[هكذا وصفوا الشيب]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 11:05 م]ـ
أما مدح الشيب وتفضيله على الشباب فقد قال فيه الناس فأكثروا فمما تقدم من ذلك قول رؤبة بن العجاج ويقال ان رؤبة لم يقل من القصيدة إلا هذين البيتين
أيها الشامت المعير بالشيب =أقلن بالشباب افتخارا
قد لبست الشباب غضا جديدا =فوجدت الشباب ثوبا معارا
ولعلي بن جبلة
جفا طرب الفتيان وهو طروب =واعقبه قرب الشباب مشيب
تجافت عيون البيض عنه وربما =مددن اليه الوصل وهو حبيب [
لعمري لنعم الصاحب الشيب واعظا =وإن كان منه للعيون نكوب
خليط نهى منباة حلم وإنه =على ذاك مكروه الخلاط مريب
ولآخر
وتنكرت شيبى فقلت لها =ليس الشباب بناقص عمري
سيان شيبي والشباب إذا =ما كنت من عمري على قدر
ولآخر
إن أكن قد رزئت أسود كالفحم =واعقبت مثل لون النعامه
فلقد اسعف الكريم واحبو =أهله بالندي وآبى الظلامه
غير أن الشباب كان رداء =خاننا فيؤه كفئ الغمامه
ولآخر
إن المشيب رداء الحلم والادب =كما الشباب رداء اللهو واللعب
تعجبت أن رأت شيبي فقلت لها =لاتعجبي من يطل عمر به يشب
ولابن الجهم
حسرت عني القناع ظلوم =وتولت ودمعها مسجوم
أنكرت ما رأت براسي فقالت =أمشيب أم لؤلؤ منظوم
قلت شيب وليس عيبا فأنت =أنة يستثيرها المهموم
شد ما أنكرت تصرم عهد =لم يدم لى وأى شئ يدوم
ولابي هفان
تعجبت در من شيبي فقلت لها =لاتعجبي فطلوع الشيب في السدف
وزادها عجبا لما رأت سملي =وما درت دران الدر في الصدف
وقد أحسن أبوتمام غاية الاحسان في قوله
أبدت أسى إذ رأتنى مخلس القصب =فآل ما كان من عجب إلى عجب
ست وعشرون تدعوني فاتبها =إلى المشيب ولم تظلم ولم تحب
فلا يؤرقك إيماض القتير به =فإن ذاك أبتسام الرأي والادب
وللبحترى
عيرتني المشيب وهى بدته =في عذارى بالصد والاجتناب
لا تريه عارا فما هو بالشب = ولكنه جلاء الشباب
وبياض البازي اصدق حسنا =إن تأملت من سواد الغراب
وله
ها هو الشيب لائما فأفيقى =واتركيه إن كان غير مفيق
فلقد كف من عناء المعنى = وتلافي من اشتياق المشوق
عذلتنا في عشقها أم عمرو =هل سمعتم بالعاذل المعشوق
ورأت لمة ألم بها الشيب =فريعت من ظلمة في شروق
ولعمرى لولا الاقاحى لابصر =ت أنيق الرياض غير أنيق
وسواد العيون لو لم يكمل =ببياض ما كان بالموموق
ومزاج الصهباء بالماء أولى =بصبوح مستحسن وغبوق
أى ليل يبهى بغير نجوم =أو سماء تندى بغير بروق
ولمحمود الوراق في مثل هذه المعني قوله
ما الدر منظوما بأحسن من = شيب يخلل هامة الكهل
وكأنه فيها النجوم إذا = جد المسير بها على مهل
لاتبكين على الشباب إذا= بكى الجهول عليه للجهل
واشكر لشيبك حسن صحبته = فلقد كساك جلالة الفضل
ولآخر في مدح الشيب
لايرعك المشيب يا ابنة عبدالله =فالشيب حلية ووقار
إنما تحسن الرياض إذا ما =ضحكت في خلالها الانوار
وممن عدل بين الشيب والشباب ومدح كل واحد منهما طريح بن اسمعيل الثقفى فقال
والشيب للحكماء من سفه الصبا =بدل يكون لذي الفضيلة مقنع
والشيب غاية من تأخر حينه =لا يستطيع دفاعه من يجزع
إن الشباب له لذادة جدة =والشيب منه في المغبة أنفع
لايبعد الله الشباب فمرحبا =بالشيب حين أوى اليه المضجع
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 11:48 م]ـ
يقول الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار * ليتها عيرتني بما هو عار
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 12:00 ص]ـ
وإذ كنا قد ذكرنا في الأبيات السابقة طرفا من الشعر في تفضيل الشيب وتقديمه والتعزى عنه والتسلى عن نزوله فنحن متبعوه بطرف مما قيل في ذمه والتألم به والجزع منه.:
قال أبو حيَّة النميرى
ترحل بالشباب الشيب عنا =فليت الشيب كان به الرحيل
وقد كان الشباب لنا خليلا =فقد قضى مآربه الخليل
لعمر أبي الشباب لقد تولى =حميدا ما يراد به بديل
إذ الايام مقبلة علينا =وظل أراكة الدنيا ظليل
قال الفرزدق
أرى الدهر أيام المشيب أمره =علينا وأيام الشباب أطايبه
وفي الشيب لذات وقرة أعين =ومن قبله عيش تعلل جاذبه
إذا نازل الشيب الشباب فاصلتا =بسيفيهما فالشيب لاشك غالبه
فيا خير مهزوم وياشر هازم = إذا الشيب وافت للشباب كتائبه
وليس شباب بعد شيب براجع =مدى الدهر حتى يرجع الدر حالبه
وما المرء منفوعا بتجريب واعظ = إذا لم تعظه نفسه وتجاربه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 12:05 ص]ـ
الخال يقبح بالفتى في خذه = والخال في خدّ الفتاة مليح
والشيب يحسن بالفتى في رأسه = والشيب في رأس الفتاة قبيح
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 12:07 ص]ـ
تشكر أخي ليث على المرور والمشاركة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 06:35 م]ـ
قال المتنبي:
المرء يأمل والحياة شهية=والشيب أوقر والشبيبة أنزق
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 03:04 ص]ـ
يقول الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار * ليتها عيرتني بما هو عار
عيرتني بالشيب وهو وقار**ليتها عيرت بما هو عار
أعرف البيت بهذا الشكل أخيتي بنت فلسطين ..
واسمح لي بهذه المشاركة أخي محمد ولو أنك ماتركت لنا ماننقله:
لأبي عبد الله الشريف:
أيا منكراً أن عارض الشيب عارضي = على أن عهدي بالولاء قريب
ألا إن نور الشيب في الوجه قد سرى = من القلب لما سار وهو منيب
لدن أن فطمت النفس عن كأس لذةٍ = وأورثتها ما الجسم منه يذوب
¥