ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 04:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
ويضاف إلى (أحلى) ما جاء في كتاب التوحيد لابن خزيمة (ص 481):
حدثنا محمد بن يحيى، أسكنه الله جنته قال: ثنا يزيد بن أبي حكيم العدني، قال: ثنا الحكم بن أبان، قال: سمعت عكرمة، يقول: سمعت ابن عباس، رضي الله عنه سئل: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ قال: نعم، قال: فقلت لابن عباس: أليس الله يقول: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار؟ قال: «لا أم لك، ذلك نوره إذا تجلى بنوره لم يدركه شيء» قال: محمد بن يحيى: امتنع عليَّ إبراهيمُ بن الحكم في هذا الحديث فخار الله لي هذا أجل منه، يعني أن يزيد بن أبي حكيم أجل من إبراهيم بن الحكم، أي أنه أوثق منه قال محمد بن يحيى، قال له ابنه يعني إبراهيم بن الحكم: تعالى حتى يحدثك، فلم أذهب.
قلت: هكذا وقعت العبارة (أجل) في الموضعين، وقد نقل هذا الكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية) 7/ 182 ولفظه فيه (أحلى) في الموضعين. ولم ينبه المحقق على اختلاف، مع أنه خرج الحديث من كتاب ابن خزيمة.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن عقيل وقرة فقال عقيل أحلى منه [تهذيب التهذيب في ترجمة قرة بن عبد الرحمن وزاد في تهذيب الكمال (مائة مرة)].
وقال أبو حاتم: جرير بن حازم صدوق صالح قدم هو والسري بن يحيى مصر، وجرير بن حازم أحسن حديثا منه والسري أحلى منه. [تهذيب الكمال في ترجمة جرير بن حازم].
فيظهر مما سبق أن (أحلى) لم يختص بها الإمام أحمد كما هو ظاهر كلامكم في أول المادة.
كما يظهر الفرق بين (أحسن) و (أحلى) في كلام أبي حاتم الأخير.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 11 - 07, 02:27 م]ـ
جزاك الله خيراً، فكم لك من فضل في إحياء موضوع ميت والتنويه بمقال خامل!
ويزاد في (لسان المحدثين) تحت مصطلح (شيخ الإسلام) ما يلي:
وأنشأ بعض الخلفاء العثمانيين سنة 828هـ هيئة دينية علمية رسمية عرفت بمشيخة الإسلام، ويلقب رئيسها بشيخ الإسلام؛ وبقيت هذه الهيئة إلى سنة 1341هـ؛ وقد ألف أحمد صدقي شقيرات كتاباً، في سِفرين كبيرين أسماه {{تاريخ مؤسسة شيوخ الإسلام في العهد العثماني (828 - 1341هـ - 1435 - 1922م)}} بين فيه (1/ 83 - 292) كيفية وأسباب تأسيس هذه المشيخة ووظائفها وشرح جملة من معاني الألقاب والوظائف المقاربة لها أو المتعلقة بها؛ ثم ترجم في بقية الكتاب لشيوخ الإسلام في الدولة العثمانية، أعني رؤساء تلك المشيخة.
قال (1/ 124): (لقد بدأت مؤسسة المشيخة العثمانية بداية بسيطة ومتواضعة وكان الهدف من تأسيسها في عهدها الأول هو إدارة شؤون الفتوى في الدولة العثمانية، فقط ---).
وذكر (1/ 130 - 131) طائفة كبيرة من العلماء الذين أُطلق عليهم هذا اللقب في العهود الإسلامية قبل العثمانيين.
وقال (1/ 133): (وقد سبقت الإشارة إلى [أن] رئيس جهاز الفتوى (المشيخة) في الدولة العثمانية قد حمل لقب (المفتي) أو (المفتي الأكبر)، وقد استمر هذا اللقب لفترة ليست بقصيرة؛ وأن أول ظهور لهذا اللقب في الدولة العثمانية كان بعد فتح استانبول، في قانون السلطان محمد الثاني؛ وجاء في نص هذا القانون فيما يتعلق بشيخ الإسلام: {إن شيخ الإسلام (رئيس العلماء)، والمعلم السلطاني (قائد العلماء) بهذا الخصوص على سواء؛ ويليق بالوزير الأعظم أن يقدمهما – رعايةً لهما – على نفسه؛ وإن المفتي (شيخ الإسلام) والخواجه (أي معلم السلطان) أرفع رتبة من باقي الوزراء بدرجات، ولهما عليهم الصدارة في كل الأوقات}).
وذكر (1/ 134 وما بعدها) اختلاف المؤرخين في بدء إطلاق لقب شيخ الإسلام ومن هو أول من أطلقه من الخلفاء، ومن هو أول من لقب بهذا اللقب الرسمي العثماني من العلماء.
ونقل (1/ 136) عن الدكتور عبدالعزيز الشناوي سببين في إحداث العثمانيين لهذا المنصب وإطلاقهم هذا اللقب على صاحبه، وهما:
الأول: رغبة الدولة في إضفاء مزيد من الأهمية والتجميل على مفتي العاصمة في مواجهة رؤساء الطوائف الدينية الأخرى غير الإسلامية.
¥