ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 03:52 م]ـ
لعلها تكون فائدة وربما لا تجيب على الإشكال:
قال الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره في شرحه على الموقظة:
ولا يختلف أهل العلم بالحديث أنه لا تلازم بين الغرابة وبين الضعف, فقد اتفق المحدثون على تصحيح حديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات). وهو حديث غريب, تفرد به بشرط الصحة عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم, وتفرد به عن عمر علقمة بن وقاص الليثي, وتفرد به عن علقمة محمد بن إبراهيم التيمي, وتفرد به عن محمد بن إبراهيم التيمي يحيى بن سعيد, ورواه عن يحيى جمعٌ غفير.
ومن ذلك ما رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (نهى عن بيع الولاء وعن هبته). تفرد به ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم, وتفرد به ابن دينار عن ابن عمر, والخبر متفق على صحته. فلم تكن الغرابة مسوِّغةً لتضعيفه. ومن ذلك قول أنس رضي الله عنه (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وعلى رأسه المغفر) تفرد به أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم, ورواه عن أنس الزهري, ولم يروه كبير أحد عن الزهري إلا مالك, فهذا حديث غريب, وقد اتفق البخاري ومسلم على تخريجه.
وقد ذهب جماعة من المتأخرين إلى تقسيم الغرابة إلى قسمين: غرابة مطلقة, وغرابة نسبية, وهذا لا يؤثر. فمن الغريب المطلق يجعلون حديث عمر. ومن الغريب النسبي لم يروه عن سفيان إلا ابن مهدي, وعن ابن جريج إلا ابن المبارك, ولم يروه عن ابن عمر إلا ابن دينار, ولم يروه عن أنس إلا الزهري, ولا عن الزهري كبير أحد إلا مالك, ولا يضر هذا.
المقصود أن نفهم الغرابة في الجملة, لأن الأئمة يستغربون الأحاديث لمعانٍ: فمن ذلك أن يتفرد الثقة عن أقرانه, فيستغربه الأئمة, وقد يضعفونه, وقد يقبلونه, على ما تقدم تقريره في حكم الشاذ وزيادة الثقة.
ويستغربون الحديث لغرابة متنه, ويستغربون الحديث لتفرد صدوق في أصل في الباب, ويستغربون الحديث إذا تفرد به ثقة عن ثقة إلى منتهاه, ويستغربون الحديث لنكارة في الإسناد, أو نكارة في المتن, وغير ذلك من معاني الغرابة عند أئمة السلف رحمهم الله تعالى.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[21 - 05 - 07, 10:34 م]ـ
أخي عبدالله الوائلي ...
جزاك الله الجنة ...
ـ[عويضة]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:15 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الامين وبعد
فاشكر للاخت ام عثيمين سؤالها وللاخوة اجوبتهم واطرح مسألة للنظر.
هل الغرابة هي التفرد؟
صحيح انهم اذا وصفوا الغريب قالوا تفرد به فلان لكن لمجرد الملاحظة فان ابن الصلاح ومن تبعه ذكروا الغريب قسيما للمشهور والعزيز _وهنا لا بد من الاشارة الى ان المتوتر ليس قسيما لهذه الانواع بل هو قسيم للاحاد وذاك تقسيم اخر _واورد الفرد قسيما لما له متابعة اوشاهد فبعد ذكر المتابع والشاهد قال فان لم يكن له متابع او شاهد فهو فرد من الافراد وهذا اخص من الغريب اذا لا يشترط هذا الشرط في الغريب .. هذه ملاحظة اردت اثارتها واتمنى ان تؤخذ بالاعتبار وحبذا لو يثار حولها النقاش ... مع خالص التحية
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[29 - 05 - 07, 06:01 م]ـ
الحديث الغريب: هو ما رواه متفردا بروايته فلم يرو غيره، أو تفرد بزيادة في متنه أو اسناده، قال الإمام مالك: ((شر العلم الغريب و خير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس.)) و قال الإمام أحمد ((لا تكتبوا هذه الأغاريب فإنها مناكير و أغلبها عن الضعفاء.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة:
الغريب لغة: المنفرد.
اصطلاحا ما تفرد بروايته روا في طبقات الاسناد او بعضها.
وهو على قسمين:
الفرد المطلق: وهو ما تفرد به راويه الأعلى _ أي الصحابي _ أو من وفوقه _ وهو التابعي _ سواء استمر التفرد إلى آخر الإسناد أو اشتهر بعد ذلك.
الثاني: الفرد النسبي: وهو ما تفردت به جهة عن غيرها وهو اقسام.
والمراد في هذا الموضع هو الاول.
والذي دعاني للنظر في السؤال دقته ووجاهته.
إذ تكلم أهل العلم في مناسبة ابتداء الإمام البخاري كتابه بحديث النيات واختتمه بباب الموازين تنبيها على أن الاعمال توزن يوم القيامة ويحاسب عليها العبد بناء على نيته فيها.
لكن لم ار من تنبه الى غرابة اسناده.
فتتبعت اكثر أسانيد هذه الرواية فرأيت مدارها على محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة مرفوعا وذكره.
وهو بهذا الإسناد فيما وقفت عليه لم يروه عن أبي هريرة هذا الحديث غير أبي زرعة ولم يروه عن أبي زرعة غيرعمارة ولم يروه عن عمارة غير محمد بن فضيل.
ثم اشتهر أو تواتر بعد ذلك.
وعلى هذا يعتبر هذا الاسناد من الغريب المطلق، وقد وافق هذا الاسناد بعض طبقات إسناد حديث النيات من حيث التفرد الذي يراد به الغرابة.
هل الغريب ضعيف: الجواب لا ليس كل غريب ضعيف وهذا له مبحث آخر لكن لزم التنبيه.
وحديث أبي هيررة متفق عليه وهو عند اهل السنن.
والله اعلم.
¥