تشطير الامام احمد حميد الدين لـ أراك عصي الدمع
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 12:15 ص]ـ
احمد بن يحيى بن محمد بن يحيى حميدالدين: إمام اليمن المشهور، عالم، مجتهد، أديب، شاعر، سياسي محنك، شجاع، قائد عسكري موهوب
وهو آخر أئمة اليمن الحكام إذ قامت بعد وفاته الثورة وأعلنت الجمهورية.
مولده بقفله عذر من بلاد حاشد
ونشأ في حجر جده الإمام المنصور محمد بن يحيى
ثم في حجر أبيه الإمام يحيى حميد الدين، وأخذ العلم في مدينة شهارة وغيرها على مشاهير علماء عصره
وتفقه وقرأ الحديث والمصطلح وعشق الشعر والأدب
ولي بعد استشهاد أبيه في إنقلاب سنة 1367هـ، 1948م التي نجح في إفشاله.
وعقد اتفاقيات إقتصادية محدودة مع أمريكا، و روسيا، والصين على إثرها عبدت الطرق بين الحديدة وصنعاء، والحديده وتعز، ودخل في إتحاد مع مصر سنة 1958م
ثم انفصل بعد أرجوزته الشهيرة (النصيحة)
وكانت تعز عاصمته، وأخمد إنقلابات عديدة ضد حكمه
وأخباره كثيرة شهيرة، توفي سنة 1381هـ ـ 1962م
أراك عصي الدمع شيمتك الصبرُ =مهاباً تحامتك النوائبُ والدهرُ
سمت بك أخلاقٌ فما قيل بعدها =أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة =ولكن لأمرٍ دونه الأنجمُ الزهرُ
أريد العلى لا أبتغي الدهر دونها =ولكن مثلي لا يذاعُ له سرُ
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى =لدك دياجي الخطب كي يطلع الفجرُ
وفزتُ بما أهواه قسراً ولم أقل =وأذللت دمعاً من خلائقه الكبرُ
تكاد تضيء النار بين جوانحي =إذا صدني عما سعيتُ له أمرُ
فأبصرُ في الظلماء أمري بنورها =إذا هي أذكتها الصبابة والفكرُ
معللتي بالوصل والموت دونه =لكي الويل سيّان التواصل والهجرُ
سأشفي غليل النفس من كل مفخرٍ =إذا بت ظمآناً فلا نزل القطرُ
بدوت وأهلي حاضرون، لأنني =رأيت هنات القوم مصدرها المصرُ
وشرفت نفسي بالبداوةِ، إنني =أرى أن داراً لست من أهلها قفرُ
وحاربت أهلي في هواك، وإنهم =هم القوم لا يخفى لهم أبداً ذكرُ
وما كنت أقلوهم وكيف وإنهم =وإياي، لولا حبك، الماء والخمرُ
فإن يك ماقال الوشاة ولم يكن = فلا ذنب إلا من ذوائبك الخترُ
وإن زعموا صدق الذي قد تقولوا= فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفرُ
وفيتُ وفي بعض الوفاء مذلةً = و كل امرء يوفي العهود هو الحرُ
ولست بمشتاق ولاذا صبابةٍ = لإنسانة في الحي شيمتها الغدرُ
وقور وريعان الصبا يستفزها = يخامرها منه المخيلة و الكبرُ
تصد ملالاً ثم تذكر عهدها =فتأرن احيانا كما يأرن المهرُ
تسائلني من أنت؟ و هي عليمةٌ =وماتختفي شمس النهار ولا البدرُ
وماجهلت إسمي ولكن تجاهلت وهل بفتى مثلي على حاله نكرُ
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى =رويدك إني ليس ينكرني العصرُ
فتىً قال للعلياء لما سمى بها =قتيلك، قالت: أيهم فهم كثرُ
فقلت لها لو شئت لم تتعنتي =فما راعني منك التعنت و الهجرُ
وماكان احلى لو تركت إساءتي =ولم تسألي عني وعندك بي خُبرُ
وماكان للأحزان لولاك مسلك =إليّ وحزني أن يفوز بك الغمرُ
ولولاك ماكان الغرام بنافذٍ =إلى القلب لكن الهوى للبلى جسرُ
وأيقنتُ أن لاعز بعدي لعاشقٍ =وكل كلامٍ في الغرامِ هو الهجرُ
وماضرني عتب الحبيب و صده =وأن يدي مما علقت به صفر
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا =فقلت نعم لولا التجلد و الصبرُ
فقالت وما للدهر أضناك صرفه =فقلت معاذ الله بل انت الا الدهرُ
وقلبت أمري لا أرى لي راحة =أسر بها إلا المثقفة السمرُ
وذكر العلا تسبي فؤادي و إنه =إذا البين أنساني ألح بي الهجرُ
فعدت الي حكم الزمان و حكمها =وفي مهجتي مما اكابده جمرُ
قضى بيننا ظلما علي فأصبحت =لها الذنب لا تجزى به ولي العذرُ
تجفل حيناً ثم تدنو كأنما =يساورها مني المهابة و الذعرُ
وعادت تحييني بلطفٍ كأنها =تنادي طلاً بالواد أعجزه الخضرُ
وإني لنزال لكل مخوفة =بها للفتى في كل ناحية ذكرُ
وأبرز في ميدان كل كريهة =كثير الى نزالها النظر الشزرُ
وإني لجرارٌ لكل كتيبةٍ =مؤيدة ما إن يضيع لها وترُ
سلاح بنيها الموت في حومة الوغي =معودة ان لا يخلَّ بها النصرُ
فأظمأ حتى ترتوي البيضُ و القنا =وتغشى نواصي الخيل أرديةٌ حمرُ
واحكم في اعناقهم ضرب مخزم =واسغب حتى يشبع الذئب والنسرُ
ولا اصبح الحي الخلوف بغارة =ولو كان لي فيه من المغنم الوفرُ
¥