تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والثاني: أن تكون موصولة، وهذا قول الأخفش، رحمه الله، فيكون تقدير الكلام: الذي جمل زيدا شيء عظيم، فيكون الخبر، أيضا، محذوفا.

وعليه يكون الوجه الذي ذكرته الأخت الوافية أرجح من جهة عدم احتياجه إلى تقدير محذوف، فالأصل في الكلام: عدم الحذف، فلا يصار إلى التقدير إلا عند تعذر إجراء الكلام على ظاهره.

*****

ومن لطائف "ما" أنها ترد في كثير من المواضع مشتركة بين المعنى وضده، والسياق هو الذي يبين إجمال اشتراكها، كما في:

أولا: "ما" الحجازية، ففي قوله تعالى: (مَا هَذَا بَشَرًا): "ما" تفيد التعظيم، فالسياق سياق ذهول أصابهن من حسن يوسف عليه الصلاة والسلام.

بخلاف: ما فلانٌ رجلاً، فالسياق سياق تحقير وانتقاص بنفي الرجولة عنه.

ثانيا: "ما" الاستفهامية، فهي تفيد التعظيم في نحو قولك: فلان ما فلان؟، إذا كان السياق سياق دهشة من تألق أو تفوق أحرزه فلان.

ونفس الجملة بنفس الألفاظ تفيد تحقير شأنه، وكأن القائل يقصد في هذه الحال: أي شيء ذلك المسمى فلان، فهو شيء لا يؤبه به.

ومن ذلك قول فرعون اللئيم لعنه الله: (وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ)، فقد قالها استخفافا بمن أجرى الأنهار من تحته، فكان عاقبة أمره أن أجراها الملك، جل وعلا، من فوقه جزاء وفاقا!!.

ثالثا: الموصولة، فهي تفيد التعظيم في نحو قوله تعالى: (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ)، فما غشيهم شيء عظيم ناسب عظمته إبهام شأنه.

بخلاف: لو كان فلان يفقه شيئا ما قال ما قال، فهي تفيد تسفيه رأيه لقلة فقهه.

*****

ومن ذلك أيضا:

احتمال "ما" لأكثر من وجه في بعض المواضع، كما ذكر ابن هشام، رحمه الله، في "شرح الشذور" في تخريج "ما" في "إنما" في قوله تعالى: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ)، فهي تحتمل ثلاثة أوجه:

الأول: أن تكون كافة، في قراءة من نصب "كيد"، فتكون الجملة بعدها مستأنفة من فعل وفاعل ومفعول: (صنعوا كيدَ ساحر)، كما أشار إلى ذلك أبو السعود، رحمه الله، في تفسيره.

والثاني: أن تكون "ما" موصولا اسميا، فيكون تقدير الكلام: إن الذي صنعوه كيد ساحر، ومن ثم حذف عائد الصلة: الهاء في "صنعوه".

والثالث: أن تكون "ما" موصولا حرفيا، فيكون تقدير الكلام: إن صنعهم كيد ساحر.

*****

وأما المزيدة فكما ذكرت الأخت الوافية:

إما أن تكون الزيادة لمجرد الكف كما في الوجه الأول من الآية السابقة.

وإما أن تفيد التوكيد على طريقة: الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى، ويكون ذلك في نحو:

الزيادة بعد "أي" الشرطية، ففي نحو قوله عليه الصلاة والسلام: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ): "أي": تفيد بمادتها العموم، و النكرة "امرأة" في سياقها: نص في العموم، ومع ذلك اتصلت "ما" بـ: "أي" مؤكدة للعموم من وجه ثالث، فصار النص قطعيا لا يحتمل تأويلا، فتخصيص الأحناف، رحمهم الله، هذا العموم المؤكد بصورة نادرة: صورة المرأة المكاتبة، وعليه يجوز للمرأة عقد نكاحها بنفسها، تخصيص مردود، فعموم الحديث المؤكد نص في محل النزاع، فلم يعد لقولهم اعتبار في مقابله.

ويكون أيضا بعد حروف الجر، في نحو:

قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ)، وقد سمعت أحد الفضلاء من علماء المملكة، ولم يحل إلى مصدر، يقول بأن "ما" هنا تفيد التوكيد بالتكرار الثلاثي، فيؤول الكلام إلى: فبرحمة من الله، فبرحمة من الله، فبرحمة من الله .......

والله أعلى وأعلم.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 12:39 م]ـ

أخي مهاجر كنت علمًا في التوضيح

هذا هو الجمال النحوي، وهذا هو المطلوب لا النقل لمجرد النقل

ـ[الوافية]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 01:20 م]ـ

جزيت خيرا أستاذنا مهاجرا.

زادك الله من فضله.

أخي مهاجر كنت علمًا في التوضيح

هذا هو الجمال النحوي، وهذا هو المطلوب لا النقل لمجرد النقل

أشكر إشادتك أستاذنا أبا فادي.

حفظك الله ورعاك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير