تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخبار وطرائف من سير الشعراء والأدباء: أبو سليمان حمد الخطّابيّ

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 05:48 م]ـ

أخبار وطرائف من سير الشعراء والأدباء:

أبو سليمان حمد الخطّابيّ:

(319 - 388 ه‍ = 931 - 998 م)

حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البُستي، أبو سليمان:

فقيه محدث، من أهل بست (من بلاد كابل)، من نسل زيد بن الخطاب: (أخي عمر بن الخطاب) ـ رضي الله عنهما؛ ولذلك سمّوه بالخطابيّ.

وكان يعرف أيضا: بحمد بن محمد؛ ولذلك رثاه أبو بكر عبد الله بن إبراهيم الحنبلي، فقال:

وقد كان حمداً كاسمه حمد الورى = شمائل فيها للثناء ممادح

خلائق ما فيها معابٌ لعائبٍ = إذا ذكرت يوماً فهنّ مدائح

وكان كاتبا وشاعرا.

ومن مؤلفاته:

(معالم السنن) في شرح سنن أبي داود، و (بيان إعجاز القرآن)، و (إصلاح غلط المحدثين - ط) باسم (إصلاح خطأ المحدثين) و (غريب الحديث)، و (شرح البخاري)؛ باسم (تفسير أحاديث الجامع الصحيح للبخاري) منه نسخة في الرباط (180 أوقاف).

وله شعر أورد منه الثعالبي في (اليتيمة) نتفا جيدة، وكان صديقا له.

توفي في بست (في رباط على شاطئ هيرمند).

ومن أشهر أبياته، قوله:

ارض للناس جميعا = مثل ما ترضى لنفسك

إنما الناس جميعا = كلهم أبناء جنسك

غير عدل أن توخى = وحشة الناس بأنسك

فلهم نفس كنفسك = ولهم حس كحسك

===============

(1) تحفة ذوي الأرب 154، والوفيات 1: 166،

وفيه: سمع في اسم أبيه (أحمد) أيضا، والصحيح (حمد).

ومجلة المجمع العلمي 15: 241، وإنباه الرواة 1: 125 وسماه (أحمد)، والبغدادي في خزانة الأدب 1: 282، وسماه (أحمد)، وقال:

مات سنة 386 ه‍.

ويتيمة الدهر 4: 231 وهو فيه (أحمد).

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 06:27 م]ـ

قال السلفي:

ذكر الجمّ الغفير والعدد الكثير أن اسمه حمد، وهو الصواب وعليه الاعتماد. وذكره ياقوت في معجم الأدباء في باب أحمد وقال إن الثعالبي وأبا عبيد الهروي كانا معاصريه وتلميذيه سمياه أحمد وقد سماه الكحاكم ابن البيع في "كتاب نيسابور" حمداً وجعله في باب من اسمه حمد، وذكر أبو سعد السمعاني في "كتاب مرو" وسئل أبو سليمان عن اسمه فقال: اسمي الذي سميت به حمد، لكن الناس كتبوه أحمد فتركته عليه ..

وقال عنه ابن خلكان، في كتابه:

وفيات الأعيان:

(أبو سليمان الخطابيّ:

أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي؛ كان فقيهاً أديباً محدثاً له التصانيف البديعة منها "غريب الحديث" و"معالم السنن في شرح سنن أبي داود" و"أعلام السنن في شرح البخاري" وكتاب "الشحاح" وكتاب "شأن الدعاء" وكتاب "إصلاح غلط المحدثين" وغير ذلك.

سمع بالعراق أبا علي الصفار وأبا جعفر الرزاز وغيرهما، وروى عنه الحاكم أبو عبد الله ابن البيع النيسابوري وعبد الغفار بن محمد الفارسي وأبو القاسم عبد الوهاب بن أبي سهل الخطابي وغيرهم، وذكره صاحب "يتيمة الدهر"، وأنشد له:

وما غمة الإنسان في شقة النوى = ولكنها والله في عدم الشكل

وإني غريب بين بست وأهلها = وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي

وأنشد له أيضاً:

شر السباع العوادي دونه وزر = والناس شرهم ما دونه وزر

كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع = وما ترى بشراً لم يؤذه بشر

وأنشد له أيضاً:

فسامح ولا تستوف حقك كله = وأبق فلم يستقص قط كريم

ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد = كلا طرفي قصد الأمور ذميم

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 06:36 م]ـ

وكان أبو سليمان واسع الصدر مع أهل زمانه، كما رأينا في الأبيات الثلاثة التي ذكرناها؛ ولكنه كان مع ذلك يتضجر من عيشه في زمانه؛ حتى إنه قال في بلده بُسْت:

وما غمة الإنسان في شقة النوى = ولكنها والله في عدم الشكل

وإني غريب بين بست وأهلها = وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي

ومما يدلّ على تبرّمه بالناس وبمجتمعه وشدّة إعراضه عن أهل زمانه، قوله يخاطب طائرا رآه على شجرة وحده، يتغنى لنفسه:

يا ليتني كنت ذاك الطائر الغردا = من البرية منحازاً ومنفردا

في غصن بان دهته الريح تخفضه = طوراً وترفعه أفنانه صعدا

خلو الهموم سوى حب تلمسه = في الترب أو نفية يروى بها كبدا

ما إن يؤرقه فكر لرزق غد = ولا عليه حساب في المعاد غدا

طوباك من طائر طوباك ويحك طب = من كان مثلك في الدنيا فقد سعدا

ومن شعره في اليتيمة، وهو من أشعاره في الغربة، وعدم وجود الصديق الموافق:

وليس اغترابي عن سجستان أنني = عدمت بها الإخوان والدار والأهلا

ولكنني مالي بها من مشاكل = وإن الغريب الفرد من يعدم الشكلا

ومن شعره الرائع في إضرار الناس بالناس:

شر السباع العوادي دونه وزر = والناس شرهم ما دونه وزر

كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع = وما ترى بشراً لم يؤذه بشر

ومنه أيضاً:

ما دمت حياً فدار الناس كلهم = فإنما أنت في دار المداراة

من يدر دارى، ومن لم يدر سوف يرى = عما قليل نديماً للندامات

ومنه أيضاً:

وقائل ورأى من حجبتي عجباً = كم ذا التواري وأنت الدهر محجوب؟

فقلت: حلت نجوم الدهر منذ بدا = نجم المشيب ودين الله مطلوب

فلذت من وجل بالاستتار عن ال = أبصار إن غريم الموت مرهوب

ومنه أيضاً:

تغنم سكوت الحادثات فإنها = وإن سكنت عما قليل تحرك

وبادر بأيام السلامة إنها = رهان وهل للرهن عندك مترك

ومنه أيضاً:

تسامح، ولا تستوف حقك كله = وأبق ولم يستقص قط كريم

ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد = كلا طرفي قصد الأمور ذميم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير