[مواقف وطرائف بين شاعرين]
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 06:25 م]ـ
مقارنة بين شاعرين، تطول وقد تقصر ..
موضوع عرضه علي منذ مدة،أخي الحارث السماوي حفظه الله على أن أبدأ به،فقلت له أحسنت في ذلك فابدأ أنت على بركة الله باعتبارك صاحب الفكرة،ونتعاون عليه بإذن الله، وهو حتى هذا الحين لم يبدأ به،فانزل عند رغبته وذلك بإطلاق صفارة البدء، وننتظر مساهماتكم الغنية في هذا الموضوع ..
أبدأ ببتي شعر عن موقفين تكلم عنهما النقاد بين المعري وأبو فراس الحمداني،
البيت الأول لأبي فراس:
معلّلَتي بالوصلِ والموتُ دونه= إذا متّ ظَمآناً فَلا نزل القطرُ
حيث يشتكي أبو فراس هنا من التي وعدته بالوصل وظلت تماطل حتى أحس بدنو أجله، مشبهًا وصلها بالغيث، وهجرانها بالظمأ، ويتساءل ما نفع المطر إذا مات ظامئًا!
والبيت الثاني للمعري:
فلا هطلت علي ولا بأرضي =سحائب ليس تنتظم البلادا
فالأول رموه بالأثرة، بينما الثاني بالإيثار!
فهل ظلم أبو فراس بذلك؟!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 11:31 م]ـ
موضوع شيق يستحق المتابعة،،،
الشكر موصول للحارث والغنام اسماء على مسمى
بارك الله فيكم،،،
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 12:06 ص]ـ
موضوع شيق يستحق المتابعة،،،
الشكر موصول للحارث والغنام اسماء على مسمى
بارك الله فيكم،،،
مرورك أسعدني أخي رسالة الغفران، نفع الله بك أخي الحبيب.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:08 م]ـ
كتب هذه الدراسة الدكتور / محمد إبراهيم نصر
وقد وجدتها في كتابه من عيون الشعر (اللاميات)
بين القصيدتين صلات مشتركة تدفع إلى إلقاء هذه الظلال بعيداً عن الغلو والإفراط كما ظهر ذلك في بعض الدراسات حتى فقدت طابع اليسر والسماحة.
البعد عن الأهل والإحساس بالغربة:
كلا الشاعرين بعيد عن أهله، ناءٍ عن أصدقائه، ولكن كلاً منهما يستقبل النأي والغربة استقبالاً مختلفاً تماماً.
فالشنفرى صلب الإرادة، قوي النفس، ماضي العزم، يتخذ أهلاً له جدداً من الوحوش المفترسة، فأصدقاؤه: الذئاب والنمور والضباع والحيات، استمع إليه يقول:
لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ= سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ
ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ= وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
أما الطغرائي:
فرقيق الحاشية، واهي العزم، فما إقامته ببغداد وليس له فيها صديق يشكو إليه حزنه ويزف إليه فرحه، إلى دليل على ذلك، ولذلك يقول:
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي= بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ= كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل
فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني= ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي
فتجد في حديثه رنة الأسى، ونبرة الحزن، وضعف النفس متمثلاً في قوله ناءٍ عن الأهل، صفر الكف، منفرد، فلا صديق أبثه حزني، ولا أنيس أخلو إليه من وحدتي، فالرجل لايقوى على مثل هذه المواقف كما يقوى عليها الشنفرى الذي يقرر حقائق وَطَّن نفسه عليها:
وفي الأرض مَنْأىً، للكريم، عن الأذى= وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ
ثم يقسم على ذلك ويجد البديل عن الأهل في هذه الوحوش التي أنس إليها وأنست إليه.
والشنفرى:
يستعيض عن فقد من لم يجد فيهم خيراً وليس في صحبتهم نفع بثلاثة أصحاب، هم قلبه الشجاع الجسور، وسيفه الصقيل، وقوسه الصفراء المتينة:
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً= بِحُسنى، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ،= وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ
أما الطغرائي:
فإنه يقصد من يعوضه عن الأهل والأصدقاء لأن له هدفاً هو بسطة الكف، وسعة العيش، يستعين به على ما يريده من الوصول إلى العلا والرفعة، ولكن الدهر يعاكسه، ويقف في طريقه، فيرضى من الغنيمة بالإياب:
أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها = على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي
والدهر يعكس آمالي ويُقنعني= من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ
والشكوى، والتودد، ومحاولة الاستمالة للحصول على مطلوبه، كل ذلك واضح في قوله:
فقلتُ: أدعوك للجلَّى لتنصرني= وأنت تخذلني في الحادث الجللِ
¥