قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبدالعزيز الجروي، فهو من شيوخ البخاري. والحديث أخرجه ابن ماجة (1/ 313) وأحمد (6/ 89) من طريق إسماعيل بن عياش حدثنا هشام بن عروة به في حديث يأتي برقم (2532) ولفظه:" إن الله و ملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف، ومن سدّ فرجة رفعه الله بها درجة".وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن الحجازيين، وهذه منها. وأخرجه الطبراني في"الأوسط" (1/ 32 / 2 مجمع البحرين) عن أحمد بن محمد القواس حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن عروة به نحوه بتمامه. وقال:"لم يروه عن المقبري إلا ابن أبي ذئب، ولا عنه إلا الزنجي تفرد به القواس".
قلت: ولم أعرفه الآن و سائر رجاله ثقات غير الزنجي ففيه ضعف من قبل حفظه. والحديث قال الهيثمي:"رواه الطبراني في"الأوسط"،وفيه مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف، وقد وثّقه ابن حبان".ثم وجدت للحديث شاهداً من حديث إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن مريم عن أبيه عن جده عن غانم بن الأحوص أنه سمع أبا صالح السمان يقول سمعت أبا هريرة يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:فذكره بلفظ ابن عياش إلا أنه قال:"ولا يصل عبد صفاًّ إلا رفعه الله به درجة، وذرت عليه الملائكة من البر".رواه الطبراني في" الأوسط" (3924).وإسناده ضعيف، غانم بن الأحوص مجهول كما قال أبو حاتم، والسند إليه مظلم. والجملة الأولى منه لها شاهد من حديث عبد الله بن زيد مرفوعاً به. أخرجه الطبراني أيضا (5199)).
قلت:هذا الحديث مرسل رواه:" عروة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-"، قاله الدارقطني:
ففي كتاب "العلل" للدارقطني (14/ 109 - سؤال3457) ما نصّه: (وسئل عن حديث عروة، عن عائشة، عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "من سدّ فرجة بنى الله له بيتاً في الجنة".
فقال: يرويه ابن أبي ذئب، واختلف عنه:
فرواه يحيى بن حسان التنيسي، عن وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وخالفه ابن وهب، فرواه عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عروة، عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ... مرسلاً.
وقول ابن وهب أشبه بالصواب).
أقول:بل تابعَ "وكيعٌ" "عبدَالله بن وهب"، على وجه الإرسال:
قال أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف": حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عروة بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سد فرجة في صف رفع الله بها درجة أو بنى له بها بيتا في الجنة".
فائدة: وهناك لونٌ آخر من المخالفة، لم يُشر إليه الدارقطني، وهو: ما رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" " من طريق أحمد بن محمد القواس، حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً بلفظ: "من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة، وبنى له بيتا في الجنة".
أقول: قد خالف مسلم الزنجي كل من:"عبدالله بن وهب، ووكيع-في إحدى الروايتين عنه- "، فرواه موصولاً مرفوعاً، والصواب رواية: عبدالله بن وهب ومن تابعه،وهي الإرسال:"عروة بن الزبير، عن النبي-صلى الله عليه وسلم-" كما رجّح الدارقطني، والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى ..............
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 02 - 10, 10:04 م]ـ
244 - السلسلة الصحيحة (/حديث2724) قال رحمه الله: ("كان يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا و أن نصلح صنعتها و نطهرها". أخرجه أحمد (5/ 371) من طريق ابن (الأصل: أبي!) إسحاق: حدثني عمربن عبد الله بن عروة بن الزبير عن جده عروة عمن حدثه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت:وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، و هو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث كما هنا، وجهالة الصحابي لا تضر، على أنه يحتمل احتمالا قويا أنه عائشة رضي الله عنها خالة عروة بن الزبير، فقد رواه جمع عن هشام بن عروة عن أبيه عنها بلفظ:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب".وإسناده صحيح على شرط الشيخين كما حققته في"صحيح أبي داود" (479) وله هناك شاهد من حديث سمرة بن جندب، ورواه البيهقي، وقال (2/ 440):"والمرادبـ (الدور) قبائلهم و عشائرهم").
قلت: هذا الحديث: الأصحّ أنه مرسل:"عروة بن الزبير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم"، قاله:"أبو حاتم الرازي، والترمذي، والدارقطني":
قال أبن أبي حاتم في كتاب "العلل" (ح481): (سألت أبي عن حديث؛ رواه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، عن مالك بن سعير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور".
قال أبي: إنما يروى عن عروة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً).
وقال الترمذي في كتاب "الجامع": حدثنا محمد بن حاتم المؤدب البغدادي قال: حدثنا عامر بن صالح الزبيري قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:"أمر رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ببناء المساجد في الدّور، وأن تنظّف وتطيّب".
قال الترمذي: حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة، ووكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه:"أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- أمر .. " فذكر نحوه.
قال الترمذي:"وهذا أصحّ من الحديث الأول" -يعني المرسل أصحّ من الموصول-.
وفي كتاب"العلل" للدارقطني (14/ 155 - 156 - سؤال3493) ما نصّه: (وسئل عن حديث عروة، عن عائشة:"أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- أمر ببناء المساجد في الدور، وأن تطيّب، وتنظّف".
فقال: يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه:
فرواه الثوري، وزائدة بن قدامة، وعبدالله بن المبارك، وابن عيينة، ومالك بن سعير، وعامر بن صالح بن عبدالله بن عروة بن الزبير، ويونس، وحبان بن علي العنزي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
والصحيح عن جميع من ذكرنا، وعن غيرهم: عن هشام، عن أبيه مرسلاً، عن النبي-صلى الله عليه وسلم-.
وقيل: عن قران بن تمام، عن هشام، عن أبيه، عن الفرافصة، عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، ولا يصحّ).
يتبع إن شاء الله تعالى .............
¥