تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مراثي الأشراف]

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 10:58 ص]ـ

[مراثي الأشراف]

قال حَسّان بنُ ثابت يَرْثي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بَكر وعمر رضوانُ اللهّ عليهم:

ثَلاثَةٌ بَرَزُوا بِسَبْقِهمُ =نَضرَهم ربُّهم إذا نُشرُوا

عاشُوا بلا فُرْقة حَياتَهم=واجْتَمعوا في المَمات إذ قُبِروا

فَلَيْس مِن مُسْلِمٍ له بَصرٌ=يُنْكِرهم فَضْلَهم إذا ذُكِروا

وقال حَسّان يَرْثي أبا بكر رضي الله عنه:

إذا تَذَكرتَ شَجْواً من أخي ثِقَةٍ = فاذْكُر أخاكَ أبا بكْرٍ بما فَعَلا

خَيْرَ البرّية أتقَاها وأعْدَلها = بعد النبي وأوفاها بما حَمَلا

الثّانيَ اثنينِ والمَحْمُودَ مَشْهَدُه = وأوّل الناس طُرا صَدَّق الرُّسُلا

وكان حب رسول الله قد عَلِموا=مِن البرية لم يَعْدِلْ به رَجُلا

وقال يَرْثِي عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه:

عليك سَلامٌ من أمير وبارَكَتْ = يَدُ اللهّ في ذَاك الأدِيم المُمَزَّقِ

فمَن يَجْرِ أو يَرْكَبْ جَناحَيْ نَعامةٍ=لِيُدْرِكَ ما قَدَّمْتَ بالأمْس يُسْبَق

قَضَيْتَ أُموراً ثم غادرتَ بعدها = نَوَافِجَ في أكمامِها لم تُفَتَّق

وما كنتُ أخْشى أن تكونَ وفاتُه = بَكَفَّيْ سَبَنْتي أَزْرَقِ العَينْ مُطْرِق

وقال يَرْثي عثمان بنِ عفّان رضي الله عنه:

مَن سَرَّه الموتُ صِرْفاَ لا مِزَاج له = فَلْيأْتِ ما سَرَّه في دار عُثْمانَا

إنّي لمنهُمْ وإن غابوا وإن شَهِدُوا = ما دمتُ حيًّا وما سُمِّيت حَسَّانَا

يا ليت شِعْري وليت الطّيرِ تُخْبرني=ما كان شَأْنُ علّيِ وابن عفّانَا

لتَسْمَعَنَّ وَشيكاً في دِيارهمُ = الله أكبرُ يا ثارَاتِ عثمانَا

ضَحَّوْا بأشمطَ عُنوان السُّجود به = يُقَطِّع الليلَ تَسْبِيحاً وقُرآنَا

وقال الفرزدق في قَتْل عثمان رضي الله تعالى عنه:

إنَّ الخِلاَفَةَ لما أظْعِنت ظَعَنتْ =مِن أهْل يَثْربَ إذ غَيرَ الهُدَى سَلَكوا

صارتْ إلى أهْلها منهم ووارثِها = لما رأى الله في عثمانَ ما انتَهكوا

السافِكي دَمِه ظُلْماً ومَعْصيةً =أيَّ دَم لا هُدُوا من غَيهِمْ سفَكوا

وقال السيّد الْحِميريّ يَرْثي

عليَّ بن أبي طالب كًرَّم الله وَجْهه

ويَذكر يومَ صِفِّين:

إنّي أدين بما دان الوَصي به = وشاركتْ كفُه كَفِّي بصِفِّينا

في سفْكِ ما سَفكَتْ فيها إذا احتُضِروا = وأبرز اللّهُ للقِسطِ المَوازِينا

تلك الدِّماء معاً يا ربّ في عُنقي = ثم اسْقِني مثلَها آمينَ آمينا

آمين من مِثْلهم في مِثْل حالِهمُ = في فِتْيَة هاجَرُوا للهّ سارينا

لَيْسُوا يريدون غيرَ اللهّ رَبِّهم =نعم المُراد تَوَخَّاه المُرِيدونَا

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:06 ص]ـ

أنشد الرِّياشي لرجل مِن أهل الشام يرثي عمرَ بن عبد العزيز رضي اللهّ عنه:

قد غَيّب الدَّافنون اللحدَ إذ دَفَنُوا = بدَيْرِ سِمْعان قِسْطاس المَوازينِ

من لم يَكُنْ همُّه عَيْنًا يُفجِّرها = ولا النَخيلَ ولا رَكْضَ البَراذِين

أقول لما أتاني نَعْيُ مَهْلِكه =لا يفقدَنّ قِوَامَ المُلْك والدِّين

وقال الفرزدق يرثيِ عبدَ العزيز بن مروان:

ظَلُّوا على قَبْره يَسْتغْفِرون له = وقد يَقُولون ثاراتٍ لنا العبَرُ

يُقَبِّلون تُرابا فوق أعْظُمه = كما يُقَبًل في المَحجُوجة الحَجَر

للّه أرضٌ أجَنَّته ضَريحتُها = وكيف يُدْفن في المَلْحُودة القَمَر

إنّ المَنابر لا تَعْتاض عن مَلِك =إليه يشخصُ فوق المِنْبر البَصر

وقال جريرٌ يرثي عمرَ بنَ عبد العزيز:

يَنْعَى النُّعاة أميرَ المُؤمنين لنَا = يا خير منْ حَجّ بيتَ الله واعتمرا

حُمِّلتَ أمراً عظيماً فاصْطَبرتَ له =وقُمْتَ فيه بأمْرِ اللهّ يا عُمَرا

فالشمسُ طالعةٌ ليستْ بكاسفةٍ = تَبْكي عليك نُجوم الليل والقمرا

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:27 ص]ـ

وقال جرير يَرْثي الوليدَ بن عبد الملك:

إنّ الخَلِيفة قد وَارَتْ شمائلَه =غَبْراءُ مَلْحُودةٌ في جُولها زَوَرُ

أمْسى بنو وقد جَلَّت مُصِيبتهم = مثلَ النُجُوم هَوَى من بينها القَمَر

كانوا جَميعاً فلم يَدْفَع مَنَّيتَه=عبدُ العزيز ولا روْحٌ ولا عُمَر

وقال غيره يرثي قَيْس بن عاصم المنقريّ:

عليك سلامُ الله قَيسَ بن عاصمٍ =ورَحمتُه ما شاء أن يَتَرَحَمَا

تَحِيّةَ مَن ألبستَه مِنْك نِعْمةً=إذا زار عن شَحطِ بلادَك سَلّما

فما كان قيسٌ هُلْكُه هُلْكُ واحدٍ=ولكنّه بُنْيان قَوْم تَهدَّما

وقال أبو عَطَاء السِّنْدي يَرْثي يزيد بن عمر بن هُبَيرة لما قُتل بوَاسط:

ألا إنّ عيناً لم تجُد يومَ واسطٍ =عليكَ بِجَارِي دمْعِها لَجَمُودُ

عَشِيّةَ راحَ الدَّافِنُون وشُقِّقتْ = جُيوب بأيدي مأتم وخُدود

فإن تك مَهْجُورَ الفِناء فربما = أقام به بعد الوُفود وُفود

وإنك لم تَبْعد على متعهِّد = بَلى إنّ مَن تحت التراب بَعيد

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:33 ص]ـ

وقال منصور النَّمري يَرْثي يزيد بن مَزْيد:

مَتى يَبْرُد الحُزْن الذي في فُؤاديا =أبا خالدٍ من بعد أن لا تَلاَقِيَا

أبا خالدٍ ما كان أدهَى مُصِيبةً=أصابت مَعدًا يومَ أصْبَحْت ثاويا

لَعَمْرِي لئن سُرّ الأعادي وأظهَروا = شَمَاتاً لقد سُّرُوا برَبْعِكَ خالِيا

وأوْتار أقْوَام لَدَيْكَ لَوَيْتَها = وزُرْتَ بها الأجْداثَ وهِي كما هيا

نُعَزِّي أميرً المؤمنين ورَهْطَه = بسَيْفٍ لهم ما كان في الحَرْب نابيا

على مِثْل ما لاقَى يزيدُ بن مَزْيد =عليه المَنايا فالْقَ إن كنْتَ لاقِيا

وإنْ تَكُ أفنَتْه اللَيالِي وأَوْشكَت=فإنّ له ذِكْرًا سَيُفْنِي اللَّياليا

وقال:

سأبكيكَ ما فاضت دموعي فإن تَغِضْ = فَحَسْبُكَ منّي ما تّجنّ الجَوانِحُ

كأن لم يَمُتْ حَيٌّ سِواك ولم تَقُم = على أحدٍ إلا عليكً النَّوائح

لئن حَسُنت فيك المَرَاثي وذِكْرُها = لقد حَسُنَت من قبلُ فيك المَدَائحُ

فما أنا مِن رُزْءٍ وإنْ جلَّ جازعٌ = ولا بسُرورٍ بعد مَوْتك فارِح

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير