[الغزل والحديث الموزون]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 07:21 م]ـ
قال الشاعر هو ذو الرمة
لها بشر مثل الحرير ومنطق =رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
(الهراء - الكثير - والنزر - القليل)
وكأنه قال ان حديثها لا يقل عن الحاجة ولا يزيد عليها وهذا يجري مجرى أن يقول هو موزون.
وقال مالك بن أسماء بن خارجة الفزارى
وحديث الذه هو مما = ينعت الناعتون يوزن وزنا
منطق صائب وتلحن أحيا =نا وخير الحديث ما كان لحنا
في قول الشاعر وتلحن أحيانا فلم يرد اللحن في الاعراب الذي هو ضد الصواب وانما أراد به الكناية عن الشئ والتعريض بذكره والعدول عن الافصاح عنه على معنى قوله تعالى (ولتعرفهم في لحن القول).
وقول الشاعر
ولقد وحيت لكم لكيما تفطنوا = ولحنت لحنا ليس بالمرتاب
وقد قيل ان اللحن الذي عنى به في البيت هو الفطنة وسرعة الفهم على معنى ما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال لعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته أي أفطن لها وأغوص عليها.
ومما يشهد لما ذكرناه ما أخبرنا به أبوعبيدالله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال حدثنا أحمد بن عبدالله العسكري قال حدثنا العنزي قال حدثنا على بن اسماعيل اليزيدي قال أخبرنا اسحاق بن ابراهيم تكلمت هند بنت أسماء بن خارجة فلحنت وهي عند الحجاج فقال لها أتلحنين وأنت شريفة وفي بيت قيس قالت أما سمعت قول أخى مالك لامرأته الانصارية قال وما هو قالت قال
منطق صائب وتلحن أحيا =نا وخير الحديث ما كان لحنا
فقال لها الحجاج انما عنى أخوك اللحن في القول اذا كنى المحدث عما يريد ولم يعن اللحن في العربية فأصلحي لسانك.
[قال المرتضى] قد ظن عمرو بن بحر الجاحظ مثل هذا بعينه وقال ان اللحن مستحسن من النساء الغرائر وليس بمستحسن منهم كل الصواب والتشبه بفحول الرجال واستشهد بأبيات مالك بعينها وظن انه أراد باللحن ما يخالف الصواب.
(عن أمالي المرتضى)