تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[أبو قصي]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 12:26 ص]ـ

أخي الحبيب أبا قصي

أستأذنك وأستأذن أخي عبد العزيز في ذكر بعض الوقفات.

1 - ليست المطاوعة مقصورة على الحسي من الأفعال بدليل أنك تقول: نبهته إلى غموض المعنى فانتبه.

2 - المطاوعة في فهمي هو دلالة الفعل اللازم على استجابة فاعله لأثر فعل آخر موافق له في جذوره ومعناه العام، ويكون انعكاسيًّا بمعنى أن الفاعل يفعل الفعل في نفسه من حيث المعنى، (انكسر=كسر نفسه) ن (احترق=حرق نفسه).

3 - سيبويه لم ينف المطاوعة عن (انفعل) ولم يحتج بالفعل (انطرد). والحقيقة أنه ليس كل فعل يأتي على (انفعل). وليس كل فعل على (انفعل أو افتعل) يدل على المطاوعة، ولذلك كان الفعل (اطرد) غير مطاوع للفعل (طرد) لأن (اطرد) لا تعني طرد نفسه. ولذلك ليس دالا على المطاوعة.

4 - ذكرت أن الفعل (أطلقه فانطلق) لا يدل على معالجة، وهذا أمر أتوقف فيه فالإطلاق معالجة.

أخي المحترَم الدكتورَ / أبا أوس - أمتع الله به -

أشكرُ لك قبلُ كرم نفسِكَ، وعفةَ قلبِكَ، وتقديرَكَ مَن تحاوِرُ. وهذا لا يفعلُه إلا الفضلاءُ، الصادقونَ.

سأعلّقُ على وقفاتِك تلكَ:

1 - قد تعرضتُ أنا لما يوهِم أنه غيرُ حسّيّ؛ وذلكَ في (صرفَ)؛ فبينتُ أن أصلَ (الصرف) أن يكونَ في الحسيِّ، ثم اتسعَ بعد ذلكَ. ومثلُه (نبّهَ)؛ فإنه حسيّ في الأصلِ؛ ألا ترى قول طرفة في معلقته:

وكري إذا نادى المضافُ محنّبًا ... كسِيد الغضا نبهتَه المتورِّدِ

وقولَ الأخطل:

إذا كان عن حين من الليل نبّهت ... بأصواتها زُغبًا توافي الحواصلا

وقولَ الفرزدق:

ولو غيرَنا نبّهتَ تلتمسُ القِرى ... أتاكَ بسهم، أو شباة سِنانِ

- واللغةُ توضعُ حين تُوضَع على الأعمِّ الأغلبِ، أو تكونُ على نحوٍ واحدٍ، ثم يعروها ما يعرو سائرَ الأشياءِ؛ فتتوسّعُ من طريقِ المجازِ؛ فربما أصبحَ هذا المجازُ حقيقةً عرفيّةً، وربّما بقِيَ على حالِهِ.

- ولذلكَ كانَ خطأ ظاهرًا ما زعمَ الكوفيون من أنّ الإعرابَ أصلٌ في المضارع، للحاجةِ إلى الفرقِ في نحوِ: (لا تأكل السمك وتشرب اللبن)؛ فإنّ هذه الصورةَ قليلةٌ في الكلامِ، ويستحيلُ أن يكونَ حكمُ الإعرابِ مبنيًّا عليهِا، لأنّ مقتضَى هذا أن يكونَ العربُ قد لحظوا هذا أولاً قبلَ أن يلحظوا المضارعَ حالَ تجريدِه من التوابعِ. وهذا خلافُ المنطقِ من جهةِ أنَّ التجريدَ سابقٌ للإتباع، ومن جهةِ أنّ الكثيرَ المطردَ لا يتبعُ القليلَ الشاذَ. ولا يُردّ هذا بنحوِ (أعد، ويعد ... )؛ فإنّه إنما أُعطيَ الكثيرُ حُكمَ القليلِ، لقوةِ المقتضي، وكونِهِ لفظيًّا ظاهرًا؛ فلو أُعرِضَ عنه، لأفضَى إلى التنافرِ المدرَكِ.

2 - ذكرتَ أن المطاوعة في فهمكَ هي دلالة الفعل اللازم على استجابة فاعله لأثر فعل آخر موافق له في جذوره ومعناه العام، ويكون انعكاسيًّا بمعنى أن الفاعل يفعل الفعل في نفسه من حيث المعنى، (انكسر=كسر نفسه) ن (احترق=حرق نفسه).

قلتُ:

وهذا أحدُ معنيي المطاوعةِ. وقد أشرتُ إليه في هذا الحديثِ:

http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=11&highlight=%DD%DF%F8%D1

3- ذكرتَ أنه ليس كلّ فعل على (انفعل)، أو (افتعل) يدل على المطاوعة. فأما (افتعل) فنعم؛ نحو (اكتسب). وأما (انفعل)، فلا أعلمه يأتي إلا للمطاوعة؛ إما أن يكون المعنى: أن أحدًا فعلَه، فطاوعه، أو هو فعلَ نفسَه، فطاوعَته؛ ومنه (اطّرد الماء)؛ وذلك أن أحدًا أجراه، ودفعه، فاطردَ، بأن تتابعَ جريُه. وكلّ هذا حسيّ، وفيه معنى المطاوعةِ. معَ العلم أنْ ليس معنى (الطرد) محصورًا على التنحيةِ، والصرفِ؛ بل هو أوسعُ؛ ألا ترى أنك تقولُ مثلاً: (طردتُ القياسَ فاطّردَ).

4 - أنكرتُ أن يكون (الإطلاق) معالجةً، ورددتَّ هذا بأن قلتَ: (إن الإطلاق معالجة)، ولم تذكر كيفَ ذلكَ!

مع خالص الشكرِ.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 01:11 ص]ـ

أخي أبا قصي

هل ذكّرته فتذكر حسي. وفطنته فتفطن حسي؟

أما أطلق فهو معالجة لأنك تفك قيد المربوط لتطلقه فإن لم تكن هذه معالجة فما المعالجة؟

لا يكون الفعل للمطاوعة إلا مقترنًا بفعل سابق (قطعته فانقطع) أما انقطع وحدها فلا تدل على مطاوعة بل الانعكاسية وحدها.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 01:24 ص]ـ

أثبت صاحب اللسان أن الاضطراد قد ورد على أنه افتعال من الطرد، قال: أصله الاطّراد، فأبدلت الطاء ضادا. وفي تاج العروس أيضا:

ولم أحقق المسألة بعد.

ولكن العجب لا ينقضي ممن يكوّن لنفسه مفهوما خاصا ــ وهو بعد في ضحضاح عكر ــ ويرد به قول سيبويه، رحمك الله أبا بشر ..

أستاذنا الفاضل د. الأغر

هذه تكملة للموضوع سقطت أثناء النسخ أوردها مع الاعتذار

"وأما ما ورد في النادر من الاستعمال التراثي فلا يقعد عليه ويكتفى بالتفسير، جاء في (لسان العرب): "قال الأَزهري: وربَّما أَبدلوا اللامَ ضادًا كما أَبدلوا الضادَ لامًا، قال بعضهم: الْطِرادٌ واضْطِرادٌ لِطِرادِ الخيل. وفي الحديث عن مجاهد أَنه قال: إِذا كان عند اضْطِراد الخيلِ وعند سَلِّ السيوفِ أَجْزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُه تكبيرًا؛ فسره ابن إسحق الْطِراد، بإِظهار اللام، وهو افْتِعالٌ من طِرادِ الخيل وهو عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضادًا". ومن أجل ذلك قلنا بل مطّرد واطّراد، على الرغم من هذا التوهم القديم وفي استعمال بعض العرب ما هو من قبيل التوهم ومن ذلك قولهم "جحر ضبٍّ خربٍ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير