فأتت مشاركتك لتثبت لي أن الأبيات الشاردة لا تحتاج إلى تلوين فعين القارئ الحصيف لا تفوتها الروائع أبدا
دمت أديبا حصيفا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 05:55 ص]ـ
" العباس بن الاحنف ابن الاسود بن طلحة الشاعر المشهور، كان من عرب خراسان ونشأ ببغداد، وكان لطيفا ظريفا مقبولا حسن الشعر.
قال أبو العباس قال عبد الله بن المعتز: لو قيل لي من أحسن الناس شعرا تعرفه؟ لقلت العباس:
قد سحب الناس أذيال الظنون بنا ... وفرق الناس فينا قولهم فرقا
فكاذب قد رمى بالظن غيركم ... وصادق ليس يدري أنه صدقا
وقد طلبه الرشيد ذات ليلة في أثناء الليل فانزعج لذلك وخاف نساؤه، فلما وقف بين يدي الرشيد قال له: ويحك إنه قد عن لي بيت في جارية لي فأحببت أن تشفعه بمثله، فقال: يا أمير المؤمنين ما خفت أعظم من هذه الليلة، فقال: ولم؟ فذكر له دخول الحرس عليه في الليل، ثم جلس حتى سكن روعه ثم قال: ما قلت يا أمير المؤمنين؟ فقال:
حنان قد رأيناها ... فلم نر مثلها بشرا
يزيدك وجهها حسنا * إذا ما زدته نظرا
فقال الرشيد: زد.
فقال:
إذا ما الليل مال علي * ك بالاظلام واعتكرا
ودج فلم تر فجرا ... فأبرزها تر قمرا
فقال: إنا قد رأيناها، وقد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم.
ومن شعره الذي أقر له فيه بشار بن برد وأثبته في سلك الشعراء بسببه قوله:
أبكي الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
واستنهضوني فلما قمت منتصبا ... بثقل ما حملوني منهم قعدوا
وله أيضا:
وحدثتني يا سعد عنها فزدتني ... جنونا فزدني من حديثك يا سعد
هواها هوى لم يعرف القلب غيره ... فليس له قبل وليس له بعد
قال الاصمعي: دخلت على العباس بن الاحنف بالبصرة وهو طريح على فراشه يجود بنفسه وهو يقول:
يا بعيد الدار عن وطنه ... مفردا يبكي على شجنه
كلما جد النحيب به ... زادت الاسقام في بدنه
ثم أغمي عليه ثم انتبه بصوت طائر على شجرة فقال:
ولقد زاد الفؤاد شجا ... هاتف يبكي على فننه
شاقه ما شاقني فبكى ... كلنا يبكي على سكنه
قال ثم أغمي عليه أخرى فحركته فإذا هو قد مات.
قال الصولي: كانت وفاته في هذه السنة - يعني سنة 92 -
وقيل بعدها، وقيل قبلها في سنة ثمان وثمانين ومائة فالله أعلم.
وزعم بعض المؤرخين أنه بقي بعد الرشيد." اهـ (البداية والنهاية)
ومن أجمل ما قرأت من شعره قوله
نزف البكاءُ دموعَ عينكَ فاستعرْ ... عيناً لغيرك دمعُها مِدْرَارُ
مَنْ ذا يعيرُكَ عينَهُ تبكي بها ... أَرأيتَ عيناً للبكاءِ تُعارُ؟!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 07:08 ص]ـ
أبكي الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
واستنهضوني فلما قمت منتصبا ... بثقل ما حملوني منهم قعدوا
الله الله الله
ابو سهيل خفف على اخيك ...
نزف البكاءُ دموعَ عينكَ فاستعرْ ... عيناً لغيرك دمعُها مِدْرَارُ
مَنْ ذا يعيرُكَ عينَهُ تبكي بها ... أَرأيتَ عيناً للبكاءِ تُعارُ؟!
الله الله الله
اقول لك خفف وانت تزيد!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 02:04 ص]ـ
أبكي الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
واستنهضوني فلما قمت منتصبا ... بثقل ما حملوني منهم قعدوا
الله الله الله
ابو سهيل خفف على اخيك ...
نزف البكاءُ دموعَ عينكَ فاستعرْ ... عيناً لغيرك دمعُها مِدْرَارُ
مَنْ ذا يعيرُكَ عينَهُ تبكي بها ... أَرأيتَ عيناً للبكاءِ تُعارُ؟!
الله الله الله
اقول لك خفف وانت تزيد!
أنت ذواقة يا رسالة الغفران