ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 07:52 م]ـ
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة على ما أتحفتنا به من معلومات قيمة عن المقامة.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 08:03 م]ـ
وكما ذكرنا من قبل:
فالمقامة عبارة عن طرائف يختلقها الأديب على لسان شخصيتين تتكرران في جميع المقامات ... وتمثل الحياة الإجتماعية في العصر الذي وُجِدت به ..
المقامة حكاية قصيرة يتنوع موضوعها .. وتقوم على التفنن في الإنشاء .. وإيراد الحكم والأمثال وتصوير شخصية بطلها في أسلوب بارع متأنق .. وروح خفيفة .. وصنعته البديعية لا يمجُّها الذوق الأدبي .. لما فيها من الطبع وحسن التأليف وجمال الفن ..
وموضوعات المقامات -في معظمها- ذات صلة بالناس، وتتعلق بالحياة اليومية والمشكلات العامة، وتصور أخلاق المعاصرين وأحوال العصر أحسن تصوير.
وتتميز المقامات بكثرة الشواهد الشعرية .. وحسن المواءمة بين الشعر والنثر .. كما تظهر فيها قدرات الأديب البيانية العالية .. وبراعته الفائقة في استخدام المحسنات البديعية.
ولكل مؤلف للمقامة راويها ومتحدث بلسان أبطالها .. ومن بعض أسماء تلك المقامات:
المقامة الحلوانية
المقامة المضيرية
المقامة القريضية
المقامة الموصلية
المقامة البغدادية
المقامة الدينارية
المقامة الدمشقية
المقامة الفراتية
المقامة الشِعرية
المقامة الحلبيةوأوّل من بدأ بهذا الأدب هو بديع الزمان الهمذاني وتبعه الحريري ومن ثم الزمخشري ... لذلك نجد المقامات باسم مؤلفها كالتالي:
مقامات بديع الزمان الهمذاني
مقامات الحريري
مقامات الزمخشري
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 08:05 م]ـ
شكراً لمرورك الكريم أخ ليث
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 08:45 م]ـ
ولد "بديع الزمان أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني" في همذان سنة [358 هـ= 969م]، لأسرة عربية ذات علم وفضل ومكانة مرموقة، فقد كان أخوه "الحسين بن يحيى" مفتي همذان.
ونشأ "بديع الزمان" في بيئة علمية خصبة، حيث كانت همذان موطن عدد كبير من العلماء الأعلام الذين تتلمذ عليهم "بديع الزمان"، ومنهم " أحمد بن فارس" اللغوي المعروف، و"أبو بكر محمد بن الحسين الفراء" اللغوي الشهير.
وعندما بلغ "بديع الزمان" الثانية والعشرين من عمره غادر همذان متوجهًا إلى أصبهان حيث اتصل بالصاحب بن عباد وزير "بني بويه".
وأقبل بديع الزمان على مجالس الأدباء والشعراء في أصفهان، وسرعان ما جذب إليه الأنظار ببراعته وقوة حافظته، حتى إنه كان يحفظ و"ينشد الشعر لم يسمعه قط -وهو أكثر من خمسين بيتًا- إلا مرة واحدة، فيحفظها كلها ويؤديها من أولها إلى آخرها ولا يخرم حرفًا، وينظر في الأربعة أو الخمسة الأوراق من كتاب لم يعرفه ولم يره نظرة واحدة خفيفة ثم يهذّها عن ظهر قلب هذا ويسردها سردًا".
وكان الهمذاني يميل إلى الإسجاع والإغراب والأحاجي، وكان بارعًا متفردًا في هذا الباب، يروى أنه "كان يُقترح عليه عمل قصيدة وإنشاء رسالة في معنى بديع وباب غريب فيفرغ منها في الوقت والساعة، وكان ربما كتب الكتاب المقترح عليه فيبتدئ بآخره، ثم هلم جرًّا إلى أوله، ويخرجه كأحسن شيء وأملحه".
وعُرف بسرعة بديهته وحضور ذهنه وقدرته الفائقة على النظم والارتجال، لا يكاد يباديه أحد أو يجاريه إنسان، فكان "يُقترح عليه كل عويص وعسير من النظم والنثر فيرجله أسرع من الطرف على ريق لم يبلغه، ونفس لا يقطعه، وكلامه كله عفو الساعة وفيض اليد ومسارقة القلم، ومسابقة اليد للفم، وكان يترجم ما يُقترح عليه من الأبيات الفارسية المشتملة على المعاني الغربية بالأبيات العربية".
ولم يطل مقام بديع الزمان بأصبهان، فتركها إلى جرحان، ثم اتجه إلى نيسابور سنة [382هـ= 992م].
وذاعت شهرة بديع الزمان في نيسابور بعد مناظرته الشهيرة مع العالم الأديب "أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي" وانتصاره عليه بشكل لفت الأنظار إلى قدراته الأدبية الفذة، فطار بذلك صيته وعلت شهرته.
واستطاع بديع الزمان خلال فترة إقامته بنيسابور إملاء عدد كبير من المقامات بلغت أربعمائة مقامة، وقد اتصل خلالها بعدد كبير من أدباء نيسابور وأعلامها وطاب المقام لبديع الزمان بنيسابور بعدما نال من الشهرة والحظوة، ولكن
لم يمض عام على قدومه إلى نيسابور حتى كان قد خرج منها في أوائل سنة [383هـ = 993م] إلى سرخس حيث اتصل بالسلطان محمود الغزنوي الذي قربه وأحسن إليه، وأغدق عليه من عطاياه، وهناك تعرف إلى عدد كبير من أعيان سرخس وعلمائها.
ولكنه لم يلبث أن شد عصا الترحال إلى بجستان، ثم إلى بوشينج، ثم رحل إلى هراة.
مقامات بديع الزمان
ويذكر الثعالبي في ترجمته لبديع الزمان أنه أملى أربعمائة مقامة بنيسابور، ولكن الذي وصلنا منها لا يتجاوز اثنتين وخمسين مقامة فقط. وقد اخترع الهمذاني بطلين لمقاماته، سمى أحدهما عيسى بن هشام، والآخر أبا الفتح الإسكندري، وجعل الأول رواية، والثاني بطلا مغامرًا.
ولم يحرص بديع الزمان على أن يظهر أبا الفتح في جميع المقامات، بل كان يقلل من شأن مغامراته أحيانًا ويغفل ذكره أحيانًا، وشخصية أبي الفتح الإسكندري شخصية مثيرة متعددة الجوانب، تثير العجب وتدعو إلى الإعجاب، فهو يحترف الكُدية (التسول)، ويتميز بالفصاحة في اللسان، والبراعة في الشعر، كما أنه شخصية فكاهية مرحة، يتسم بالذكاء وخفة الظل، محب للمغامرة وارتياد المجهول.
وموضوعات المقامات -في معظمها- ذات صلة بالناس، وتتعلق بالحياة اليومية والمشكلات العامة، وتصور أخلاق المعاصرين وأحوال العصر أحسن تصوير.
وتتميز المقامات بكثرة الشواهد الشعرية، وحسن المواءمة بين الشعر والنثر، كما تظهر فيها قدرات الهمذاني البيانية العالية، وبراعته الفائقة في استخدام المحسنات البديعية.
¥