تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

س: هذا السؤال عن المعنعن، وسيأتي- إن شاء الله- في مبحثه، هذا السؤال عن الفرق بين الحسن لذاته وبين الصحيح لغيره.

ج: الصحيح لغيره، كما مر معنا التمثيل أنه في أصله حسن لذاته؛ لأن راويه خف ضبطه، فإذا جاء حديث آخر في منزلته يعني: حسن لذاته أو أعلى منه صحيح، فإننا نرقيه إلى الصحيح لغيره، فهذا هو الفرق بينهما.

س: هذا السؤال عن أنه مبتدئ في طلب العلم، أو في طلب علم مصطلح الحديث، فبأي المتون يبدأ؟

ج: هو جرت العادة أن أهل العلم يبدءون بالبيقونية، ثم بالنخبة مع شرحها النزهة.

س: هذا السؤال يقول: هل هناك حديث حسن فقط، أم إن الحديث لا بد أن يكون حسنا لذاته، أو حسنا لغيره؟

ج: سبق أن الحسن، هذا لفظ عام يشمل الحسن لذاته، ويشمل الحسن لغيره، وإذا أطلقوا حسن، تارة تنصرف إلى الحسن لذاته إذا ما قيدوها، وتارة تنصرف إلى الحسن لغيره، وهذا يظهر بقرائن الأحوال إذا عددوا الطرق وكان فيها ضعف، ثم حكموا عليه بأنه حسن، فهذا يكون حسنا لغيره، وأما إذا أوردوه من طريق أحد وقالوا بأنه حسن انصرف إلى الحسن لذاته.

س: يقول هذا هل يؤخذ جرح البخاري في الإمام أبي حنيفة؟

ج: أولا: الإمام أبو حنيفة- رحمه الله- هو من الفقهاء، وليس من المحدثين، والأئمة أحمد والشافعي ومالك، هؤلاء من فقهاء المحدثين، وإن كان الإمام أحمد والإمام مالك أقرب من الإمام الشافعي، وكلهم محدث وفقيه، وأما الإمام أبو حنيفة -رحمه الله-فهو فقيه وليس بمحدث والأئمة- رحمهم الله-،أو كثير من أئمة الحديث إن لم يكن جملتهم ولم يوثقه إلا ابن معين- رحمه الله- فهو في الحديث ضعيف، في الحديث لا يقبل حديثه إذا تفرد به.

وقد ثبت بالسند الصحيح عنه- رضي الله عنه- عن أبي حنيفة أنه ذكر عن نفسه: أنه لا يضبط الأحاديث ولا يحفظها، والحافظ بن عدي- رحمه الله- ذكر أن الإمام أبا حنيفة يروي ثلاث مائة حديث لم يسلم له منها إلا ثلاثة عشر حديثا هي الصحيحة، ومن كان هذا حاله، فلا شك أن حديثه ضعيف، ولكن هذا لا يقدح في الإمام أبي حنيفة في فقه أبي حنيفة، ومعرفته بالدين والشريعة؛ لأن أهل العلم يرون أن الإمام وإن كان مجتهدا، فيجوز له تقليد غيره في تصحيح الأحاديث وتضعيفها.

والأئمة من السابق كانوا يسألون عن صحة الحديث وضعفه، ويسألون عن الرجال ولو نظرتم إلى السؤالات الموجودة، سؤالات أبي داود للإمام أحمد، سؤالات الحاكم للدار قطني، وسؤالات البرقاني للدار قطني وغيرها من السؤالات، كلها سؤالات من أئمة وحفاظ يسألونها، أو يسألون عنها أئمة أيضا حفاظا، ولم يقدح ذلك في مراتبهم، والعلماء جرت طريقتهم على الاتباع في هذا الشأن اتباع الأئمة الحفاظ.

فعلى بن المديني كثيرا ما يتبع شيخه يحيي بن سعيد القطان، وكذلك الإمام البخاري يتبع أحيانا شيخة علي بن المديني، وكذلك أبو داود يتبع شيخه الإمام أحمد وكذلك الترمذي يتبع شيخه الإمام البخاري، يسألونهم عن الأحاديث والرجال، ويأخذون بأحكامهم والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:19 ص]ـ

نقد قول الترمذي حديث حسن صحيح

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين قال الذهبي- رحمه الله تعالى-: وقول الترمذي هذا حديث حسن صحيح عليه إشكال؛ لأن الحسن قاصر عن الصحيح ففي الجمع بين السمتين لحديث واحد وأجيب عن هذا بشيء لا ينهض، وأن ذلك راجع إلى الإسناد، فيكون قد روى بإسناد حسن وبإسناد صحيح، وحينئذ لو قيل حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه لبطل هذا الجواب، وحقيقة ذلك أن لو كان كذلك أن يقال حديث حسن وصحيح، فكيف العمل في حديث يقول فيه حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه، فهذا يبطل قول من قال أن يكون ذلك بإسنادين.


بسم الله الرحمن الرحيم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير