تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 07 - 2008, 01:19 ص]ـ

قالوا: وجمع الحارث بن كعب بنيه حين حضرته الوفاة، فقال: " يا بني، عليكم بهذا المال فاطلبوه أَجمل الطلب، ثم اصرفوه في أجمل مذهب، فصلوا به الأرحام، واصطنعوا منه الأقوام، واجعلوه جنة لأعراضكم تحسن في الناس قالتكم، فإن بذلة تمام الشرف، وثبات المروءة، وإنه ليسود غير اليد، ويؤيّد غير الأيَّد حتى يكون عند الناس نبيلا نبيها، وفي أعينهم مهيبا؛ ومن اكتسب مالا فلم يصل به رحما، ولم يعط منه سائلا، ولم يصن به عرضا بحث الناس عن أصله، فإن كان مدخولا هرتوه وهتكوه، وإن لم يكن مدخولا ألزموه ودبّيه، واكسبوه عرقا لئيما حتى يهجّنوه به ".

وقال لابنه أشعت، وهو يوصيه:

أَبنيّ أَباك يوما هالك =فاحفظ أباك رياسة وتقلُّبا

وإِذا لقيت كتيبة فتقدَّما =إِن المُقدَّم لا يكون الأَخيبا

تلقى الرياسة أو تموت بطعنة =والموت يأتي من نأَى وتجنَّبا

ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 07 - 2008, 01:25 ص]ـ

قالوا: دعا المنذر ابنه النعمان، وهو غلام شاب، فقال: " يا بنيّ، إن لي فيك رأيا دون غيرك من لدي، فإني آمرك بما أمرني به والدي، وأنهاك عما نهاني عنه والدي، آمرك بالذلّ في عرضك، وذلك أن تكون ذلولا بالمعروف، وعليك بالانخداع في مالك، وأُحبُّ لك خلوة اللّيل وطول السَّمر، وأكره لك إخلاف الصديق، واطّراف المعرفة، وأنهاك عن ملاحاة الحلماء ومواح السفهاء، إن لك عقلا وجمالا ولسانا، فاكتس من ثناء الناس ما يؤيد جمالك، ودع الكلام وأنت عليه قادر، وليكن لك من عقلك خبئ تدَّخره أبدا ليوم حاجتك.

ثم قال:

إنَّ ظنِّي بمن أَمرتُ بأَمري =حسنَ إن أَعانت الأذنان

باستماع وما ظفرت بشيء =إن نبا مقولي عن النعمان

قد تفرَّست في بنيّ وفيه =فإذا الأمر ليس بالمتداني

فلئن تمّ ما أُؤَمل فيه =ما له في بني الملوك مدان

وله ألحظُّ في الجمال وفي العقل =وحظّ من مهلة ولسان

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير