ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 12:15 ص]ـ
شتان بين الثرى والثريا فكلام الرسول عليه الصلاة والسلام لا شك فيه أخي رعد، أماعن ما ذكرته يدور حول النواحي الأدبية،والإشارة أيضا إلى التمازج الثقافي الذي عرفه العصر العباسي. شكرا على التعليق الطيب.
الشكر لك على سعة صدرك ..
بوركت.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 02:17 م]ـ
وقد مضى كثير من الشعراء يزيدون محصولهم من تلك الثقافة، بل كان منهم من ألف في المنطق حتى يشحذ ذهنه وأذهان الشعراء من حوله.وكان مما ترجم لهم من تلك الثقافة مراثي فلاسفة اليونان للإسكندر المقدوني عند وفاته وقد نقل منها أبو العتاهية أطرافا إلى مراثيه:
بكيتك يا علي بدمع عيني=فما أغنى البكاء عليك شيا
كفى حزنا بدفنك ثم أنّي= نفضت تراب قبرك عن يديا
وكانت في حياتك لي عظات=وأنت اليوم أوعظ منك حيا
ولعل أكبر بيئة عنيت بهذه الثقافة بيئة المعتزلة، إذ كانت تقوم من الفكر العباسي في هذا العصر مقام السكان والمجداف من السفينة، فهي تثيره وتدفعه إلى أن يزيد محصوله من جميع المعارف و المعتقدات، وأن يتمثلها إلى أبعد حد ممكن، وبدأوا بأنفسهم فتثقفوا من كل ما ترجم عن الهنود والفرس واليونان وعكفوا على الفلسفة اليونانية عكوفا جعلهم يقفون على شِعبها ومناحيها في الفكر الدقيق ولم يلبثوا أن استكشفوا لأنفسهم عالمهم العقل الذي يموج بطرائق الذهن في جميع المعاني الحسية والعقية، وكانوا يحاورون أصحاب الملل والنحل في المساجد الجامعة ومن حين إلى حين يحاور بعضهم بعضا في غوامض الفلسفة محللين مستنبطين ......... واشتقوا لهم آراء جديدة يدعمها العقل الذي شغفوا به وبأدلته وبراهينه، وهو شغف صوّره بشر بن المعتمر:
لله در العقل من رائد=وصاحب في العسر واليسر
وحاكم يقضي على غائب=قضية الشاهد للأمر
يتبع ..............
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 08:26 م]ـ
وقد سخّر بشر عقله في نظم قصائد تدخل في التاريخ الطبيعي يتحدث فيها عن مشاهد الطبيعة ودلالتها على قدرة الخالق ... كما نظم شعراء من المعتزلة شعرا لم يكن بعيدا عن دوائر الشعر المألوف من المديح والغزل والهجاءوالرثاء والوصف بَيدَ أنهم طبعوه بطوابع جديدة من دقة المعاني ومن غرائب الأخيلة والصور. ومن أهم المشاكل التي عالجها الشعراء مشكلة الجبر والإختيار وفكرة التولد (وهو الفعل الذي ينشأ عن فعل آخر دون قصد)،وفكرة الجزء الذي لا يتجزأ وفكرة الجوهر الفرد.
يقول أبو نواس متغزلا ومحاورا ومجادلا نظراءه المعتزلة:
يا عاقد القلب عنّي=هلاّ تذكرت حلاّ
تركت منّي قليلا=من القليل أقل
يكاد لا يتجزأ=أقل في اللفظ من لا
هكذا كان رقي الحياة العقلية في العصر العباسي،وأثر نزعتها على القصيدة في تلك الفترة،وما استحضر من شواهد في هذه الفقرات لقليل جدا نظرا لغزارة مادتها،وما هيأته الظروف المساعدة لكل ذلك في هذا العصر.
من كتاب العصر العباسي الاول (بتصرف)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:44 م]ـ
بحث راقي أخت عفاف ونحن بأمس الحاجة الى مثله، بوركت على هذا الجهد الثري وننتظر البقية، وارى أن البحث لايتطرق الى الفقه والله أعلم.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 11:26 م]ـ
بحث راقي أخت عفاف ونحن بأمس الحاجة الى مثله، بوركت على هذا الجهد الثري وننتظر البقية، وارى أن البحث لايتطرق الى الفقه والله أعلم.
مشكور أخي أحمدعلى مرورك الكريم. صحيح لا يتطرق البحث إلى الفقه.