تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تَبَهْنَسَ إِذْ تَقاعَسَ عَنْهُ مُهْرِي = مُحَاذَرَةً، فَقُلْتُ: عُقِرْتَ مُهْرَا

أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ؛ إِنِّي = رَأَيْتُ الأَرْضَ أَثْبَتَ مِنْكَ ظَهْرَا

وَقُلْتُ لَهُ وَقَدْ أَبْدَى نِصالاَ= مُحَدَّدَةً وَوَجْهاً مُكْفَهِراًّ

يُكَفْكِفُ غِيلَةً إِحْدَى يَدَيْهِ = وَيَبْسُطُ للْوُثُوبِ عَلىَّ أُخْرَى

يُدِلُّ بِمِخْلَبٍ وَبِحَدِّ نَابٍ = وَبِاللَّحَظاتِ تَحْسَبُهُنَّ جَمْرَا

وَفي يُمْنَايَ مَاضِي الحَدِّ أَبْقَى = بِمَضْرِبهِ قِراعُ المْوتِ أُثْرَا

أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا فَعَلَتْ ظُباهُ = بِكَاظِمَةٍ غَدَاةَ لَقِيتَ عَمْرَا

وَقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ لَيْسَ يَخْشَى = مُصَاوَلةً فَكَيفَ يَخَافُ ذَعْرَا؟!

وَأَنْتَ تَرُومُ للأَشْبَالِ قُوتاً = وَأَطْلُبُ لابْنَةِ الأَعْمامِ مَهْرَا

فَفِيمَ تَسُومُ مِثْلي أَنْ يُوَلِّي = وَيَجْعَلَ في يَدَيْكَ النَّفْسَ قَسْرَا؟

نَصَحْتُكَ فَالْتَمِسْ يا لَيْثُ غَيْرِي = طَعَاماً؛ إِنَّ لَحْمِي كَانَ مُرَّا

فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُصْحِى = وَخالَفَنِي كَأَنِي قُلْتُ هُجْرَا

مَشَى وَمَشَيْتُ مِنْ أَسَدَيْنَ رَاما = مَرَاماً كانَ إِذْ طَلَباهُ وَعْرَا

هَزَزْتُ لَهُ الحُسَامَ فَخِلْتُ أَنِّي = سَلَلْتُ بِهِ لَدَى الظَّلْماءِ فَجْرَا

وَجُدْتُ لَهُ بِجَائِشَةٍ أَرَتْهُ = بِأَنْ كَذَبَتْهُ مَا مَنَّتْهُ غَدْرَا

وَأَطْلَقْتُ المَهَّنَد مِنْ يَمِيِني =فَقَدَّ لَهُ مِنَ الأَضْلاَعِ عَشْرَا

فَخَرَّ مُجَدَّلاً بِدَمٍ كَأنيَّ =هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُشْمَخِرا

وَقُلْتُ لَهُ: يَعِزُّ عَلَّي أَنِّي = قَتَلْتُ مُنَاسِبي جَلَداً وَفَخْرَا؟

وَلَكِنْ رُمْتَ شَيْئاً لمْ يَرُمْهُ = سِوَاكَ، فَلمْ أُطِقْ يالَيْثُ صَبْرَا

تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمنِي فِرَاراً! = لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُكْرَا!

فَلاَ تَجْزَعْ؛ فَقَدْ لاقَيْتَ حُرًّا = يُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ؛ فَمُتَّ حُرَّا

فَإِنْ تَكُ قَدْ قُتِلْتَ فَليْسَ عَاراً = فَقَدْ لاَقَيْتَ ذا طَرَفَيْنِ حُرَّا

فَلمَّا بَلَغَتِ الأَبْيَاتُ عَمَّهُ نَدِمَ عَلَى ما مَنَعَهُ تَزْوِيجَهَا، وَخَشِيَ أَنْ تَغْتَالَهُ الحَيَّةُ، فَقَامَ في أَثرِهِ، وَبَلَغَهُ وَقَدْ مَلكَتَهُ سَوْرَةُ الحَيَّةِ، فَلمَّا رَأَى عَمَّهُ أَخَذَتْهُ حَمِيَّةُ الجَاهِلِيَّةِ، فَجَعلَ يَدَهُ فِي فَمِ الحَيَّةِ وَحَكَّمَ سَيْفَهُ فِيهَا، فَقَالَ:

بِشْرٌ إِلَى المَجْدِ بَعِيدٌ هَمُّهُ = لَمَّا رآهُ بِالعَرَاءِ عَمُّهُ

قدْ ثَكِلَتْهُ نَفْسُهُ وَأُمُّهُ = جَاشَتْ بِهِ جَائِشَةٌ تَهُمُّهُ

قَامَ إِلَى ابْنٍ للفَلاَ يَؤُمُّهُ.= فَغَابَ فِيهِ يَدُهُ وَكُمُّهُ

وَنَفْسُهُ نَفْسِي وَسَمِّي سَمُّهُ

فَلَمَّا قَتَلَ الحَيَّةَ قَالَ عَمُّهُ: إِنيِّ عَرَّضْتُكَ طَمَعاً في أَمْرٍ قَدْ ثَنَى اللهُ عِنَانِي عَنْهُ، فارْجِعْ لأَزَوِّجَكَ ابْنَتِي، فَلَمَّا رَجَعَ جَعَلَ بِشرٌ يَمْلأُ فَمَهُ فَخْراً، حَتَّى طَلَعَ أَمْرَدُ كَشِقِّ القَمَرِ على فَرَسِهِ مُدَجَّجَاً في سِلاَحِهِ، فَقَالَ بِشْرٌ: يَا عَمُّ إِني أَسْمَعُ حِسَّ صَيْدٍ، وَخَرَجَ فَإِذَا بِغُلامٍ عَلى قَيْدٍ، فَقالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا بِشْرُ! أَنْ قَتَلْتَ دُودَةً وَبَهِيمَةً تمَلأُ ماضِغَيْكَ فَخْراً؟ أَنْتَ في أَمَانٍ إِنْ سلَّمْتَ عمَّكَ فَقَالَ بِشْرٌ مَنْ أَنْتَ لا ُأَّم لكَ قَالَ اليَوْمُ الأَسْوَدُ والمَوْتُ الأَحْمَرُ، فَقالَ بِشْرٌ: ثَكِلَتْكَ مَنْ سَلَحَتْكَ، فَقالَ: يَا بِشْرُ وَمَنْ سَلَحَتْكَ، وَكَرَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا علَى صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَتَمكَّنْ بِشْرٌ مِنْهُ، وَأَمكَنَ الغُلاَمَ عِشْرُونَ طَعْنَةً في كُلْيَةِ بِشْرٍ، كُلَّمَا مَسَّهُ شَبَا السِّنانِ حَمَاهُ عَنْ بَدَنِهِ إبِقْاَءً عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بِشْرُ كَيْفَ تَرَى؟ أَلَيْسَ لَوْ أَرَدْتُ لأَطْعَمْتُكَ أَنْيَابَ الرُّمْحِ؟ ثُمَّ أَلْقَى رُمْحَهُ واسْتَلَّ سَيْفَهُ فَضَربَ بِشْراً عِشْرينَ ضرْبةً بِعَرْضِ السَّيْفِ، وَلَمْ يَتَمَكَّنْ بِشْرٌ مِنْ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا بِشْرُ سَلِّمْ عَمَّكَ وَاذْهَبْ فِي أَمانٍ، قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ بِشَريطَةِ أَنْ تَقُولَ منْ أَنْتَ، فَقَالَ: أَنَا ابْنُكَ، فقالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ مَا قَارَنْتُ عَقِيَلةً قَطُّ فَأَنَّى لِي هَذِهِ المِنْحَةُ؟؟ فَقَالَ: أَنَا ابْنُ المَرْأَةِ التِّي دَلَّتْكَ عَلى ابْنَةِ عَمِّكَ، فَقالَ بِشْرٌ:

تِلْكَ العَصَا مِنْ هَذِهِ العُصَيَّةْ = هَلْ تَلِدُ الحَيَّةَ إِلاَّ الحَيَّةْ!

وَحَلَفَ لاَ رَكِبَ حِصاناً، وَلا تَزَوَّجَ حَصَاناً. ثُمَّ زَوَّجَ ابْنَةَ عَمِهِ لابْنِهِ.

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 09:57 م]ـ

شرفت بمرورك العطر أخ محمد سعد وشكراً لتعليقك ومشاركتك الكريمة

آمل من الإخوة الفصحاء المشاركة لتعم الفائدة والمتعة للجميع

فالمقامات كثيرة ومتوفرة في كثير من الكتب وعلى كثير من صفحات الشابكة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير