على التحاب وكان الذي يجمع على التناصر.
وكانوا إذا التقوا في حلقهم تذاكروا هذا الباب وتطارحوة وتدارسوه.
فقال شيخ منهم: ماء بئرنا - كما قد علمتم - ملح أجاج لا يقربه الحمار ولا تسيغه الإبل وتموت عليه النخل.
والنهر منا بعيد.
وفي تكلف العذب علينا مؤنة.
فكنا نمزج منه للحمار فاعتل عنه وانتفض علينا من أجله.
فصرنا بعد ذلك نسقيه العذب صرفاً.
وكنت أنا والنعجة كثيراً ما نغتسل بالعذب مخافة أن يعتري جلودنا منه مثل ما اعترى جوف الحمار.
فكان ذلك الماء العذب الصافي يذهب باطلاً.
ثم انفتح لي باب من الإصلاح فعمدت إلى ذلك المتوضأ فجعلت في ناحية منه حفرة وصهرجتها وملستها حتى صارت كأنها صخرة منقورة.
وصوبت إليها المسيل.
فنحن الآن إذا اغتسلنا صار الماء إليها صافياً لم يخالطه شيء.
والحمار أيضاً لا تقزز له منه.
وليس علينا حرج في سقيه منه.
وما علمنا أن كتاباً حرمه ولا سنة نهت عنه.
فربحنا هذه منذ أيام وأسقطنا مؤنة عن النفس والمال مال القوم.
وهذا بتوفيق الله ومنه.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:52 م]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من الجبن والبخل
قبحهم الله ألا يعلمون أن مصير ذاك إلى زوال
شكرا جزيلا لك أخي على هذه الطرف.
وهذه نادرة أوردها الجاحظ في كتابه:
شكرا لكما مروركما ,, وهذا الإثراء الماتع المتميز ..
أخواي زين الشباب ,,, وبَحْرُ الرَّمَل ..
سؤالي لأخي بَحْرُ الرَّمَل ,, ماذا تعني بَحْرُ الرَّمَل؟؟:):)
بوركتما ودمتم لأخيكما رعد.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 03:36 م]ـ
ومن البخلاء
هشام بن عبد الملك.
قال خالد بن صفوان:
دخلت على هشام. فأطرفته وحدثته. فقال: سل حاجتك، فقلت: يا أمير المؤمنين، تزيد في عطائي عشرة دنانير. فأطرق حينا، وقال: فيم؟ ولم؟ وبم؟ ألعبادة أحدثتها؟ أم لبلاء حسن أبليته في أمير المؤمنين؟ ألا لا يا بن صفوان، ولو كان لكثر السؤال، ولم يحتمله بيت المال، فقلت: وفقك الله يا أمير المؤمنين وسددك. فأنت والله كما قال أخو خزاعة:
إذا المال لم يوجب عليك عطاءه=صنيعة قربى أو صديق توافقه
منعت وبعض المنع حزم وقوةٌ =ولم يفتلتك المال إلا حقائقه
قيل لخالد بن صفوان:
ما حملك على تزيين البخل له؟
قال:
أحببت أن يمنع غيري فيكثر من يلومه.
¥