تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت =وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ

دعني أجود بنفس لا قرار لها =فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ

حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ =إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ

فقال عودي .. وكوني للجنين تُقى =فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ

فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً =فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!

ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها =تقوى الإله. . فلا سوطٌ و لا أَسرُ

تغصّ في كل ليل حالك قلقا =وعندها سامراها: الهمُّ و السهرُ!!

واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ =سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!

لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا =و إنما هو حتف الروح تنتظرُ

لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا =و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!

حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ =و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ

حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ =مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ

طوت عليه لفاف البين وانطلقت =فروحها للقاء الطهر تستعرُ

أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً =إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ

و أقبلت .. يارسول الله: ذا أجلي =طال العناء و كسري ليس ينجبرُ

فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ =و القلب منكسرٌ، و الدمع ينهمرُ

غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد =جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ

فاسترجعت، ولها آهات محتسبٍ =بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ

ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ .. =ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ

الله أكبر. . والأذكار سلوتها =والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ

حتى إذا ما انقضت أيام محنتها =تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ

جاءت به ورغيف الخبز في يده =وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ!!

وليس يدرك ما تفشيه لقمته =و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ

يلهو .. و لم تبلغ الأحداث مسمعه =جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ

قالت: فديت رسول الله ذا أجلي =قد ملّني الصبر، والعقبى لمن صبروا

فقال: من يكفل المولود من سعةٍ =أنا الرفيق له .. يا سعد من ظفروا!!

فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ =وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ

كأنما الروح من وجدانها انتسلت =يا للأمومة. . و الآهات تنفجرُ

وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً =و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ

حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ =واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ

شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت =الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ

الحكم لله فردٍ لا شريك له =ما أنزل الله. . لا ما أحدث البشرُ

وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ =وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا ..

وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت =وفي تألمها عتقٌ و مطّهرُ ..

فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم =و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ

لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما =و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ

أو أن للطفل عين والدماء سدى=ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!

هناك والجسد الذاوي يفوح شذى =لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ

واستبشرت بعبير التوب واغتسلت =كما ينقي صلاد الصخرة المطر

وقال فيها رسول الخير قولته: =تابت و توبتها للناس معتبر

لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً =كانت لهم دون بأس الله مُدّثر

قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ =فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ

صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها =و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر

في ذمة الله يا من فاح مرقدها =عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر

بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً =وفاز بالصحبة الغراء مبتدر

سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت =لها الربى و النعيم الخالد النَضِر

وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ =يحلو إليها الضنى والجوع والسهر

إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ =فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر

هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا =للتائبين و فيها البرّ و العبر

في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ =أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر

و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه =إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر

يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ =و الموت خلف جدار الغيب مستتر

الله يفرح إن تاب المسيء .. ألا =قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا

لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ =وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!

في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ =فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!

كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! =وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ ..

ـ[باهي]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 10:27 م]ـ

جزيتم خيرا على المشاركات وأحب أن أسأل عن قائل أو قائلة القصيدة الرائية التي قيلت في توبة الصحابية الجليلة الغامدية رضي الله عنها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير