تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الدارقطني]ــــــــ[09 - 03 - 10, 08:01 ص]ـ

266 - السلسلة الضعيفة (8/حديث3580) قال رحمه الله: ("خيركم في المئتين كل خفيف الحاذ؛ الذي لا أهل له ولا ولد". رواه عباس الترقفي في "حديثه" (1/ 2): حدثنا رواد بن الجراح، عن سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعاً. ومن طريق الترقفي رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (180/ 2)،وكذا أبو القاسم المهراني في"الفوائد المنتخبة (2/ رقم11 - من نسختي)،وابن عدي (141/ 1)،والخطيب في"التاريخ" (6/ 198و11/ 225)،وابن عساكر (2/ 131/ 2و6/ 143/ 1)،والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (122/ 1)،وقال المهراني:"هذا حديث غريب من حديث سفيان بن سعيد الثوري، تفرّد بروايته رواد عن الثوري،وقد رواه عنه غيره".

ورواه العقيلي أيضاً (137) من طريق رواد به، وروى عن الإمام أحمد أنه قال في رواد:"لا بأس به، صاحب سنة؛إلا أنه حدّث عن سفيان بأحاديث مناكيرثم ساق له هذا الحديث وقال:"حديث باطل".وكذا قال الذهبي. وقال ابن أبي حاتم (2/ 420):"قال أبي: هذا حديث منكر".وقال في مكان آخر (2/ 132) كما قال أحمد:"هذا حديث باطل".ونقل الذهبي في"الميزان"عن أبي حاتم أنه قال:"منكر لا يشبه حديث الثقات، وإنما كان بدو هذا الخبر فيما ذكر لي: أن رجلا جاء إلى رواد، فذكر له هذا الحديث، فاستحسنه وكتبه، ثم حدّث به بعد، يظن أنه من سماعه".

قلت:وذلك لأنه كان اختلط. وقد روى نحو هذا الذي قاله أبو حاتم ابن جرير الطبري في "تفسيره"تحت حديث آخر ضعّفه ابن كثير به، سيأتي تخريجه برقم (6550).

قلت:وقد روي موقوفاً، فقال الحاكم في "المستدرك" (4/ 486): أخبرنا أبو عبدالله الصفار: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة: حدثنا الحسن بن الوليد:حدثنا سفيان، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:"يأتي على الناس زمان يغبط فيه الرجل لخفة حاله، كما يغبط الرجل اليوم بالمال والولد".قال: فقال له رجل: أي المال يومئذ خير؟ قال: "سلاح صالح، وفرس صالح، يزول معه أينما زال".وقال:"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"! وكذا قال الذهبي في"تلخيصه"!

وفيه نظر، بل هو إسناد ضعيف مظلم، وبيان ذلك من وجوه:

الأول: أن أبا الزعراء اثنان؛متقدم، واسمه عبدالله بن هاني الكندي الأسدي، أبو الزعراء الكبير، له رواية عند الترمذي وغيره، عن ابن مسعود وهو صدوق؛ كما قال أبو حاتم.

وأما المتأخر فاسمه: عمرو بن عمرو، ويقال: ابن عامر بن مالك بن نضلة الجشمي أبو الزعراء الكوفي الأصغر، وهو مجهول لا يعرف،وإن ذكره ابن حبان في "الثقات"هو والذي قبله، على أنه قد ذكرهما في الطبقة الثالثة،مشيراً بذلك إلى انقطاعه، وقد ذكروا في ترجمته أنه لم يرو عنه غير ابن أخته سلمة بن كهيل.

لكن الحديث هنا من رواية سفيان، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود، وهذا مما لا يعرف؛ لأنه على ذلك يكون الراوي عنه إنما هو عمرو بن عمرو المتأخر طبقة؛ فقد ذكروهما في الرواة عن أبي الزعراء المتأخر طبقة، وقد قال الحافظ المزي (16/ 242):

"وأما أبو الزعراء الأكبر هذا؛ فلا تعرف له رواية إلا عن ابن مسعود وعمر بن الخطاب، ولا يعرف له راو؛ إلا سلمة بن كهيل، ولم يدركه سفيان بن عيينة، ولا أحد من أقرانه".

قلت:ولعل العلة في هذا الخلط من الآتي ذكره،وهو:

الوجه الثاني: (محمد بن إبراهيم بن أرومة)؛ فقد جهدت في البحث عن ترجمة له، دون الوقوف عليها، مع أنهم قد ترجموا لأبيه (إبراهيم بن أرومة)، وهو الأصبهاني الحافظ، كما ترجموا للراوي عنه شيخ الحاكم (أبي عبدالله الصفار)، انظر "تاريخ الإسلام" (25/ 179)،و"تذكرة الحفاظ" (2/ 628).

ثم إنّ (الحسن بن الوليد)،كذا وقع في "المستدرك"، وله ترجمة قصيرة في "أخبار أصبهان" لم أتمكن منها من الحكم عليه بأنه هو؛ بينما جاء في"تهذيب الكمال" (6/ 495 - 496):الحسين بن الوليد القرشي مولاهم أبو علي،ويقال: أبو عبدالله الفقيه النيسابوري. ثم ذكر في شيوخه سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة.

ومن هذا التحقيق يتبين أن العلامة (سراج الدين) المعروف بـ (ابن الملقن)؛ إنما لم يورد هذا الحديث في كتابه "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبدالله الحاكم" لأنه لم يضعه هو ليستدرك على المختصر كما هو صريح عنوان الكتاب.وقد اغتر بالتصحيح المتقدم بعض الكتاب من المغرب في كلمة نشرتها له جريدة "المسلمون" بتاريخ السبت 28/ذي الحجة 1418 العدد (690)، والكلمة نافعة لكنه تسرع، فقال بعد أن نقل تصحيح الحاكم و الذهبي:"وهذا من الموقوف الذي له حكم الرفع؛ إذ لا مجال للرأي فيه".

قلت: وهذا فيه نظر لو صحّ، فكيف وفيه ما علمت من العلل).

قلت:تعليقي سيكون على أثر:"عبدالله بن مسعود"-رضي الله عنه-، وهو صحيح عن ابن مسعود-رضي الله عنه-:

قال المعافى بن عمران الموصلي في كتاب "الزهد" (ص186 - ح14): حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود قال: (يأتي زمانٌ يُغبط فيه الرجل بخفّةِ حاله، كما يُغبط اليوم بالمال والولد ". فقيل له: فأيُّ المال يومئذٍ خير؟ قال: فرسٌ صالح، وسلاحٌ صالح، يزولُ عليه العبد أينما كان).

وقال نعيم بن حماد في كتاب "الفتن": حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل،عن أبي الزعراء، عن عبد الله قال:"خير المال يومئذ فرس صالح، وسلاح صالح يزول عليه العبد أين مازال".

أقول: هذا إسناد حسن، وقد وقع سقط في سند الحاكم في"المستدرك" فيما يظهر لي وهو:"سلمة بن كهيل"، ويُنظر تعليق الشيخ-رحمه الله- على أثر ابن مسعود هذا فهو في غاية الدقة، والله أعلم.

يتبع إن شاء الله تعالى .............

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير