ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:28 ص]ـ
خطبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
"حمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس: مَن أراد أن يَسْأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومَن أراد أن يَسْأل! عن الفرائض فَلْيأت زيدَ بن ثابت، ومَن أراد أن يَسأل عن الفِقْه فَلْيأت مُعاذ بن جَبَل، ومَن أراد أن يَسْأل عن المال فَلْيأتني، فإن اللّه جعلني له خازناً وقاسماً. إني بادىء بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمُعطيهن، ثم المهاجرين الأوَلين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم، أنا وأصحابي، ثم بالأنصار الذين تَبؤَءوا الدارَ والإيمان مِن قبلهم، ثم مَن أسرع إلى الهِجرة أسْرعَ إليه العطاء، وجمَن أبطأ عن الهجرة أبطأ عنه العطاء. فلا يلومنً رجل إلا مُناخ راحلته. إني قد بَقيت فيكم بعد صاحبي، فابتليتُ بكم وابتُليتم بي، وإني لن يَحْضرني من أموركم شيء فأكِله إلى غير أهل الْجَزاء والأمانة، فلئنْ أحسنوا لأحسننَ إليهم، ولئنْ أساءُوا لاُ نكّلَنَ بهم."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:31 ص]ـ
وخطب أيضاً
فقال:"الحمد لله الذي أعزَنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان، ورَحمنا بنبيّه صلى الله عليه وسلم، فهدانا به من الضلالة، وجَمعنا به من الشتات، وألَّف بين قلوبنا، ونَصرنا عَلَى عدوّنا، ومكّن لنا في البلاد، وجَعلنا به إخواناً مُتحابين. فاحَمدوا الله عَلَى هذه النّعمة، واسألوه المَزيدَ فيها والشُكر عليها، فإنَّ اللّه قد صَدقكم الوعدَ بالنَصر عَلَى مَن خالفَكم. وإياكم والعملَ بالمَعاصي، وكُفْر النعمة، فقلما كفر قوم بنعمة ولم يَنزعوا إلى التوبة إلا سُلبوا عزَهم، وسُلط عليهِم عدوّهم. أيها الناس، إنَ الله قد أعزّ دَعوة هذه الأمة وجَمع كلمتها وأظهر فَلَجها ونصَرها وشرَّفها، فاحمدوه عبادَ الله عَلَى نِعمَه، واشكروه عَلَى آلائه. جعلَنا اللّه وإياكم من الشاكرين."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:34 ص]ـ
وخطب أيضاًً فقال
"أيها النّاس، اتقوا اللّه في سَريرتكم وعَلانيتكم، وَأْمروا بالمعروف وانهوا عن المُنكر، ولا تكونوا مثلَ قوم كانوا في سَفينة فأقبل أحدُهم على مَوضعه يَخْرِقه، فنَظر إليه أصحابهُ فمَنعوه، فقال: هو مَوْضعي ولي أن أحْكم فيه. فإِن اخذوا عَلَى يده سَلِم وسَلِموا، وإنْ تركوه هَلك وهَلكوا معه. وهذا مَثل ضربتُه لكم، رحمنا اللهّ وإياكم."
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:38 ص]ـ
ما أروعك يا أيها الليث الضرغام!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:45 ص]ـ
ما أروعك يا أيها الليث الضرغام!
ما ألطفك أخي عبد العزيز وما أعذب لسانك، ما أروع أسلوبك وما أجمل معاملتك.
فخور جدا بمعرفتك أخي الكريم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:30 م]ـ
وأنا مثلك فخور بك أخي ليث بن ضرغام.
وهذه المشاعر يجب أن تعلم بها (إنما المؤمنون إخوة)
متواصلون بإذن الله.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:11 م]ـ
"أيها الناس، إنه قد أتي عَلَيَّ زمان وأنا أرى أن قوماً، يقرؤون القرآن يُريدون به اللّه عزّ وجلّ وما عنده، فخُيّل إليّ أن قوماً قَرَؤوه يُريدون به الناس والدنيا. ألا فأريدوا اللّه بأعمالكم. ألا إنما كنا نعرفكم إذ يتنزَّل الوَحْي وإِذ رسول اللّه بين أظهرنا يُنبئنا من أخباركمٍ، فقد انقطع الوَحْى، وذهب النبي، فإنما نعرفكم بالقَول. ألا مَن رأينا منْه خيراً ظنَنا به خيراً وأحببناه عليه، ومَن رأينا منه شرّا ظنَنَا به شرّا وأبغضناه عليه. سرائركم بَينكم وبين ربكم. ألا وإني إنما أبعث عُمّالي ليُعلِّموكم دينكم وسُننكم، ولا أبعثهم ليَضرِبوا ظهوركم ويأخذوا أموالَكم. ألا مَن رابه شيء من ذلك فَلْيرْفعه إليّ، فوالذي نفسي بيده لاقُصَّنكم منه."
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:22 م]ـ
فإنما نعرفكم بالقَول. ألا مَن رأينا منْه خيراً ظنَنا به خيراً وأحببناه عليه، ومَن رأينا منه شرّا ظنَنَا به شرّا وأبغضناه عليه.
سلام عليك - سلام محب - ورحمة الله وبركاته ..
رضي الله عن الخليفة الزاهد الملهم عمر بن الخطاب.
ولله أنت يا ليثا ما أروع انتقاءك، وأحسن ذوقك!
واصلْ فأنا معك بالحب والنقاء أواصل:).
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:28 م]ـ
"وروي أنّ عثمان لمّا بويع، قام فحمد الله وأثنى عليه ثم أرتج عليه، فقال: وليناكم وعدلنا فيكم، وعدلنا عليكم خيرٌ من خطبتنا فيكم، فإن أعش يأتكم الكلام على وجهه."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:30 م]ـ
وأرتج يوماً على عبد الملك بن مروان، فقال:نحن إلى الفضل في الرأي، أحوج منا إلى الفضل في المنطق.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:31 م]ـ
وأرتج على معن بن زائدة، وهو على المنبر، فضرب بيده ثم قال: فتى حرب لا فتى منابر.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:37 م]ـ
ولما توفي، رضي اللّه عنه، وقفت عائشة على قبره، فقالت: "نَضَّرَ اللَهُ وَجهَكَ يا أبتِ، وشكر لك صالحَ سَعْيك، فلقد كنت للدنيا مذلاً بإدبارك عنها، وللآخرة مُعزّاً بإقبالك عليها، ولئن كان أجَلَّ الحوادث بعد رسول اللّه، صلى الله عليه وسلم، رزؤُك، وأعظم المصائب بعده فقدك، إن كتاب اللّه لَيَعِدُ بحسن الصبر عنك حسنَ العوض منك، وأنا أستنجز موعودَ اللّه تعالى بالصبر فيك، وأستقضيه بالاستغفار لك، أما لئن كانوا قاموا بأمر الدنيا فلقد قمتَ بأمر الدين لمّا وَهى شَعْبُهُ وتفاقم صَدْعهُ، ورجَفَتْ جوانبه؛ فعليك سلام الله توديعَ غير قاليةٍ لحياتك، ولا زارية على القضاء فيك."
¥