ـ[الكاتب1]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 07:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما (لبنا) فهو مفعول به للفعل، وأما (بدل) فأرى فيه وجهين واردين، أحدهما الحالية كما تفضل بعض الإخوة، لكن الحال ليس من الفاعل وإنما هو من المفعول به المتأخر (لبنا) لأن (بدل) في الأصل نعت لكنه لما تقدم على المنعوت انتصب على الحال، وتكون الإضافة على هذا الوجه على نية الانفصال كأنه قال: (بدلا من الحليب) فإذا أولته بالوصف صار (شربت بديلا من الحليب لبنا).
ولم لاتكون " بدلا " حالا مؤولا بالمشتق تقدمت على صاحبها"، فهل من مانع يمنع تقدم الحال على صاحبها؟ بارك الله فيك
والوجه الآخر أن تكون (بدل) ظرف مكان منصوبا، ويصح هذا الوجه إذ جعلت (بدل) بمعنى (مكان) كأنه قال: شربت مكان الحليب لبنا. والله أعلم.
تحياتي ومودتي.
لا أرى أن المعنى يستقيم مع الفعل " شربت "
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 08:17 ص]ـ
المتأمل في سياق السائل يخرج بهذا المعنى:
شربت لبنا مستبدلا إياه بالحليب
وعليه فالظاهر يقرر الحالية في مستبدلا، والمفعولية في لبنا
وإن كان لأستاذنا أبي أوس بعض نظر متأمل في كون الفعل (شرب) قد تضمن معنى (جعل) فلا نملك إلا أن نحني هامة التقدير لتأمله ونظره، لا سيما وأن التضمين بابه واسع في النحو، والأخذ به ضرورة ملحة للحاجة إليه، وإلا لما قال بقياسيته مجمع اللغة العربية ..
إنما أقف من تأمله موقفا حذرا لأن القرينة التي تشير إلى المعنى لا أكاد أتلمسها في السياق .. ولعل عائقا ما وقف حجر عثرة بيني وبين تلمسي ..
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 01:20 ص]ـ
أيها الأحباب الرائعين
بعد هذا النقاش المستفيض أراني أعود لأوافق المعربين لها حالاً، لأن بدل وبديل صفتان صالحتان للحالية وأرى علي المعشي قد أجاد القول حين ذكر أن بدل نعت فلما تقدم صار حالاً. ولعل قوله تعالى قريب من هذا (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة) فقد أعرب (من الآخرة) متعلقًا بحال محذوفة تقديرها (بدلاً).
أشكر أخي مغربي لكلماته الطيبة المعبرة عن محبة أفخر بها وأعتز.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 04:11 ص]ـ
ولم لاتكون " بدلا " حالا مؤولا بالمشتق تقدمت على صاحبها"، فهل من مانع يمنع تقدم الحال على صاحبها؟ بارك الله فيك
لا أرى أن المعنى يستقيم مع الفعل " شربت "
مرحبا أخي الحبيب الكاتب
لا خلاف في أن (بدل) هنا حال تقدمت على صاحبها، وهذا لم أنفه بل قررته، وإنما قلت إن الأصل نعت لكنه لما تقدم انتصب على الحال، وقد أشرت إلى ذلك لأن صاحب الحال هنا نكرة، والغالب أن يكون أصل الحال المتقدمة على صاحبها النكرة نعتا. ألا ترى أخي أنك لو أجريتها على الأصل فأخرت الحال عن صاحبها هنا لما جاز النصب على الحال، لكن يتعين النصب على النعت؟ و من هذا يتضح الفرق بين الحال المتقدمة في جملتنا وبين الحال المتقدمة في مثل: جاء ضاحكا زيد، لأنك لو أخرتها لقلت: جاء زيد ضاحكا.
وأما النصب على الظرفية فهو وجه أوردته ثانيا لأنه محتمل وإن لم يكن بقوة الأول، ووجهه أن (بدل) هنا يصح أن تكون بمعنى (مكان) أي (شربت مكان الحليب لبنا) على أساس أن البطن مكان وموضع لكل مشروب أو مأكول.
تحياتي ومودتي.
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 04:31 ص]ـ
ليست ثمة قرينة تخرجنا إلى تكلف التضمين، مع أنه باب واسع من أبواب النحو عقد له السيوطي بابا في الأشباه والنظائر، لكن لهذا التضمين مواضعه، فلا نخرج إليه إذا عجزنا عن فهم المثال.
الشرب واقع على اللبن فهو مفعول به ويدل عليه قولك: اللبن مشروب.
وبدلَ حال من (لبنا) بمعنى: شربت مبدلا من الحليب لبنا، ونصبناه على الحالية وإن كان ذو الحال نكرة، لأنه -أي بدل- وصف لـ (لبنا) تقدم عليه، على حد قوله: لمية موحشا طلل.
ثم اعلم ان - المبدل - يقع موقع -البدل- كثيرا، الا تراهم يقولون تارة في باب البدل: البدل والمبدل منه، وتارة يقولون: المبدل والمبدل منه.
ـ[حرف]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 05:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما (لبنا) فهو مفعول به للفعل، وأما (بدل) فأرى فيه وجهين واردين، أحدهما الحالية كما تفضل بعض الإخوة، لكن الحال ليس من الفاعل وإنما هو من المفعول به المتأخر (لبنا) لأن (بدل) في الأصل نعت لكنه لما تقدم على المنعوت انتصب على الحال، وتكون الإضافة على هذا الوجه على نية الانفصال كأنه قال: (بدلا من الحليب) فإذا أولته بالوصف صار (شربت بديلا من الحليب لبنا).
والوجه الآخر أن تكون (بدل) ظرف مكان منصوبا، ويصح هذا الوجه إذ جعلت (بدل) بمعنى (مكان) كأنه قال: شربت مكان الحليب لبنا. والله أعلم.
تحياتي ومودتي.
أخي علي:
بارك الله فيك على هذا الإيضاح، وليس لدي إضافة على كلامك ولكن لدي استفسار حول الوجه الثاني لإعراب كلمة (بدل) حيث ذكرتَ أنها تعرب (ظرف مكان منصوبا، ويصح هذا الوجه إذ جعلت (بدل) بمعنى (مكان) كأنه قال: شربت مكان الحليب لبنا.)
فإذا كان الأمر كذلك وأعربنا (بدل) ظرف مكان، ألا يحتاج هذا الظرف إلى متعلَّق؟ فإنَّ كان يحتاج ألا يكون إعراب هذا المتعلَّق حالاً من المفعول به (لبنًا)؟ وبناءً على ما ذكرتُه - إنْ كان له وجه من الصحة - أرى أنْ نستغني عن هذا الإعراب الذي يحتاج إلى تأويل (بدل) بمعنى (مكان) وتقدير متعلَّق لها مادام أنَّ الإعراب سيكون حالاً في كلا الحالين. والله أعلم
¥