تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قصائد قتلت اصحابها!!!]

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 05:52 م]ـ

طرفة بن العبد.

صاحب المعلقة الشهيرة التي مطلعها:

لخولة أطلال ببرقة تهمدِ ـ تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد.

هو عمرو بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك .. إلخ

ولد في البحرين وتاريخ ولادته موضع خلاف والأغلب أنه عام 534 م وقد سمي بالغلام القتيل وقتل في عهد الملك الحيري عمرو بن هند الذي حكم بين عامي 562 و 578 م.

توفي والده وهو صغير فكفلته أمه " وردة " ورعاه أخوه " معبد " الذي كان أكبر منه ولكن أعمامه ضيقوا عليه ومنعوه من التصرف في حصته من إرث أبيه فقال في ذلك يصور نقمته:

ما تنظرون بمال وردة فيكمُ ـ صَغُر البنونَ ورهط وردةَ غُيَّبُ.

قد يبعث الأمرَ العظيمَ صغيرُه ـ حتى تظل له الدماء تصبب.

والصدق يألفه الكريم المرتجى ـ والكذب يألفه الدنيُّ الأخيبُ.

ومع ذلك فلم يحرم كل ما يملك بل قيل أنه كان مسرفا مبذرا ينفق بلا حساب على الشراب والشهوات مما اضطر عشيرته إلى تحاميه وإبعاده

على إثر ذلك راح يطوف في البلاد ووصل الحبشة ثم أنفق جميع ماله وبعدها عاد ليرعى إبل أخيه.

كان مهملاً في عمله وفي رعاية الإبل ومنصرفاً إلى قول الشعر وذات مرة نهره أخوه قائلاً: " ترى إن أخذت (ويعني الإبل) فهل تردها بشعرك هذا؟ " فأجابه طرفة: " لا أخرج فيها حتى تعلم أن شعري يردها! ".

وبالفعل تم سرقة الإبل في يوم من الأيام واضطر طرفة إلى أن يردها بشعره عن طريق مدحه لبعض الأسياد الكرام أجمل مديح وكان لهم أبناء فأعطى كل واحد منهم عشرة من الإبل للشاعر فأعادها إلى أخيه.

اتصل بملك الحيرة عمرو بن هند فاتخذه نديما وجليسا وأحسن معاملته وأعجب بشعره وقد ساعده في ذلك خاله وهو شاعر وكان يعمل في بلاط الملك واسمه " المتلمس ".

وفي ذات يوم كان الشاعر بين يدي الملك فبرزت أخت الملك بجمالها الساحر فنظر إليها طرفة نظرة إعجاب مما أثار ريبة الملك وحفيظته فنظر إلى الشاعر شزرا وأضمر له السوء ..

أبعده الملك مع خاله " المتلمس " من حاشيته مما أدى بالشاعر إلى هجائه لاحقاً.

قصة مقتلة.

كان طرفة قد هجا في يوم من الأيام زوج أخته لأنه كان يعاملها معاملة سيئة وصدف أن ذهب زوج الاخت هذا إلى الصيد مع ملك الحيرة عمرو بن هند فأصابا حمارا (استغربت أنا من قصة الحمار هذه فهل كانوا يصيدون الحمير!!) المهم أن عمرو بن هند طلب من زوج أخت طرفة أن يأتي بالحمار ويبدو أنه كان كسولا فلم يفعل فقال له الملك لقد صدق طرفة عندما قال فيك كذا وكذا يعني الأبيات التي هجا فيها طرفة زوج أخته فقال له إذا كان قد قال فيّ هذا فقد قال فيك أسوأ من ذلك وقرأ له أبيات القصيدة التي هجا فيها طرفة ملك الحيرة عمرو بن هند:

القصيدة القاتلة

يقول فيها طرفة:

فليت لنا مكان الملك عمرو ـ رغوثاً حول قبتنا تخورُ. (رغوث: نعجة مرضعة)

يشاركنا لنا رخلان فيها ـ وتعلوها الكباش فما تنورُ (رخل الأنثى من أولاد الضأن، تنور: تنفر)

لعمرك إن قابوس بن هند ـ ليخلط ملكه نوك كثير (نوك: حماقة)

قسمت الدهر في زمن رخي ـ كذاك الحكم يقصد أو يجور.

لنا يوم وللكروان يوم ـ تطير البائسات ولا نطير

فاما يومهن فيوم نحس ـ تطاردهن بالحدب الصقور (الحدب: المكان المرتفع)

وأما يومنا فنظل ركباً ـ وقوفاً ما نحل وما نسير.

يقصد نحن قيام في بابه فلا هو يأذن لنا فننزل عنده ولا يأمرنا بالرجوع إلى أهلنا فنذهب عنه.

عندما سمع عمرو بن هند القصيدة ازداد حنقه وأضمر الشر لطرفة ولخاله المتلمس وأضمر لهما الشر وكان يؤانسهما حتى اطمأنا إليه فدعاهما وقال لهما: لعلكما اشتقتما إلى أهلكما وسركما أن تنصرفا؟

فقالا: نعم

فكتب كتابين إلى عامله في البحرين (وكان اسمه المكعبر) وقال لهما إنطلقا إليه فخذا منه جوائزكما.

فحمل كل منهما كتابه وسارا حتى بلغا النجف فقال المتلمس لطرفة تعلمن والله أن ارتياح عمرو لي ولك لأمر عندي مريب وإني لا أنطلق بصحيفة لا أدري ما فيها.

فقال طرفة: إنك لسيء الظن وما تخاف من صحيفة؟

فأبى المتلمس أن يجيبه واستمرا حتى هبطا بمكان قرب الحيرة فرأيا شيخاً مع كسرة خبز يأكلها وهو يتبرز ويقصع القمل!

فقال له المتلمس والله ما رأيت شيخاً أحمق وأضعف عقلاً منك!

فقال له الشيخ: وما الذي أنكرت عليَّ؟

فقال: تتبرز وتأكل وتقصع القمل؟

فقال الشيخ: إني أخرج خبيثاً وأدخل طيباً وأقتل عدواً! ولكن أحمق مني حامل حتفه بيمينه ولا يدري ما فيه! فتنبه المتلمس للصحيفة فإذا هو بغلام من الحيرة فدفع إليه الصحيفة ليقرأها فلما نظر الغلام فيها قال: ثكلت المتلمس أمه! وكان مما قرأ:. (باسمك اللهم من عمرو بن هند إلى المكعبر إذا أتاك كتابي هذا من المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً) فألقى المتلمس بالصحيفة في البحيرة وضرب المثل بصحيفة المتلمس.!

ثم قال لطرفة: تعلمن والله أن الذي في كتابك مثل الذي في كتابي فقال طرفة: إن كان قد اجترأ عليك ما كان بالذي يجتريء عليَّ ولم يطعه فتركه المتلمس وذهب إلى الشام بعد أن قال بعض الشعر في هذه المناسبة ومنه قوله:

من مبلغ الشعراء عن أخويهمُ ـ نبأ فتصدقهم بذاك الأنفسُ

أودى الذي علق الصحيفة منهما ـ ونجا حذار حبائه المتلمسُ.

اما طرفة فقد ذهب للمكعبر فقطع يديه ورجليه ودفنه حياً.!

كان عمره وقتها 26 عاماً بدليل قول أخته ترثيه:

عددنا له ستاً وعشرين حجة ـ فلما توفاها استوى سيداً ضخما

فجعنا به لما انتظرنا إيابه ـ على خير حين لا وليداً ولا قحما.

ولهذا سموه " الغلام القتيل ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير