ـ[الدارقطني]ــــــــ[17 - 12 - 09, 09:45 ص]ـ
207 - السلسلة الصحيحة (6/حديث2746) قال رحمه الله: ("كان يكتحل وتراً". أخرجه البزار في"مسنده" (ق 280/ 2 - كشف الأستار):حدثنا محمد بن أبي الوليد الفحام حدثنا الوضاح بن يحيى حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن أنس قال: فذكره مرفوعاً. وقال:"لا أعلم رواه إلا أبو الأحوص عن عاصم ".قلت: وهما ثقتان من رجال الشيخين، وأبو الأحوص اسمه سلام بن سليم الحنفي الكوفي، وعاصم هو ابن سليمان الأحول، وعلّة الحديث من الوضاح بن يحيى، وبه أعلّه الهيثمي، فقال في"مجمع الزوائد" (5/ 96):" رواه البزار، وفيه وضاح بن يحيى، وهو ضعيف".ومحمد بن أبي الوليد نسب إلى جدّه، فإنه محمد بن الوليد بن أبي الوليد الفحام البغدادي، وهو من شيوخ النسائي،وقال فيه:"لا بأس به".قلت: وأنا أخشى أن يكون وهم في إسناده، فقد خالفه فيه من هو أوثق منه، فقال ابن جرير الطبري في"تهذيب الآثار" (2/ 99 / 1251) حدثني محمد ابن إسحاق قال: حدثنا وضاح بن حسان الأنباري، قال: حدثنا سلام أبوالأحوص عن عاصم بن سليمان عن حفصة بنت سيرين عن أنس بن مالك به و زاد:"وكان ابن سيرين يكتحل مرتين في كل عين، و يقسم بينهما واحدة ".ومحمد بن إسحاق هذا هو الصنعاني، وهو ثقة ثبت من شيوخ مسلم و الأربعة، وقد خالف الفحام في موضعين من إسناده: الأول: أنه زاد فيه"عن حفصة بنت سيرين " بين عاصم وأنس. والآخر: قال: وضاح بن حسان الأنباري، مكان: وضاح بن يحيى. وقد تابعه محمد بن سعد العوفي عليهما، فقال: حدثنا وضاح بن حسان الأنباري به أخرجه الخطيب في ترجمة الأنباري هذا من"تاريخ بغداد" (13/ 496) برواية جمع آخرمن الثقات، وذكر عن العوفي أنه قال في الوضاح:"كان عابداً ".وعن يعقوب بن سفيان -وهو الفسوي- أنه كان مفضلاً، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 41) جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحافظ في"اللسان":"وأشار ابن عدي في ترجمة جارية بن هرم إلى أنه كان يسرق الحديث".والزيادة الموقوفة على ابن سيرين، قد صحّت عنه، فقال ابن أبي شيبة في"المصنف" (8/ 599 / 5686):أبو معاوية عن عاصم عن ابن سيرين به نحوه.وبهذا الإسناد عن عاصم عن حفصة عن أنس أنه كان يكتحل ثلاثاً في كل عين. وقد روي هذا من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف جداًّ، وهو مخرج في"الإرواء" (76)،وزدت لضعفه بيانا في " الصحيحة" (2/ 215 - 227) رددت فيه على تصحيح الشيخ أحمد شاكر إياه وتوثيقه لراويه عباد بن منصور بما لا تجده في كتاب آخر. والزيادة الموقوفة على ابن سيرين قد رواها بعض الضعفاء مرفوعة، ألا وهو عمر ابن حبيب قال: حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال: سألت أنساً عن كحل النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال:"كان صلى الله عليه وسلم يكتحل في اليمنى ثنتين، وفي اليسرى ثنتين، و واحدة بينهما".أخرجه ابن عدي في"الكامل" (ق 244/ 2) وقال:"لا أعلم يرويه عن ابن عون غير عمر بن حبيب، وهو حسن الحديث، يكتب حديثه مع ضعفه".وقال الحافظ في"التقريب":"ضعيف".هذا، ولحديث الترجمة شاهد من حديث عقبة من فعله صلى الله عليه وسلم. وآخر من قوله، وقد مضيا في المجلد الثالث (رقم 1260).وله بعض شواهد أخرى، فيها بيان أن الإتيان ثلاثا في اليمنى، و اثنتين في اليسرى، تقدم تخريجها في المجلد الثاني برقم (633)،وذكرت تحته كشاهد حديث الترجمة هذا من رواية البزار، فلما وجدت الاختلاف بين إسناده وإسناد ابن جرير والخطيب رأيت أنه لابدّ من تخريجه من جديد، و تحرير القول فيه على النحو الذي سبق بيانه. والله الموفق. وحديث عقبة المشار إليه، قد ذكرت هناك أن إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة و سوء حفظه، و قد وجدته الآن من رواية ابن وهب عنه بإسناده المتقدم مرفوعاً من قوله صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن جرير الطبري في"تهذيب الآثار" (2/ 99 / 1249).فصحّ بذلك الحديث و الحمد لله، لأن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه العبادلة، و ابن وهب منهم و مثلهم قتيبة بن سعيد كما سيأتي نقله عن الحافظ الذهبي تحت الحديث (2843).ثم أخرجه ابن جرير (2/ 100 / 1253) من طريق ابن وهب أيضاً قال: أخبرني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة و الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن جبير عن عقبة مرفوعاً من فعله صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد صحيح أيضاً، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير ابن لهيعة، وقد عرفت أنه صحيح الحديث برواية ابن وهب عن. وتقدم هناك من غير هذه الرواية عن ابن لهيعة، ولم يقرن الحارث بن يزيد مع ابن هبيرة.وبالجملة فهذا شاهد قوي لحديث الترجمة: فالحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله، وأن يدخلني الجنة برحمته إنه رحيم غفور).
قلت:حديث أنس بن مالك الصحيح أنه موقوف، قاله الدارقطني في كتاب"العلل".
قال أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب"المصنف":حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن حفصة:"عن أنس أنه كان يكتحل ثلاثاً في كل عين ".
وقد ذكرها الشيخ-رحمه الله-.
وفي كتاب "العلل" (12/ص256 - 257 - سؤال2687) ما نصّه:"وسئل عن حديث حفصة بنت سيرين، عن أنس بن مالك قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل وتراً".
فقال: يرويه عاصم الأحول، واختلف عنه:
فرواه أبو الأحوص، عن عاصم، عن حفصة، عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قاله وضاح بن حسن، عن أبي الأحوص.
ورواه الثوري عن عاصم، واختلف عنه:
فرواه أسود بن عامر، عن الثوري، عن عاصم، عن أم الهذيل-وهي:حفصة بنت سيرين-، عن أنس موقوفاً عليه.
وخالفه الفريابي فرواه عن الثوري، عن عاصم، عن أم العالية، عن أنس ورفعه.
وقوله:"أم العالية"، وَهمٌ، وإنما هي:"أم الهذيل"، وهي:"حفصة".
ورواه عليّ بن مسهر، عن عاصم، عن حفصة، عن أنس موقوفاً. وهو الصحيح ".
يتبع إن شاء الله تعالى .............
¥