تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المُبالغةُ في عِظَمِ الأمر

ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 12:58 ص]ـ

قال جرير يرثى عمر بن عبدالعزيز

الشمس طالعة ليست بكاسفة =تبكي عليك نجوم الليل والقمرا.

وقال يزيد بن مفرغ الحميري

الريح تبكي شجوها =والبرق يلمع في الغمامه.

وهذا صنيعهم في وصف كل أمرئ جل خطبه وعظم موقعه فيصفون النهار بالظلام وان الكواكب طلعت نهارا لفقد نور الشمس وضوئها.

قال النابغة

تبدو كواكبه والشمس طالعة =لا النور نور ولا الاظلام إظلام.

وقال طرفة

ان تنوله فقد تمنعه =وتريه النجم يجرى بالظهر.

ومن هذا قولهم"لآرينك الكواكب بالنهار" ومعناه أورد عليك ما يظلم له في عينك النهار فتظنه ليلا ذا كواكب. وأما بيت جرير فقد قيل في انتصاب القمر والنجوم وجوه ثلاثة. أحدها انه أراد الشمس طالعة وليست مع طلوعها كاسفة نجوم الليل والقمر لان عظم الرزء قد سلبها ضوء ها فلم يناف طلوعها ظهور الكواب. والوجه الثاني أن يكون انتصاب ذلك كما ينتصب في قولهم لا أكلمك الابد والدهر وطوال المدد وما جري مجرى ذلك فكأنه أخبر بان الشمس تبكيه ما طلعت النجوم وظهر القمر. والوجه الثالث أن يكون القمر ونجوم الليل باكين الشمس على هذا المرثى فبكتهن أي غلبتهن بالبكاء كما يقال باكاني عبدالله فبكيته وكاثرني فكثرته أي غلبته وفضلت عليه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير