تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلتُ: والحجاج ثقة صدوق كما مضي؛ وقد وقع في سنده البزار: «عن الحجاج، يعني الصواف!! ... » كذا: «الصواف!!» وهو وهم من بعضهم؟ كما نبَّه عليه الحافظ في الفتح [487/ 6]، فقال: «وأخرجه البزار؛ لكن وقع عنده: عن حجاج الصواف!! وهو وهم؛ والصواب: الحجاج الأسود كما وقع التصريح به في رواية البيهقي»

قلتُ: وكذا هو عند الجميع – سوى المؤلف -!! فلعله وقع للبزار غير منسوب؛ فظنه الحجاج بن أبي عثمان الصواف!! لكونه من هذه الطبقة!! وكان البزار علي ثقته ومعرفته -يُخطئ كثيرًا في المتن والإسناد؛ اتكالاً علي حفظه!! كما قاله الدارقطني في ترجمته من تاريخ بغداد [334/ 4].

فالحاصل: أن حجاجا في هذا الحديث: هو «حجاج بن أبي زياد الأسود» ويقال له أيضا: «حجاج بن الأسود».

ثم إن الحسن بن قتيبة في سنده: يقول عنه ابن عدي بعد أن ذكر له هذا الحديث في ترجمته من (الكامل): «وللحسن بن قتيبة هذا أحاديث غرائب حسان؛ وأرجو أنه لا بأس به ... !!» كذا قال!! وتعقبه الذهبي في (الميزان) قائلاً: «قلتُ: بل هو هالك!! قال الدارقطني في رواية البرقاني: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال الأزدي: واهي الحديث، وقال العقيلي: كثير الوهم» قلتُ: وراجع ترجمته في اللسان [246/ 2].

وقد تلوَّن فيه هذا الحسن!! فعاد مرة أخري ورواه فقال: «ثنا حماد بن سلمة عن عبد العزيز عن أنس به ... !!» هكذا أخرجه البزار في مسنده [3/ رقم /2339 كشف]، ثم قال: «لا نعلم أحدًا تابع الحسن بن قتيبة عن روايته عن حماد».

قلتُ: فلْيروه الحسن بن قتيبة عمَّن يشاء من النقلة ممن يروق له ويحلو!!

والعمدة في هذا الحديث إنما: هو علي الإسناد الأول من طريق أبي يعلى به ... وهو طريق قوي كما مضي بيانه.

ثم رأيت الدارقطني قد أخرج هذا الحديث في الغرائب والأفراد [1/ 165/أطرافه/الطبعة التدمرية]، ثم قال: «تفرد به المستلم بن سعيد عن حجاج الأسود عن ثابت».

قلتُ: ومستلم هذا: مضي أن الإمام أحمد وثقه، وكذا وثقه ابن حبان وقال: (ربما خالف) وقال النسائي: (لا بأس به) وقال ابن معين في رواية إسحاق بن منصور عنه: (صويلح) وقال في رواية ابن محرز عنه: (ليس به بأس) ونقل عنه ابن شاهين في (الثقات) أنه قال: (صالح) وكان المستلم عابدًا زاهدًا صاحب أحوال ومجاهدة؛ ومثله يُحتمل له التفرد إن شاء اللَّه؛ وما علمتُ له حديثًا أخطأ فيه أو أنكروه عليه!! اللَّهم إلا حديثًا واحدًا وهم في إسناده علي بعضهم!! راجع علل الدارقطني [351//11].

وقد أخطأ من زعم: أن طريقة الدارقطني في «الغرائب والأفراد» تشبه طريقة العقيلي وابن عدي وابن حبان في كتبهم في «الضعفاء»! حيث يسوقون في ترجمة الراوي: طرفا من أحاديثه التي يُضعَّفُ بها! أو ما أنكرها عليه النقاد!

بل الذي هضمتُه مِنْ تصرُّف الدارقطني في كتابه المشار إليه: أن همه منصرف إلى سرد مطلق الأحاديث الغرائب والأفراد، سواء الصحيح منها أو ما دون ذلك! - وإن كان الصحيح منها قليل في كتابه! - ولذلك: تراه ذكر طائفة من أحاديث «الصحيحين» من تلك الطرق التي أخرج بها الشيخان هذه الأحاديث! بل قد ينص هو بنفسه على صحة ذلك الطريق الذي يستغربه أو يجزم بتفرد بعض الثقات به! فمن ذلك:

1 - أنه ذكر حديث «حديث أنس قال: والله إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارع القوم قبل أن يقتلوا.» الحديث .... ثم قال: «تفرد به سليمان بن المغيرة عن أنس عنه، وهو صحيح، أخرجه مسلم عن

عمر بن إبراهيم بن سليط وشيبان بن فَرُّوخ عن سليمان» راجع أطراف الغرائب [1/ 47/الطبعة التدمرية]

2 - ومنها: أنه ذكر حديث مالك بن أوس بن الحَدَثان عن عمر: «أنه أخرج مائة دينار يصرفها ... » الحديث .... ثم قال: «تفرد به إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري، وهو صحيح عنه.» راجع أطراف الغرائب [1/ 67]

3 - ومنها أنه ذكر حديث أنس: «قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أُبَيّ تعوده ... الحديث .... » ثم قال: «تفرد به معتمرعن أبيه، وهو صحيح، أخرجه البخاري ومسلم من حديثه عن أبيه.» راجع أطراف الأفراد [1/ 195].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير