أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت =وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
دعني أجود بنفس لا قرار لها =فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ =إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
فقال عودي .. وكوني للجنين تُقى =فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً =فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها =تقوى الإله. . فلا سوطٌ و لا أَسرُ
تغصّ في كل ليل حالك قلقا =وعندها سامراها: الهمُّ و السهرُ!!
واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ =سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!
لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا =و إنما هو حتف الروح تنتظرُ
لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا =و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!
حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ =و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ
حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ =مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
طوت عليه لفاف البين وانطلقت =فروحها للقاء الطهر تستعرُ
أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً =إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
و أقبلت .. يارسول الله: ذا أجلي =طال العناء و كسري ليس ينجبرُ
فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ =و القلب منكسرٌ، و الدمع ينهمرُ
غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد =جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ
فاسترجعت، ولها آهات محتسبٍ =بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ
ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ .. =ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ
الله أكبر. . والأذكار سلوتها =والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ
حتى إذا ما انقضت أيام محنتها =تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
جاءت به ورغيف الخبز في يده =وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ!!
وليس يدرك ما تفشيه لقمته =و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
يلهو .. و لم تبلغ الأحداث مسمعه =جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ
قالت: فديت رسول الله ذا أجلي =قد ملّني الصبر، والعقبى لمن صبروا
فقال: من يكفل المولود من سعةٍ =أنا الرفيق له .. يا سعد من ظفروا!!
فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ =وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
كأنما الروح من وجدانها انتسلت =يا للأمومة. . و الآهات تنفجرُ
وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً =و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ
حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ =واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت =الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ
الحكم لله فردٍ لا شريك له =ما أنزل الله. . لا ما أحدث البشرُ
وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ =وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا ..
وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت =وفي تألمها عتقٌ و مطّهرُ ..
فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم =و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ
لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما =و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
أو أن للطفل عين والدماء سدى=ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
هناك والجسد الذاوي يفوح شذى =لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
واستبشرت بعبير التوب واغتسلت =كما ينقي صلاد الصخرة المطر
وقال فيها رسول الخير قولته: =تابت و توبتها للناس معتبر
لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً =كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ =فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ
صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها =و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر
في ذمة الله يا من فاح مرقدها =عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً =وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت =لها الربى و النعيم الخالد النَضِر
وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ =يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ =فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر
هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا =للتائبين و فيها البرّ و العبر
في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ =أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه =إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ =و الموت خلف جدار الغيب مستتر
الله يفرح إن تاب المسيء .. ألا =قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا
لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ =وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ =فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! =وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ ..
ـ[باهي]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 10:27 م]ـ
جزيتم خيرا على المشاركات وأحب أن أسأل عن قائل أو قائلة القصيدة الرائية التي قيلت في توبة الصحابية الجليلة الغامدية رضي الله عنها.