دحض أخبار سكينة بنت الحسين
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 05:10 ص]ـ
:::
هذا ما أبعدني عنكم في الفترة السابقة.
المقدمة
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما الهم والثناء بما قدم، من جزيل عمومٍ ابتداها وسبوغ آلاء اسداها وتمام مننٍ أولاها جم عن الاحصاء عددها والصلاة والسلام على خير خلقه المبعوث الأمجد المصطفى المؤيد أبي القاسم محمد عليه وعلى اله الاطهار واصحابه الأبرار أتم التسليم والصلاة.
أما بعد،،،
يدور موضوع هذا البحث المتواضع عن بعض الأخبار التي رويت عن السيدة سكينة بنت الحسين، و دحض تلك الروايات التي لا تليق لسيدة سكينة بنت الحسين، فهي سكينة بنت الحسين بن علي بن ابي طالب، من بيت علوي هاشمي تحفه الأملاك من كل جانب وتقدمه العفة ويغطيه الإيمان.
أخبار سكينة بنت الحسين
ذكر الاصبهاني: أخبرني ابن أبي الأزهر قال: حدثنا حماد عن أبيه، عن أبي عبد الله الزبيري، قال:
اجتمع بالمدينة راوية جرير وراوية كثير وراوية جميل وراوية نصيب وراوية الأحوص، فافتخر كل واحد منهم بصاحبه، وقال: صاحبي أشعر. فحكموا سكينة بنت الحسن بن علي عليهما السلام، لما يعرفونه من عقلها وبصرها بالشعر، فخرجوا يتقادون، حتى استأذنوا عليها، فاذنت لهم، فذكروا لها الذي كان من أمرهم، فقالت لراوية جرير: أليس صاحبك الذي يقول:
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا = حين الزيارة فارجعي بسلاموأي ساعة أحلى للزيارة من الطروق، قبح الله صاحبك، وقبح شعره! ألا قال: فادخلي بسلام!
ثم قالت لراوية كثير: أليس صاحبك الذي يقول:
يقر بعيني ما يقر بعينها = وأحسن شيء ما به العين قرت
فليس شيء أقر لعينها من النكاح، أفيحب صاحبك أن ينكح؟ قبح الله صاحبك، وقبح شعره! ثم قالت لراوية جميل: أليس صاحبك الذي يقول:
فو تركت عقلي معب ما طلبتها = ولكن طلابيها لما فات من عقلي
فما أرى بصاحبك من هوى، إنما يطلب عقله، قبح الله صاحبك وقبح شعره! ثم قالت لراوية نصيب: أليس صاحبك الذي يقول:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت = فيا حربا من ذا يهيم بها بعدي
فما أرى له همة إلا من يعشقها بعده! قبحه الله وقبح شعره! ألا قال:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت = فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي
ثم قالت لراوية الأحوص: اليس صاحبك الذي يقول:
من عاشقين تواعدا وتراسلا = ليلا إذا نجم الثريا حلقا
باتا بأنعم ليلة وألذها = حتى إذا وضح الصباح تفرقا
قال: نعم، قالت: قبحه الله وقبح شعره! ألا قال: تعانقا.
قال إسحاق في خبره: فلم تثن على أحد منهم في ذلك اليوم، ولم تقدمه.
قال: وذكر لي الهيثم بن عدي مثل ذلك في جميعهم إلا جميلاً، فإنه خالف هذه الرواية،
وقال: فقالت لراوية جميل: أليس صاحبك الذي يقول:
فيا ليتني أعمى أصم تقودني = بثينة لا يخفى علي كلامهاقال: نعم. قالت: رحم الله صاحبك كان صادقاً في شعره، كان جميلاً كاسمه، فحكمت
له. (1)
الهامش
1 - الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ج16 ص 93.
************************
المصدر
المصدر الأول لهذه الأخبار هو الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني وقد استل بعض رواياته من كتاب جمهرة نسب قريش للزبير بن البكار وكتاب نسب قريش لمصعب الزبيري والبعض الأخر " الكثير " كان هو بنفسه أول من رواه وتوالت الكتب من بعده تروي هذه الأخبار مثل كتاب " أخبار النساء لابن الجوزي " وكتاب " الزهرة لابن داوود الأصفهاني" وكتاب " ديوان الصبابة لابن ابي حجلة " وكتاب " زهر الأكم للأليوسي " وكتاب " زهر الآداب للحصري القيرواني " وكتاب " وفيات الأعيان لابن خلكان " وكتاب " العمدة " لابن رشيق القيرواني وغيرهم ... فكل هؤلاء الكتّاب ولدوا بعد أبي الفرج الأصفهاني بقرون، وفي هذه الكتب لا نرى لسكينة بنت الحسين إلا خبراً واحداً أو خبرين ولكن الأغاني يحتوي على أكثر من اربعيين خبراً عن السيدة سكينة بنت الحسين ...
الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني
علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو الفرج الأصبهاني. ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، وتوفي سنة ست وخمسين وثلاث مائة، كذا قال الشيخ شمس الدين وغيره. واختلف بي سنة موته.
¥