[من طرائف الأسماء]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 08:58 ص]ـ
كان الأقدمون يقولون: لكل مسمى من اسمه نصيب
والشاعر يقول:
وقلما أبصرت عيناك من رجل= إلا ومعناه في اسم منه أو لقب
وكان العرب يتفاءلون بالاسم الحسن، ويتطيرون من ضده، وكانوا يقولون: إن من حق الولد على والده أن يختار له أما كريمة، ويسميه اسمًا حسنًا، ويعلمه القراءة والكتابة، وإنما تطيرت العرب من الغراب للغربة، إذ كان اسمه مشتقا منها
وفي ذلك يقول أبو الشيعي:
أشاقك والليل مُلقي الجران= غراب ينوح على غصن بان
وفي نعبات الغراب اغتراب= وفي البان بين بعيد البيان
وقد سمي عبد المطلب بن هاشم حفيده محمدًا رجاء أن يحمد في السماء والأرض وسمي أبو طالب بن عبد المطلب ولده عليَّا قائلا:
سميته بعلي كي يدوم له= عز العلا وخير العز أدومه
ويقول ابن الرومي فيمن اسمه أبو الفضل:
أنت أبو الفضل وأنت ابنه= فالفضل لا يعدوك في كل حال
ويقول عمر: r أبكم إلينا أحسنكم اسما، فإذا رأيناكم فأحسنكم منظرا، فإذا اختبرناكم فأحسنكم مخبرا، ويروون أن عمرا سأل رجلا - أراد أن يستعين به على عمل- عن اسمه فقال الرجل: ظالم بن سراقة
فقال عمر: ويحك، تظلم أنت ويسرق أبوك، لا خير فيك!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 10:11 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد على ما تقدمت به.
كلام جميل لكن كيف نفسر بعض أسماء العرب مثل كلاب،وجحش، ... ؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 10:53 ص]ـ
أخي ليث تحية واحتراما
جاء في المثل: " لا يُفْتى ومالك في المدينة "
سأترك الإجابة عن سؤالك لأخي الدكتور مروان البارع في تحقيق التراث وموضوعاته.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 06:15 ص]ـ
كانت العرب لا تأنف من هذه الأسماء؛ مثل:
كلاب وكليب وجحش وحمار فقد كانت دارجة في الجاهلية،
وهذه من موروثات الجاهلية، والمتعارف عليه بينها،
ومازالت لها بقايا حتى الآن في كثير من البلدان العربية حتى الآن!!
وتنقل لنا بعض الكتب أن عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم لمّا جاءت حليمة السعدية:
(مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم)؛ لتأخذ محمدا لإرضاعه سألها:
من أين أنتِ!؟
قالت: امرأة من بني سعد.
قال: ما اسمك!؟
قالت: حليمة.
قال: بخ بخ، خُلقان حسنتان: سعدٌ وحلم!!
ثم إن الإسم للطفل يعطي الآخرين دلالة على شخصية من اختار الاسم،
فمن الدارج في كلام الناس: من اسمك أعرف أباك!!
ومن المشهور في كلام الناس:
الألقاب تنزل من السماء، فلا تكاد تجد الاسم الغليظ الشنيع إلا على مسمى يناسبه وعكسه بعكسه.
ومن المنتشر قولهم:
" لكل مسمى من اسمه نصيب " وقيل:
وقل إن أبصرت عيناك ذا لقب = إلا ومعناه في اسم منه أو لقب
قال ابن القيم رحمه الله تعالى -:
(أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم، وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم!!)
وقال:
(لما كانت الأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها؛ فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة).
ومما يُذكر من خبر في هذا ما حدث به (الزهري) عن (ابن المسيب) عن أبيه أن أباه (جاء إلى) النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟
قال: حزن!
قال:" أنت سهل "
قال: لا أغير اسما سمانيه أبي!!
قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد!!
قال الحافظ في الفتح:
قَالَ الدَّاوُدِيُّ: يُرِيد الصُّعُوبَة فِي أَخْلاقهمْ، إِلا أَنَّ سَعِيدًا أَفْضَى بِهِ ذَلِكَ إِلَى الْغَضَب فِي اللَّه.
وَقَالَ غَيْره: يُشِير إِلَى الشِّدَّة الَّتِي بَقِيَتْ فِي أَخْلاقهمْ.
فَقَدْ ذَكَرَ أَهْل النَّسَب أَنَّ فِي وَلَده سُوء خُلُق مَعْرُوف فِيهِمْ لا يَكَاد يُعْدَم مِنْهُمْ
الأمر الذي يعطيني إشارة أهميّة واهتمام في اختيار الاسم الحسن للأبناء والبنات.
والاسم الحقيقي للطفل هو الاسم الذي سمّاه به (أبوه)؛
إذ التسمية من حق الوالد على ولده ..
قال ابن القيم رحمه الله في تحفة المودود 1/ 135:
(الفصل الخامس في أن التسمية حق للأب لا للأم: هذا مما لا نزاع فيه بين الناس وأن الأبوين إذا تنازعا في تسمية الولد فهي للأب والأحاديث المتقدمة كلها تدل على هذا، وهذا كما أنه يدعى لأبيه لا لأمه؛ فيقال فلان ابن فلان قال تعالى) أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله (والولد يتبع أمه في الحرية والرق، ويتبع أباه في النسب والتسمية، ويتبع في الدين خير أبويه ديناً؛ فالتعريف كالتعليم والعقيقة وذلك إلى الأب لا إلى الأم وقد قال النبي {ولد لي الليلة مولود فسميته باسم أبي إبراهيم})
لكن إن كان سمّاه اسما غير لائق فالسنّة تغييره ..