وقد أشار قبلُ ابنُ حجر إلى اختلاف النسخ في إثبات السند، فليس هو موجوداً في رواية النسفي وإحدى روايات الفربري. وقد اعتبره محمد فؤاد عبد الباقي معلّقاً - وذلك في طبعة السلفية للفتح - فلم يُعطه رقماً.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:21 ص]ـ
يا أخي بارك الله فيك هؤلاء الذين ذكرت أقوالهم أنا أزعم أنهم على خلاف ما ذكرت، غاية ما نقلت من أقوالهم أن يجعلون الدحو متأخر وهذا قد ذكرته لك لاحِظ أنّنا متفقون على أن بسطَ الأرض كان بعد خلق السماء، وقد سُقتُ أقوال المفسّرين لهذا الغرض لأقول إنهم اتفقوا في المقدمات، لكن بعضهم اختلف في النتيجة، وبعضهم توقّف:
- فقد ذهبوا إلى أن خلْقَ الأرضِ وما فيها إنما كان قبل خلق السماء، وهذا ظاهر القرآن.
- وكذلك ذهبوا إلى أن الدحوَ كان بعد خلق السماء، وهذا أيضاً ظاهر القرآن.
- فلماذا اختلفوا في النتيجة؟
لقد وقع اللبس لديهم في الدحو، أيدخل في أيام خلق الأرض أم لا؟ فلو دخل، إذن فهو سابقٌ على خلق السماء لأن أيام خلق الأرض سابقة على يومَي خلق السماء. وما فعله ابن عبّاس أنه وزَّع أيام خلق الأرض الأربعة: فجعل يومين قبل خلق السماء، ويومين بعدها، مع أن القرآن لم يقل إن الدحو كان في يومين.
وهذا اللبس راجعٌ إلى فهمهم الدحو على أنه خلق بمعنى الإيجاد. ويعكر عليه أن بسطك الشيء لا يعني خلقك له، لأنك تبسط ما هو موجود فعلاً. وتثبيت الجبال يعني أنها لم تكن مثبتة قبل هذا أي أنها كانت قد خُلقت فعلاً. وإخراج الماء والنبات يعني أنه كان موجوداً فيها مِن قبل.
وإذ قال الله إن الأيام الأربعة لخلق الأرض تمَّت قبل خلق السماء: (في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين ثم استوى إلى السماء)، وقال إن خلق السماء كان في يومين، فتمّت بذلك الأيامُ الستّة لخلق السماوات والأرض: عُلِم أنّ ما كان بعد ذلك ليس داخلاً في الأيام الستة.
وبيان ذلك في النقاط التالية:
- الله سبحانه نصَّ على أن الأيام التي كانت قبل استوائه على العرش كانت ستة أيام، فقال جلّ شأنه في الأعراف: (إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ).
- ولكن هل استوى بعد خلق الأرض أم بعد خلق السماوات؟ يجيبُ كتابُ الله بأنه سبحانه استوى على العرش بعد خلق السماوات لقوله تعالى: (رفع السماوات بغير عمدٍ ترونها ثم استوى على العرش).
- ولكن هل كان بسطُ الأرض قبل الاستواء على العرش أم بعده؟ يُجيبُ كتاب الله بأنه سبحانه بسطَ الأرضَ بعد استوائه على العرش لا قبله، فقال في الرعد: (الله الذي رفع السماوات بغير عمدٍ ترونها ثم استوى على العرش وسخّر الشمس والقمر كلّ يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون * وهو الذي مدّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً). فكيف يدخلُ الدحو في أيام خلق الأرض الأربعة التي كانت انتهت مِن قبل؟
- فهذه الآيات جميعها إذا ضممتها إلى بعضها البعض، وجدتَ تسلسل أيام الخلق هكذا:
(خلق الأرض) في يومين
7
(خلق الجبال وتقدير الأقوات) في يومين
[المجموع أربعة أيام سواء]
7
(خلق السماوات) في يومين
[مجموع خلق السماء والأرض: ستة أيام]
7
(استواء الله سبحانه على العرش)
7
(مَدّ الأرض وإخراج الماء والمرعى وإرساء الجبال)
وأما قولك بأنهم أخذوا من قول ابن عباس بعضه وتركوا آخره فجرد دعوى، نعم بالنسبة للطبري فرأيه معروف، وهو معتمد على أثر آخر عن ابن عباس أشرت إليه في الردود السابقة. وهذا ابن كثير أيضاً تركَ قولَ ابنَ عباس كما ذكرتُ صريحَ كلامه في المشاركة السابقة: فقال بأن أيام خلق الأرض الأربعة جاءت متتالية من الأحد إلى الأربعاء. وهذا أيضاً رأي الحسن ومجاهد: ((جمع خلق الأرض وما فيها في أربعة أيام متوالية، ثم خلق السماء في يومين)).
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[15 - 07 - 09, 06:56 م]ـ
¥