ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 06:13 ص]ـ
واختم نقولاتي لك بهذا النقل القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من كتابه الصارم المسلول، طبعة دار ابن حزم وتحقيق الحلواني وشودري, وتقديم العلامة الشيخ بكر أو زيد رحمه الله والشيخ محمد سعيد القحطاني.
مع العلم أن ما كان بي [] وبلون أحمر فهو ليس من كلام شيخ الإسلام.
قال شيخ الإسلام:
((اختلف أهل العلم: هل كان النبي صلى الله عليه و سلم أقره على أن يكتب شيئا غير ما ابتدأه النبي صلى الله عليه و سلم بإكتابه؟ و هل قال له شيئا؟ على قولين:
[القول الأول: أن ذلك كله افتراء، ولم يقع البتة، ولم يقره عليه الصلاة والسلام أبدا، ولم يقل له شيئا. - وقد سبق نقل ذلك عن القاضي عياض رحمه الله-، وقد ضعف هذا القول شيخ الإسلام رحمه الله]
أحدهما: أن النصراني وابن أبي سرح افتريا على رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك كله، وأنه لم يصدر منه قول فيه إقرار على كتابه غير ما قاله أصلا، و إنما لما زين لهما الشيطان الردة افتريا عليه لينفرا عنه الناس، ويكون قبول ذلك منهما متوجها، لأنهما فارقاه بعد خبرة، وذلك أنه لم يخبر أحد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: " هذا الذي قتله ـ أو كتبته ـ صواب" وإنما هو حال الردة أخبر أنه قال له ذلك، و هو إذ ذاك كافر عدو يفتري على الله ما هو أعظم من ذلك، يبين ذلك أن الذي في الصحيح أن النصراني يقول: [ما يدري محمد إلا ما كتبت له]، نعم ربما كان هو يكتب غير ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم ويغيره ويزيده وينقصه، فظن أن عمدة النبي صلى الله عليه وسلم على كتابه مع ما فيه من التبديل، ولم يدر أن كتاب الله آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، وأنه لا يغسله الماء، وأن الله حافظ له، وأن الله يقرئ نبيه فلا ينسى إلا ما شاء الله مما يريد رفعه ونسخ تلاوته، وأن جبريل كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن كل عام، وأن النبي صلى الله عليه و سلم إذا نزل عليه آية اقرأها لعدد من المسلمين، يتواتر نقل الآية بهم.
وأكثر من نقل هذه القصة من المفسرين ذكر أنه كان يملي عليه [سميعا عليما] فيكتب هو [عليما حكيما] وإذا قال: [عليما حكيما] كتب [غفورا رحيما] وأشباه ذلك و لم يذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له شيئا.
قالوا: و إذا كان الرجل قد عُلِمَ أنه من أهل الفرية والكذب حتى أظهر الله على كذبه آية بينة، والروايات الصحيحة المشهورة لم تتضمن إلا أنه قال عن النبي صلى الله عليه و سلم ما قال أو أنه كتب ما شاء، فقد علم أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقل له شيئا.
قالوا: وما روى في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه و سلم قال فهو منقطع، أو معلل، ولعل قائله قاله بناء على أن الكاتب هو الذي قال ذلك، ومثل هذا يلتبس الأمر فيه، حتى يشتبه ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم وما قيل: إنه قاله، وعلى هذا القول فلا سؤال أصلا.
[القول الثاني: هو صحة القصة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال له شيئا، ثم أجاب رحمه الله عن ذلك بأجوبة، أرجحها أن ذلك من باب الأحرف السبعة]
القول الثاني: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له شيئا فروى الإمام أحمد و غيره من حديث حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس: ((أن رجلا كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أملى عليه [سميعا عليما] يقول: كتبت [سميعا بصيرا] قال: دعه، وإذا أملى عليه [عليما حكيما] كتب [عليما حكيما]، قال حماد: نحو ذا.
قال: وكان قد قرأ البقرة و آل عمران وكان من قرأهما فقد قرأ قرآنا كثيرا، فذهب فتنصر وقال: لقد كنت أكتب لمحمد ما شئت فيقول: [دعه].
فمات فدفن فنبذنه الأرض مرتين أو ثلاثا، قال أبو طلحة: فلقد رأيته فوق الأرض)). رواه الأمام أحمد
¥