تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا طال الفصل من الكلام وكان أوله يفتقر إلى تمام لا يفهم إلا به فالأولى في باب الفصاحة أن يعاد لفظ الأول مرة ثانية ليكون مقارنا لتمام الفصل كي لا يجيء الكلام منثورا، لأن تقدير الكلام وإنّ أمرأ دامت مواثيق عهده على مثل هذا لكريم لكن بين الاسم والخبر مدى طويل فإذا لم تعد إنّ مرة ثانية لم يأت على الكلام بهجة ولا رونق.

"فإن" هنا مع اسمها مكررة للتوكيد والبيان، و "كريم" خبر "إن" المتقدمة في أول البيت.

والله أعلم.

أخي ابن القاضي

هذا الكلام لابن الأثير في الصفحة (21 - 22) من الجزء الثالث من المثل السائر من طبعة دار الرفاعي بالرياض، وقد جاء في النوع السابع عشر المخصص للتكرار، وجاء بهذين البيتين على أن البيت الثاني موضع النقاش خارج عن باب التكرير .. أقول هذا الكلام لابن الأثير ومع ذلك تقول: هذه محاولة من مبتدئ، فتنسبه لنفسك، ثم تترقب من أبي العباس أن يصححه، أي تواضع هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وقد نبه ابن الأثير رحمه الله قبل هذا النص الذي نقله ابن القاضي بحذف بعض أجزائه، نبه على أن هذا الموضع لم ينبه عليه أحد غيره. وهذا نص ابن الأثير كاملا:

ولربما أدخل في التكرير من هذا النوع ما ليس منه، وهو موضع لي ينبه عليه أيضاً أحد سواي.

فمنه قوله تعالى: " ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم " فلما تكرر " إن ربك " مرتين علم أن ذلك أدل على المغفرة.

وكذلك قوله تعالى: " ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم " ومثل قوله تعالى: " لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب " وهذه الآيات يُظن أنها من باب التكرير، وليست كذلك، وقد أنعمت نظري فيها فرأيتها خارجة عن حكم التكرير، وذاك أنه لمّا أطال الفصل من الكلام، وكان أوله يفتقر إلى تمام لا يفهم إلا به، فالأولى من باب الفصاحة أن يعاد لفظ الأول مرة ثانية، ليكون مقارنا لتمام الفصل، كي لا يجيء الكلام منثورا، لا سيما في إن وأخواتها، فإذا وردت إن وكان بين اسمها وخبرها فسحة طويلة من الكلام فإعادة إن أحسن في حكم البلاغة والفصاحة، كالذي تقدم من هذه الأبيات.

وعليه ورد قول بعضهم من شعراء الحماسة:

أسجنا وقيدا واشتياقا وغربة ... ونأي حبيب إن ذا لعظيم

وإن امرأ دامت مواثيق عهده ... على مثل هذا إنه لكريم

فإنه لما طال الكلام بين اسم إن وخبرها أعيدت إن مرة ثانية، لأن تقدير الكلام، وإن امرا دامت مواثيق عهده على مثل هذا لكريم، لكن بين الاسم والخبر مدى طويل، فإذا لم تعد إن مرة ثانية لم يأت على الكلام بهجة ولا رونق، وهذا لا يتنبه لاستعماله إلا الفصحاء إما طبعا وإما علما. ج3/ 20 - 22

الأمانة الأمانة أيها الإخوان .. في كل صغيرة وكبيرة ..

مع التحية الطيبة.

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 08:04 ص]ـ

د. الأغر،

لقد كانت المحاولة في الإعراب، لا في الاقتباس من كلام العلماء،

وطلبت تصحيح الإعراب، لأنه المسؤول عنه، لا تصحيح المقدمة الممهدة من كلام ابن الأثير، فكل من يقرؤها يعلم لأول وهلة أنه لا ابن القاضي ولا غيره من أعضاء المنتدى أصحاب مثل هذا الكلام الراقي.

ثم ما الضير في أن يقتبس طالب العلم شيئا من كلام العلماء فيستعين به على الوصول إلى المراد من غير أن يذكر صاحب الأصل، وأين هذا الصنيع من مصطلح "الأمانة العلمية"، ها هي كتب العلماء سابقا ولاحقا تنضح بأقوال من سبقهم من غير نسبة لقائليها، فالقارئ لكتب ابن القيم ليجزم أنه نسخ أوراقا من كتب شيخه ابن تيمية من غير نسبة .....

وكذلك المتصفح لكتب أئمتنا من علماء نجد ليجد أنهم ينقلون من كتب ابن القيم وشيخه، وكذلك ينقل بعضهم من بعض من غير نسبة، بل إن شيخ المحدثين الحافظ ابن حجر، استعان في شرحه على البخاري بشرح الحافظ ابن رجب، ونقل عنه أشياء كثيرة من غير الإشارة أصلا إلى صاحب الفضل، ثم جاء العلماء والأئمة من بعد فنقلوا صفحات من شرح الحافظ ابن حجر، وأحيانا يسيرة يقولون قال الحافظ، كما فعل الشوكاني والصنعاني والمباركفوري في شرح الترمذي ......

وكذلك أصحاب التفاسير ينقل بعضهم عن بعض وبكثرة حتى يكاد يكون بعضهم عالة على بعض، وما تفسير البيضاوي إلا تلخيص للزمخشري، وما فتح القدير إلا نسخة مصغرة عن تفسير ابن عطية .......

وحتى أصحاب الشروح والحواشي في النحو ينسخ بعضهم من كتب بعض من غير ذكر لصاحب القول إلا إذا أراد الخروج عن عهدة القول، والمتتبع لتعليقات العلامة محي الدين عبد الحميد على شرح ابن عقيل والقطر وغيرهما من كتب النحو التي حققها، ليجد أن العلامة المفضال ينقل شيئا كثيرا من شرح الأشموني وحواشي التصريح من غير نسبة، بل إنه في مواضع يقول: وسوف أبين لك هذه المسألة بجلاء ثم يذكر كلام غيره.

ورب مؤلف لكتاب ليس له إلا فضل التأليف والترتيب فقط، وهذا كثير قديما وحديثا.

وعليه فإن صنيع هؤلاء الأئمة وغيرهم في مختلف فنون العلم خاصة في التفاسير ليجعلنا نقطع أنهم ما فهموا من مصطلح الأمانة العلمية ما فهمته أنت، وما أرادوا ما أردته أنت، وإنما أرادوا بهذه الكلمة تحري الضبط عن من ينقل، وأن لا يروِ ما لم يسمع، أو يصف ما لا يعلم، وأن لا ينقل الكاتب ما يوافق هواه فقط لينتصر لنفسه، ويخفي ما يخالفه، أو يحرفه، بل عليه أن ينقل ما له وما عليه بأمانة.

فإذا خالف هذه الضوابط كفعل أهل البدع والأهواء، قيل فيه فلان غير أمين في الضبط، أو بمصطلح المتأخرين "فاقد للأمانة العلمية ". وارجع إلى كتاب حلية طالب العلم للعلامة الكبير بكر ابو زيد "رحمه الله تعالى" فقد أبان عن هذا المصطلح بما يكفي.

ولو أننا فهمنا فهمك لاتهمنا أغلب أعضاء المنتدى بعدم الأمانة العلمية، إذ لا يوجد أحد منهم إلا وهو ناقل بغير إسناد، ويمكننا بضغطة زر واحدة في باحث جوجل أو الموسوعة الشاملة لنعرف أن أغلب المقولات منقولة بلا نسبة.

نفعني الله وإياك بما نقرأ ونسمع، ودمت سالما.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير