وأول من تكلم في مدلولات ألفاظ الجرح والتعديل هو الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي حيث قال: (وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى):
- فإن قيل للواحد أنه ثقة أو متقن ثبت فهو ممن يحتج بحديثه.
- وإن قيل إنه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهي المنزلة الثانية.
- وإن قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية.
- وإن قيل صالح الحديث فهو ممن يكتب حديثه للاعتبار.
ثم قسم مراتب التجريح إلى أربع مراتب وهي:
• وإن أجابوا في الرجل بلين الحديث فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه اعتبارا.
• وإن قالوا ليس بقوي فهو بمنزلة الأولى في كتب حديثه إلا إنه دونه.
• وإن قالوا ضعيف الحديث فهو دون الثاني لا يطرح حديثه بل يعتبر به.
• وإن قالوا متروك الحديث أو ذاهب الحديث أو كذاب فهو ساقط الحديث لا يكتب حديثه وهي المنزلة الرابعة.
وقد ارتضى ابن الصلاح هذا التقسيم الذي وضعه ابن أبي حاتم إلا أنه زاد عليه في بعض المراتب ألفاظا أخرى.
- ففي المرتبة الأولى من مراتب التعديل علق على كلام ابن أبي حاتم بقوله: (وكذا إذا قيل (ثبت) أو (حجة) وكذا إذا قيل في العدل أنه (حافظ) أو (ضابط).
- وزاد عليه في المرتبة الرابعة عدة صيغ وهي:
(فلان روى عنه الناس) و (فلان وسط) و (فلان مقارب الحديث) و (فلان ما أعلم به بأسا).
وفي ألفاظ الجرح زاد عليه:
- في المرتبة الأولى (فلان ليس بذاك) (فلان ليس بذاك القوي) (فلان فيه ضعف) (فلان في حديثه ضعف).
- وفي المرحلة الثانية (فلان لا يحتج به) (فلان مضطرب الحديث).
- وفي المرتبة الثالثة (فلان لا شيء) (فلان مجهول).
أما الإمام الذهبي فقد قسم مراتب الألفاظ في الجرح والتعديل على النحو الآتي:
فأعلى العبارات في الرواة المقبولين:
أولا: (ثبت حجة) و (ثبت متقن) و (وثقة متقن) و (ثقة ثقة).
ثانيا: ثم (ثقة).
ثالثا: ثم (صدوق) و (لا بأس به) و (ليس به بأس).
رابعا: ثم (محله الصدق) و (جيد الحديث) و (صالح الحديث) و (شيخ وسط) و (شيخ حسن الحديث) و (صدوق إن شاء الله) و (صويلح) ونحو ذلك.
ثم ذكر ألفاظ الجرح مبتدأ بأقل مراتب الجرح وصولا إلى أقواها وأشدها فقال:
1. (يضعف) (فيه ضعف) (قد ضعف) (ليس بالقوي) (ليس بحجة) (ليس بذاك) (تعرف وتنكر) (فيه مقال) (تكلم فيه) (لين) (سيئ الحفظ) (لا يحتج به) (اختلف فيه) (صدوق لكنه مبتدع).
2. (ضعيف) (ضعيف الحديث) (مضطر به) (منكره).
3. (واه بمرة) (ليس بشيء) (ضعيف جدا) (ضعفوه) (ضعيف واه) (منكر الحديث).
4. (متروك) (ليس بثقة) (سكتوا عنه) (ذاهب الحديث) (فيه نظر) (هالك) (ساقط).
5. (متهم بالكذب) (متفق على تركه).
6. (دجال) (كذاب) (وضاع) (يضع الحديث).
أما الإمام ابن حجر فقد جعل مراتب الألفاظ اثنتي عشرة مرتبة. ست منها في الجرح وست في التعديل، وهي:
1.الصحابة.
2.من أكد مدحه بأفعل التفضيل (كأوثق الناس) أو بتكرير الصفة لفظا كـ (ثقة ثقة) أو بمعنى (كثقة حافظ).
3.من أفرد بصفة (كثقة) أو (متقن) أو (ثبت) أو (عدل).
4.من قصر عن درجة الثالثة قليلا (صدوق) أو (لا بأس به) أو (ليس به بأس).
5.من قصر عن درجة الرابعة قليلا (صدوق سيئ الحفظ) (صدوق يهم) أو (له أوهام) أو (يخطئ) أو (تغير بآخره).
6.من ليس له من الحديث إلا قليل ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله مقبول حيث يتابع وإلا (فلين الحديث).
7.من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق (مستور) أو (مجهول الحال).
8.من لم يوجد فيه توثيق لمعتبر ووجد فيه إطلاق الضعف ولو لم يفسر (ضعيف).
9. من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق (مجهول).
10.من لم يوثق البتة وضعف مع ذلك بقادح (متروك) أو (متروك الحديث) أو (واهي الحديث) أو (ساقط).
11.من اتهم بالكذب.
12.من أطلق عليه اسم الكذب والوضع.
وأخيرا فقد جعل الإمام السخاوي مراتب ألفاظ التعديل ستا ومراتب التجريح وهي الآتية:
الأولى: ما أتى بصيغة أفعل التفصيل (أوثق الناس) (أثيت الناس) (أصدق من رأيت من البشر)، ويلتحق بها (إليه المنتهى في التثبت) و (لا أعرف له نظيرا في الدنيا).
الثانية: لا يسأل عن مثله.
الثالثة: (ثقة ثبت) (ثبت حجة) (ثقة ثقة).
الرابعة: (ثقة) (ثبت) (كأنه مصحف) (متقن) (حجة)، وكذا إذا قيل للعدل (حافظ) (ضابط).
¥