تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 06:23 م]ـ

أخي ليثًا، واصل فداك أبي وأمي.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 07:59 م]ـ

ومِنَ العصرِ الجاهليِّ أيضًا:

* قعدَ المأمونُ الحارثيُّ في نادي قومِه، فنظرَ إلى السماءِ والنجوم ِ، ثمّ أفكرَ طويلاً، ثم قامَ، فقالَ:

" أرعوني أسماعَكم، وأصغوا إليّ قلوبَكم، يبلُغ ِ الوعظ ُ منكم حيثُ أريدُ، طمَحَ (1) بالأهواءِ الأشَرُ،

وَ رانَ (2) على القلوبِ الكَدَرُ، وطَخْطَخَ (3) الجهلُ النظرَ. إنّ فيما ترى لمُعتَبَرًا لمَن اعتبرَ. أرضٌ موضوعة ٌ، وسماءٌ مرفوعة ٌ، وشمسٌ تطلعُ وتغربُ، ونجومٌ تسري فتعزُبُ، وقمرٌ تُطْلِعُه النُّحُورُ، وتَمحقُه أدبارُ الشهور ِ، وعاجز ٌ مُثْر ٍ،

وحُوَّلٌ مُكْد ٍ (4)، وشابٌّ مُخْتَضَرٌ (5)، ويَفَنُ (6) قد غَبَرَ، وراحلونَ لا يؤوبونَ، وموقوفون لا يُفَرِّطون (7)، ومطرٌ يُرسلُ بقَدَر ٍ، فيُحيي البشرَ، ويُورقُ الشجرَ، ويُطْلعُ الثمرَ، ويُنبتُ الزهرَ، وماءٌ يتفجرُ مِنَ الصخرِ الأيَرِّ (8)، فيَصْدَعُ المَدَرَ عنْ أفنان ِ الخُضَرِ، فيُحيي الأنامَ، ويُشبعُ السَّوَّامَ، ويُنْمِي الأنعامَ، إنّ في ذلك لأوضحَ الدلائلِ على المدبرِ المقدِّرِ البارئ ِ المُصوِّرِ.

يا أيها العقولُ النافرةُ، والقلوبُ النائرة ُ (9):أنّى تؤفكون؟ وعن أيِّ سبيلٍ تعمهون؟ وفي أي حَيْرةٍ تهيمون؟ وإلى أيِّ غايةٍ توفضون (10)؟

لو كُشِفتِ الأغطية ُ عنِ القلوب ِ، وتجلّتِ الغشاوةُ عن ِ العيون ِ، لصرَّحَ الشكُّ عنِ اليقين ِ، وأفاقَ مِن نشوةِ الجهالةِ من ِ استولتْ عليه الضلالة ُ ".

* الأمالي لأبي علي القالي 1/ 276.


1 - طمحَ: ارتفع وعلا وذهب.
2 - رانَ: غلب.
3 - طخطخ َ: أظلم.
4 - حُوَّلٌ مُكْد ٍ: رجلٌ حُوَّلٌ أي شديدُ الاحتيالِ. وأكدى: لم يفلحْ، وأصله من أكدى إذا حفرَ فصادفَ الكُدية (بضمِّ الكافِ) وهي: الصفاة ُالعظيمة ُ الشديدة ُ.
5 - مختضرٌ: الذي يموتُ حَدَثًا، وهو مأخوذ ٌ من الخُضْرةِ كأنه حُصِدَ أخْضَرَ.
6 - يفنُ: اليفنُ الشيخُ الكبيرُ.
7 - لا يفرِّطون: لا يقدِّمون.
8 - الأيرّ: الصلب.
9 - النائرة: النافرة. نارتْ نَوْرًا (بفتح النون)، ونَِوارًا
(بفتحها وكسرها): نفرت.
10 - توفضون: تسرعون.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 09:03 ص]ـ
* قالَ كِسْرى (1) للنعمان ِ بن ِ المُنذرِ يومًا: هل في العربِ قبيلة ٌ تَشرُفُ على قبيلةٍ؟
قالَ: نعم. قالَ: فبأيِّ شيءٍ؟ قالَ: مَنْ كانتْ له ثلاثة ُ آباءٍ متوالية ٌ رؤساءَ، ثم اتصلَ ذلك بكمال ِ الرابع ِ، فالبيتُ مِن قبيلتِه فيه، ويُنسبُ إليه. قالَ: فاطلبْ ذلك. فطلبَه، فلم يُصِبْه إلا في آلِ حذيفة َ بن ِ بدر ٍ، وآلِ حاجب ِ بن ِ زُرَارَة َ، وآلِ ذي الجَدَّيْن، وآلِ الأشعثِ بن ِقيسِ بن كِنْدة َ. قالَ: فجمعَ هؤلاءِ الرَّهْط َ، ومَن تبِعَهم مِن عشائرِهم. وأقعَدَ لهم الحُكَّامَ والعُدُولَ، وقالَ: ليتكلمْ كلُّ رجل ٍ منكم بمآثر ِ قومِه، وليصدُقْ. فكانَ حذيفة ُ بنُ بدرٍ الفزاريُّ أولَ متكلم ٍ، وكانَ ألسَنَ القوم ِ، فقالَ:
" قد علِمَتْ العربُ أنّ فينا الشرَفَ الأقْدَمَ، والأعَزَّ الأعظمَ، ومَأثَرة ً (2) للصنيع ِ الأكرم ِ. فقالَ مَن حولَه: ولمَ ذاك يا أخا فزارة َ؟ فقالَ: ألسْنا الدعائم َ التي لا تُرامُ، والعز ُّ الذي لا يُضَامُ؟ " قيلَ: صدقْتَ. ثم قام َ شاعرُهم، فقالَ:
فزارة ُ بيتُ العزِّ والعزُّ فيهمُ ... فزارة ُ قيس ٍ، حَسْبُ قيس ٍ نِضَالُها
لها العِزَّة ُالقَعْسَاءُ والحَسَبُ الذي ... بناهُ لقيس ٍ في القديم ِ رجالُها
فهيهاتَ قد أعيا القرون َ التي مَضَت ْ ... مآثرُ قيس ٍ مجْدُها وفَعَالُها
وهل أحدٌ إنْ هزَّ يومًا بكَفِّه ... إلى الشمس ِ في مجرى النجوم ِ ينالُها
فإنْ يصلُحوا يَصْلُح لذاك جميعُها ... وإنْ يفسدوا يفسُدْ منَ الناس ِ حالُها
ثم قامَ الأشعثُ الكنديُّ - وإنما أذِنَ له أنْ يقومَ قبلَ ربيعة َ وتميم ٍ لقرابتِه مِن النعمان ِ بن ِ المنذر ِ - فقالَ:
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير