تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 03:28 ص]ـ

معذرة أخي ليث لم تتطرق في قصيدة الفرزدق القصصية لهذا المقطع والذي أرى فيه فنًا شعريا قصصيا

الفرزدق والذئب

هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، اشتُهِرَ بالفرزدق لغلظِهِ وقصِره. روى صاحبُ الأغاني أن جد الفرزدق كان عظيمَ الشأن في الجاهلية، وقد أحيا أكثر من ثلاثمئة موءودة من مالِه، وأبوه غالب سيد بادية تميم وهو من الأجواد الأشراف، أما الفرزدق فقد نشأ في قومِهِ شريفاً كريماً كأبيهِ وجدّه.

أوتيَ الفرزدقُ "حساسيّةَ شاعرٍ يعيشُ في الشعرِ ولا ينظمُهُ فقط، ولذلك امتازت قصائِدُهُ بالصدقِ والحرارة مع مضامين اجتماعيّةٍ مرتبطة بشخصيّة شاعر من طرازه. وكان عظيم الشأن في اللغة فقيل: لولا شعر الفرزدق لذهبَ ثلث لغة العرب، ولولا شعره أيضاً لذهبَ نصف أخبار الناس.

توفي الفرزدقُ في بادية البصرة عام 110 للهجرة = 728 للميلاد عن مئة عام تقريباً

ذكَرَ الفرزدق الذئبَ وصَوّرُهُ في مشهدين مختلفين، جاءً الأوّل في مقطوعة سينيّة مؤلفة من ستة أبيات، والثاني ضمن قصيدةٍ طويلة مؤلفة من سبعة وأربعين بيتاً، خَصَ الشاعر الذئبَ فيها بثمانية أبيات. (وقد تطرق لها أخي ليث في مشاركة سابقة) وأعتقدُ أن الشاعِرَ في القصيدتين قَدّمَ مشهداً واقعياً واحداً، أو بتعبيرٍ آخر نستطيع أن نكتشف أن خلفَ المشهدين الشعريين حادثة واحدة قُدّمتْ مرتين وبطريقتين مختلفتين نسبيّاً، لنقرأ القصيدة الأولى

وليلةَ بتنا بالغريينِ ضافنا =على الزادِ ممشوقُ الذراعينِ أطلسُ

تلمّسنا حتى أتانا، ولم يزلْ =لدُنْ فَطَمَتْهُ أُمّهُ يتلمّسُ

ولو أنّه إذ جاءنا كانَ دانياً=لألبستُهُ لو أنَّهُ كان يلبِسُ

ولكن تنحّى جنبَةً، بعدما دنا=فكانَ كقيد الرُمح بَلْ هو أنفسُ

فقاسمتُهُ نصفين بيني وبينَهُ=بقيّة زادي والركايبُ نُعَّسُ

وكان ابنُ لليلى إذ قرى الذئبَ زادَهُ=على طارق الظلماء لا يتعبّسُ

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 03:01 م]ـ

وقال الفرزدق:

وأطلس عسالٍ وما كان صاحباً = دعوت لناري موهناً فأتاني

فلما دنا قلت أدن دونك إنني = وإياك في زادي لمشتركان

فبت أقد الزاد بيني وبينه = على ضوء نارٍ مرةً ودخان

فقلت له لما تكشر ضاحكاً = وقائم سيفي من يدي بمكان

تعش فإن عاهدتني لا تخونني = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان

وأنت امرؤٌ يا ذئب والغدر كنتما = أخيين كانا أرضعا بلبان

ولو غيرنا نبهت تلتمس القرى = رماك بسهمٍ أو شباة سنان

وكل رفيقي كل رحلٍ وإن هما = تعاطى القنا قوماهما أخوان

للبحتري قصة مماثلة مع الذئب ولو أنه لم يكن رؤوفا كالفرزدق

إن وجدت الأبيات سأضعها

ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 03:09 م]ـ

أخي الحبيب ها هي القصيدة وقد كتب عنها أخي وصديقي وجاري ورفيقي (أبو الهذيل) وإليكم ما قال

هذه القصيدة للشاعر العبّاسي العبقريّ: الوليد بن عبادة البحتري ..

و هي فذّةٌ من نوعها .. رصينةٌ ببنائها .. رائعةٌ بشاعرها ..

وفيها من الجزالة و حسن الوصف وتماسك الرصف ما يؤكد عبقرية شاعرنا ..

ولكي أقرب المشهد إلى الأذهان:

فهذه قصيدةٌ قالها البحتري يصف فيها صراعاً بينه وبين ذئبٍ جائعٍ ..

كلاهما يتضوّر جوعاً حتى همّ كلٌّ بصاحبه!!!!

ثم كانت الغلبة للبحتري فقتل الذئب .. و شواه!!! و أكله!! ..

و نتركم مع الأبيات:

و ليلٍ كأنَّ الصُبح في أُخرياتِهِ

... حُشاشَةُ نَصلٍ ضمَّ إفرِندَهُ غِمْدُ

الحشاشة: البقيّة اليسيرة ..

النصل: الحد

الإفرند: رونق السيف وبهاؤه وضياؤه ..

تسربلتُهُ و الذئبُ وسنانُ هاجعٌ

... بعينِ ابنِ ليلٍ ما له بالكرى عهدُ

تسربلته: أي غشيت فيه ولبسته

والذئبُ وسنانُ هاجعٌ بعين ابن ليلٍ .. الخ: أوصاف تدل على يقظة الذئب

أُثيرُ القطا الكدريِّ عن جثماتِهِ

و تألفني فيه الثعالبُ و الرُبْدُ

القطا: الحمام البري

الرُبد: النعام وهو من لون الرماد والغبرة

و أطلسَ ملءِ العينِ يحملُ زُورَهُ

و أضلاعُهُ من جانبيه شَوىً نهدُ

الأطلس: من صفات الذئب لأن لونه أغبر رمادي ..

الزور: الصدر

و أضلاعه من جانبيه شوىً نهد: أي أضلاعه باررزة .. ناهضة .. من الجوع

له ذَنَبٌ مثل الرشاءِ يجرُّهُ

و متنٍ كمتنِ القوسِ أعوجَ منأدُّ

الرشاء: حبل البئر ..

المتن: الظهر و كمتن القوس أي منحنٍ كانحناء القوس

منأد: معوجّ مائل و هي توكيدٌ لأعوج ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير