تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقولُ: بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ؛ فَمَدَارُ الحَدِيثِ عَلَى الهُنَيدِ بنِ القَاسِمِ، وَهُوَ مجهولٌ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غيرُ أبي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ مُوسَى بنِ إسماعيلَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكَبِيرِ " (8/ 249)، وابنُ أبي حَاتِمٍ في " الجَرْحِ والتَّعْدِيلِ " (9/ 121)، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحاً ولاَ تَعْدِيلاً، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (5/ 515) عَلَى طَرِيقَتِهِ في تَوْثِيقِ المجاهِيلِ، وَقَالَ الذَّهبيُّ في " السِّيرِ " (3/ 366): " مَا عَلِمْتُ في هُنَيْدٍ جَرْحَةً "، وَقَدْ وَثَّقَهُ الهيثميُّ في " مجمعِ الزَّوائدِ " (8/ 482 _ رقم:14010)، مَعَ أنَّهُ جَهَّلَهُ في مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ " المجمعِ " (1/ 177 _ 178، رقم:66)، وَبَقِيَّةُ إسنادِ الحَدِيثِ ثِقَاتٌ.

وَأَمَّا قولُ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " (1/ 30 _ 31): " وَفِي إسنادِهِ الهُنَيْدُ بنُ القاسمِ، ولاَ بأسَ بِهِ، لَكِنَّهُ لَيْسَ بِالمَشْهُورِ بِالعِلْمِ "، فَلاَ أَدْرِى مَا مُسْتَنَدُهُ في ذَلِكَ؟!.

وَقَدْ وَقَفْتُ لِلْحَدِيثِ عَلَى شَاهِدَيْنِ ضَعِيفَيْنِ لاَ يَصْلُحَانِ للاعْتِبَارِ:

الأَوَّلُ: أَخْرَجَهُ الدَّارقطنيُّ في " السُّنَنِ " (1/ 228)، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (28/ 162 _ 163) مِنْ طَرِيقِ محمَّدِ بنِ حُميدٍ، حدَّثنا عليُّ بنُ مجاهدٍ، حدَّثنا رباحٌ النُّوبِيُّ أبو محمَّدٍ مَوْلَى آلِ الزُّبيرِ؛ قَالَ: سمعتُ أسماءَ بنتَ أبي بكرٍ تَقُولُ لِلْحجَّاجِ: أَنَّ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ احْتَجَمَ، فَدَفَعَ دَمَهُ إلى ابْنِي، فَشَرِبَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ _ عليهِ السَّلاَمُ _ فَأَخْبَرَهُ؛ فَقَالَ: " مَا صَنَعْتَ؟ "، قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أَصُبَّ دَمَكَ، فَقَالَ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " لاَ تَمَسُّكَ النَّارُ "، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ؛ وَقَالَ: " وَيْلٌ لِلْنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ ".

وَعَزَاهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّلخيصِ " (1/ 30) للطَّبرانيِّ، وَلَمْ أَعْثُرْ عليهِ في معاجمِهِ الثَّلاَثةِ المطبوعةِ.

أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً؛ مُسَلْسَلٌ بِالعِلَلِ:

الأُولَى: محمَّدُ بنُ حُميدٍ هُوَ: ابنُ حَيَّانَ الرَّازيُّ، وَهُوَ وَاهٍ جِدّاً.

الثَّانيةُ: شَيْخُهُ عليُّ بنُ مجاهدٍ هُوَ: الكَابُليُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، بَلْ رَمَاهُ البعضُ بِالوَضْعِ وَالكَذِبِ.

الثَّالثةُ: رِبَاحٌ النُّوبِيُّ قَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهبيُّ في " الميزانِ " (2/ 38): " لَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ، وَلاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ ".

وَقَدْ ضَعَّفَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " (1/ 30 _ 31) الحَدِيثَ بِعَلِيِّ بنِ مجاهدٍ فَقَطْ، وَهَذَا قُصُورٌ مِنْهُ.

الثَّاني: أَخْرَجَهُ الحافظُ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ الغِطْرِيفِ في " جُزْئِهِ " (رقم:65)، _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (20/ 233) و (28/ 162) _، والطَّبرانيُّ _ كَمَا في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " لابنِ حَجَرٍ (1/ 31)، وَلَمْ أَرَهُ في المعاجمِ الثَّلاثةِ المطبوعةِ _، وَأَبُو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (1/ 330) منْ طَرِيقِ سعدٍ أبي عاصمٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بنِ عليٍّ، عنْ كَيْسَانَ مَوْلَى عبدِ اللَّهِ بنِ دينارٍ؛ قَالَ: أخبرني سَلْمَانُ الفارسيُّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وَإِذْ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبيرِ مَعَهُ طَسْتٌ، فَشَرِبَ مَا فِيهِ، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَا شَأْنُكَ يَا ابنَ أَخِي؟ "، قَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ دَمِ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ في جَوْفِي، فَقَالَ: " وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، لاَ تَمَسُّكَ النَّارُ إِلاَّ قَسَمَ اليَمِينِ ".

أقولُ: وَهَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ؛ لأَمْرَيْنِ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير