تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: ولهذا الحديث خلاف في إسناده غير قادح في صحّته، بيّنه الدارقطني فقال:"وروي عن إسماعيل بن عياش، عن الثوري، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر، عن المقدام بن معدي كرب: في الضيف. ولا يصحّ هذا الإسناد، وإنّما رواه الثوري، عن منصور، عن الشعبي، عن المقدام ".

يتبع إن شاء الله تعالى .............

ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 01 - 10, 08:43 ص]ـ

228 - السلسلة الصحيحة (1/حديث490) قال رحمه الله: ("يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة".أخرجه ابن سعد في"الطبقات" (1/ 192 - طبع بيروت):أخبرنا وكيع بن الجراح: أخبرنا الأعمش عن أبي صالح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

قلت: وهذا إسناد صحيح مرسل.

وكذلك أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " (ق 106/ 2) قال: أنبأناإبراهيم أنبأنا وكيع به.

وإبراهيم هذا هو ابن عبد الله أبو إسحاق العبسي كمافي إسناد حديث قبل هذا عنده. وهو إبراهيم بن عبد الله بن بكير بن الحارث العبسي، وهو آخر أصحاب وكيع وفاة، توفي سنة تسع و سبعين و مائتين كما في"الشذرات" (2/ 174).وله جزء من حديث وكيع بن الجراح، يرويه أبو عمرو الحسن بن علي بن الحسن العطار عنه عن وكيع.وقد أخرج هذا الحديث فيه (ق 134 /) عن وكيع به إلا أنه وصله فقال:"عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله وسلم".

وقد وجدت له متابعين عن وكيع:

الأول: عبد الله بن أبي عرابة الشاشي قال حدثنا وكيع به.

أخرجه أبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري في"الفوائد المنتقاة" (157/ 2):حدثنا عبد الله بن محمد بن أسد قال: حدثنا حاتم بن منصور الشاشي أبو سعيد قال: حدثنا عبد الله بن أبي عرابة الشاشي.وعبد الله هذا أورده السمعاني في"الشاشي"فقال:"هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون يقال: لها (الشاش)،وهي من ثغور الترك، خرج منها جماعة كثيرة من أئمة المسلمين منهم عبد الله بن أبي عرابة الشاشي، رحل إلى مرو و العراق، و سمع علي بن حجر و أحمد بن حنبل، روى عنه أهل بلده،ومات سنة (286) ".لكن الراوي عنه حاتم بن منصور لم أجد له الآن ترجمة.

والآخر: عبد الله بن نصر: حدثنا وكيع به.

أخرجه ابن عدي في"الكامل" (ق 223/ 1): حدثنا عمر بن سنان المنبجي حدثناعبد الله بن نصر به. وقال:"وهذا غير محفوظ عن وكيع عن الأعمش، إنما يرويه مالك بن سعير عن الأعمش".يعني أنه غير محفوظ عن وكيع عن الأعمش هكذا موصولاً، و إنما يرويه مالك بن سعير عن الأعمش به موصولاً. لكن مجيئه من الطريقين السابقين عن وكيع موصولا مما يقوي رواية ابن نصر هذا.وعليه فيكون مالك بن سعير قد تابعه على وصله،وتكون روايته مرجحة لرواية الوصل عن وكيع على رواية الإرسال عنه، والله أعلم.

وقد أخرجه ابن الأعرابي في"معجمه" (247/ 2) وأبو عروبة الحراني في"حديثه" (ق 98/ 1) وابن الحمامي في"جزء منتخب من مسموعاته" (ق 35/ 1) والرامهرمزي في"الأمثال" (ق 21/ 1) والحاكم في"المستدرك"والقضاعي في"مسند الشهاب" (ق 96/ 1) وابن عساكر في"تاريخ دمشق" (2/ 97 / 1) من طريق أبي الخطاب زياد بن يحيى الحساني حدثنا مالك بن سعير حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.

وقال ابن الحمامي:" تفرد به مجوّداً مرفوعاً مالك بن سعير عن الأعمش، ورواه وكيع عن الأعمش عن أبي صالح موقوفاً".كذا قال،وهو إنما يعني مرسلاً كما تقدم في رواية ابن سعد، وأيضاً فالوقف في مثل هذا الحديث لا يعقل، كما هو ظاهر.

وقال الحاكم:"صحيح على شرطهما، فقد احتجّا جميعاً بمالك بن سعير، والتفرد من الثقات مقبول".ووافقه الذهبي.

وأقول: مالك بن سعير صدوق كما قال أبو زرعة و أبو حاتم، لكن البخاري لم يحتجّ به، وإنما أخرج له متابعة، ومسلم إنما روى له في"المقدمة"،فمثله يحتج به إذا تفرّد ولم يخالف، فإن رجّحنا رواية وكيع المرسلة، فيكون مالك قد خالفه فتكون روايته شاذة، ورواية وكيع المرسلة هي المحفوظة، وإن رجّحنا رواية وكيع الموصولة فتتفق الروايتان، ويكون كل منهما شاهدا للآخر، وهذا هو الأرجح عندي، لأن اتفاق ثلاثة من الرواة على روايته عن وكيع موصولاً،يبعد في العادة أن يتفقوا على الخطأ، ولو كان في بعضهم ضعف بدون تهمة، أو في بعض الرواة عنه فإذا انضم إلى ذلك رواية مالك بن سعير قوي الحديث و ارتقى إلى درجة الحسن أو الصحة، و الله أعلم).

قلت: الصواب في هذا الحديث أنّه مرسلٌ، كذا قال:"البخاري، والدارقطني":

قال الترمذي في كتاب"العلل الكبير": (حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، حدثنا مالك بن سعير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة").

قال الترمذي:" سألت محمداًّ -يعني: البخاري- عن هذا الحديث، فقال:يروون هذا عن أبي صالح، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً ".

وفي كتاب"العلل" للدارقطني (10/ 105 - 106 - سؤال1897) ما نصّه: (وسئل عن حديث أبي صالح، عن أبي هريرة:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا رحمة مهداة ".

فقال: يرويه الاعمش، واختلف عنه:

فرواه مالك بن سعير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

وخالفه وكيع، فرواه عن الاعمش عن أبي صالح عن [النبي صلى الله عليه وسلم] مرسلاً، وهو الصواب.

ورواه بعض الحروريين عن وكيع، فوهم فيه، قال فيه، قال: عن سفيان عن الاعمشعن أبي صالح عن أبي هريرة.

والصحيح ما قلنا). -يعني مرسلاً- والله أعلم.

يتبع إن شاء الله تعالى .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير